العدد : 9547
الثلاثاء 10 آذار 2020
السؤال الأكثر إلحاحاً لدى أهل مدينة جبلة وريفها مفاده: هل يعقل لمدينة كبيرة مترامية القرى والنواحي والمناطق ويصل عدد سكانها إلى قرابة نصف مليون مواطن أن تكون المكافأة لهم بتواجد مشفى وطني واحد يخدم كل هذه الجموع مجتمعة مع التوضيح أن أكثر من ثلثي المشفى هُدم منذ سنوات بغية إنشاء مشفى جديد طال انتظاره ومازال قيد الإكساء بعد مرور سنوات من بداية العمل بإشادته.
أهالي مدينة جبلة كثرت شكواهم من كثرة أمراضهم ومن قلة حيلة مشفاهم الوطني الوحيد الذي يخدمهم، فالضغوط زادت أضعاف مضاعفة على كاهل كادره القليل العدة والعتاد الطبي.
عند تواجدنا داخل مستشفى جبلة الوطني كانت وجهتنا الأولى الاستماع لشكاوى الإخوة المواطنين مراجعي المشفى..
* ناهد مهمد: منذ أكثر من ساعة وأنا أنتظر دوري للقيام ببعض التحاليل الطبية وكما تشاهد الازدحام الخانق على غرفة المخبر ناهيك عن عملية الدفش والصراخ والمشاكل الكثيرة نتيجة دخول البعض للمخبر دون الالتزام بالدور وأشياء أخرى الكل يعلمها.
* فادي حلوة: أنا منذ الصباح وأنا أنتقل من غرفة لغرفة مصطحباً معي أمي المريضة بغية تأمين غرفة لها كونها بحاجة لعمل جراحي لكن لغاية الآن لم أنجح بذلك وإجابتهم لي لا توجد أسرة فارغة فأين أذهب بأمي إلى المشافي الخاصة الجزارة التي تحولت إلى فنادق سياحية بأسعارها الكاوية والتي تخصصت بطبقة الأغنياء فقط .
* لوريس خازم: هل يعقل أنه مشفى وطني لا توجد فيه سيرومات للمرضى ويطلب منا شراؤها من الخارج وكذلك حال عبوات التحاليل المخبرية الطبية، ألهذا الحال وصل الاستخفاف بنا كمواطنين؟
* مدير مستشفى جبلة الوطني الدكتور محمد قصي خليل قال رداً على الملاحظات السابقة: لا يوجد تقصير أبداً بعمل الكادر الطبي والتمريضي فالخدمات مقدمة للمواطن على مدى ال٢٤ ساعة وبشكل يومي وبكل سلاسة ويسر، وأقسام المشفى جميعها فاتحة ذراعيها لخدمتهم وفق طاقة المستشفى وبكافة الاختصاصات المتوافرة لدينا وبأعلى طاقة وفق ما هو متاح لنا من كوادر وأدوات وأجهزة وأكبر دليل على صحة كلامي هو حصولنا كمشفى جبلة الوطني بهمة كافة الإخوة والأخوات أعضاء الكادر الطبي والإداري والتمريضي والهندسي والفني وكل العاملين في مشفى الشهيد الدكتور إبراهيم نعامة وتحقيقنا مع باقي المشافي والهيئات في محافظة اللاذقية وتحت مظلة مديرية صحة اللاذقية على المركز الأول على مديريات صحة المحافظات، وذلك من خلال تقييمات المشافي والهيئات العامة من قبل لجنة التقييم الوزارية أمام السيد الوزير ومديري الصحة في المحافظات وأكثر من ٥٠ من إدارات مشاف وهيئات عامة في القطر من خلال تحقيقنا العلامة التامة في أربعة محاور أساسية من أصل سبعة محاور من المعايير وهي المحاور التي تدل على العمل الكبير الذي تقدمه كافة كوادر المشفى، وللأمانة كانت لدينا فجوات بسيطة في محورين من المعايير والتي سنعمل عليها معا لتلافيها، أما معيار غرف المرضى فهو يعكس ما تعرضت له المستشفى من تفجير إرهابي منذ سنوات وأثر بشكل سلبي على عملنا، ونحن بانتظار إنجاز مشروع القسم الجديد من المشفى وترميم الجزء المتبقي الحالي، وكذلك حصولنا كمشفى على المركز الثاني على مستوى مشافي وهيئات محافظة اللاذقية بعد الهيئة العامة لمركز الباسل لأمراض وجراحة القلب.
ولدى سؤالنا للدكتور قصي عن مجمل الخدمات المقدمة خلال الفترة الماضية من هذا العام قال: لغاية نهاية شهر شباط كانت على النحو التالي: مراجعو العيادات الخارجية ١٤٩٠٠ مريض، ومراجعو قسم الإسعاف ١٧٠٣١ مريضاً، وأجرينا ٢٢٦٣ عملية جراحية و١١٠٥ جلسات غسيل كلية، وبلغت الفحوص المخبرية لدينا ٥٥٧٥٤ فحصاً وأجرينا ٨٥٤٧ صورة شعاعية و٤١٠٦ صور أيكو و٩٤٥ صورة طبقي محوري و ١١٧٦ صورة تخطيط قلب و٣٥ تخطيط سمع و٣٥٥ صورة بانوراما فك و١١٤ تصوير ظليلي وجميع هذه الخدمات مجانية.
وختم الدكتور قصي خليل كلامه قائلاً: لدينا الكثير من المصاعب التي تعيق عملنا وأهمها ضيق المكان المتاح لنا بعد هدم بعض أجزاء المستشفى وتأخر عملية إنشاء الجزء الجديد منه لأنه سيحل لنا أكبر المشاكل من جهة استيعاب العدد الكبير للإخوة المواطنين المراجعين لمشفانا وكذلك نعاني من قلة عدد الأسرة إذ ما قورن بعدد سكان المدينة الكبير جداً ونتمنى زيادة عدد غرف العيادات الخارجية مع التنويه أنها غرف مسبقة الصنع حارة جداً صيفاً وبارة شتاء.
بالنهاية بعد سماع وجهتي النظر (شكاوى الأخوة المواطنون والكادر الطبي لمستشفى جبلة الوطني ) يقفز على سطح أسئلتنا سؤال واحد مفاده : من الظالم ومن المظلوم أم أن الاثنان مظلومان معآ …؟؟؟؟
ثائر أسعد