العدد : 9547
الثلاثاء 10 آذار 2020
سأقول لكم سرّاً: أنتم تنفخون في قربة مثقوبة، لن يتم تسليف الناجحين، فائضاً، إعارة أو استعارة، لا أصالة ولا وكالة أو بالنيابة، لن تعترف جهة باختبارات جهة أخرى، لن تكمل مشواراً بدأه غيرها، ستبدأ من الصفر، لا تثق جهة باختيارات الأخرى، ولا تقبل إلا أن تشرف عليها من ألفها إلى يائها، وزارات نكلت وأعلنت بعد نيلها الموافقة أن لها مسابقة، وما زال الأمل معقوداً على وزارات أخرى لقبول فائض الناجحين في مسابقات معلنة نتائجها، وهو ما لا يرجّح، وكم نتمنّى وإن خسرنا الرهان لو يربح المتسابقون.
أنسيء الظن ونشير بالبنان للخلل؟، الناجحون بمعايير جهة ليسوا مفصلين على قياسها وحسب هم يصلحون لها ولغيرها، مع بعض الاستثناءات في الخبرة والاختصاصات، والراسبون لا يعني أنّهم خاسرون في كل المسابقات لكنّهم لم يمشوا في مناكبها أو يتقلدوا مفاتيح أبوابٍ قد تكون كمغارة (علي بابا) موصدة في وجوههم، لكل مؤسسة كلمة سر (الباسورد)، يستحسن أن يكون أرقاماً وبعض الحروف، تختلف نسبة اختراقه بين ضعيفة ومتوسطة وقوية، وسمسم الذي يفتح هنا لناس يغلق هناك ويفتح لسواهم، تباً لك يا أنيس وأنت تعد الخراف فتقلق نوم بدراً!
تسليف الفائض، أحلام ترعى في الأمل، الاختبارات وهم، الامتحانات بريستيج، و(القانون) خارج عن القانون، ومطلوب لذوي الضمائر الحيّة، كأنّما شُرّع لتجوز مخالفته، ويشق بذلك طريقه معبداً، لدفع المعلوم، القانون يكذب على نفسه ويحابي المتنفذين، ولا يبصر المستضعفين، مع أنّه منهم نصبوه فتعالى عليهم، أطلّ في هيئة مهرج ليضحكهم، فأبكاهم، لا يقوى حتى على رد الظلم عن نفسه، يُستقوي به على الفقراء.
يتعامل بالملموس، وكل تجاوزاتهم محسوسة وع المكشوف! ولا يحاسب على النوايا، لكن يأخذ بالنصوص، وهي بلا روح، توءد وتبعث، تموت وتولد، على أيدي (مجهولين).
المسابقات لم ترفع عنها الحُجب، لم يلجمها تشريع، هي في قضايا المحاكم كقناعة القاضي، لكن الحكم فيها قطعي لا يقبل بعده طعن ولا استئناف، واللجان مقدّسة منزّلة تنزيلاً، ويل لمن عاداها، والحظوة بخطب ودّها، من أدرج اسمه ناجحاً نجا من الفاقة، وبغير هذا يلقفه الفقر وبئس المصير.
يتلقى ناجحون التهاني بمسابقة التربية للـ ٢٠١٠، عقد مضى على إجرائها، المتقدّمون فرّ الصبر منهم، تغيّرت أحوالهم، ابن العشرين قطع الثلاثين وما بدّل تبديلاً، ومسابقة (الهوينى) تتدلل بمشيها، فتكنس بذيلها آهات الصبر والانتظار، لم ترتبط بأحد، وبخيط مربوط بأصبعها شدت الناجحين إليها.
مسابقة النشاذ، وبأي حال عدت يا مسابقة رحمة لمن طالته، قطعت شوطاً قياسياً، صدقت معها مقولة (لا يموت حق وراءه مطالب)، وأي مسابقة أخرى تأخّر الإعلان عنها لابد ستصدر، أو تلغى أو تنسى! دهاليز المسابقات وحده الله أعلم بها!
خديجة معلا