قلعـــــة المينقـــــــة الأثريـــــة حكايــــــة تاريــــــخ

رقــم العــدد 9544
الخميس 5 آذار 2020

قلعة المينقة من القلاع الهامة التي تقع على بعد حوالي (35) كم جنوب شرق مدينة جبلة ضمن قرية وادي القلع وهي ترتفع (630) م عن سطح البحر للاطلاع على الأهمية التاريخية لهذه القلعة التقينا مع رئيس دائرة آثار جبلة الدكتور مسعود بدوي حدثنا بالآتي:
بنيت قلعة المينقة على هضبة صخرية تحيط بها ثلاثة أودية من الجنوب- الشرق- الغرب وتتصل في الجهة الشمالية والشمالية الشرقية بالجبال المحيطة بامتداد طبوغرافي طبيعي، تم فعله بواسطة خندق.
وتأخذ القلعة شكلاً متطاولاً غير هندسي متماشي مع الحواف الصخرية لها سور مزود بأبراج دفاعية ويوجد ضمن القلعة العديد من الأقبية وحمام وبعض المغاور الطبيعية.
وأوضح الدكتور مسعود أنّ القلعة ورد ذكرها عن العديد من المؤرخين : مثل ابن بطوطة القلقشندي- وليم الصوري وتمت السيطرة عليها من قبل الإسماعيليين عام (546) هـ.
ومنذ ذلك التاريخ عرفت قلعة المينقة كإحدى قلاع الدعوة الإسماعيلية المنتشرة في منطقة جبال الساحل السوري.
– ولد فيها عام (872) هـ شهاب الدين المينقي وهو أحد كبار شيوخ الدعوة الإسماعيلية في سورية، ولقب بأبي فراس نظراً لفراسته في الأمور الدينية وتعمقه في بحر القصائد الروحانية وله عدة مؤلفات منها (سلم الصعود إلى دار الخلود) و (سلم الارتقاء إلى دار البقاء) توفي عام (937) هـ ودفن بجوار قلعة المينقة.
بقيت القلعة بيد الإسماعيليين خلال الفترة الزنكية وخلال الفترة الأيوبية بسبب هدنة الصلح التي عقدت بين صلاح الدين الأيوبي وراشد الدين سنان وبقيت حتى عهد خلفائهم.
بداية الفترة المملوكية: بقيت القلعة بيد الإسماعيليين أما في عهد السلطان المنصور قلاوون فكانت مع بقية قلاع الدعوة الإسماعيلية خاضعة لشروط الهدنة التي عقدت بين المنصور قلاوون وبيت الإستبارية وإمارة طرابلس في عام (680) هـ (1281)م وفي عهد ابنه الأشرف خليل استطاع عام (690) هـ تحرير جميع البلاد الساحلية من الفرنجة.
– بداية الفترة العثمانية: كانت القلعة في صراع وكان الولاة يأخذوها مراراً- الإسماعيليون يستردونها أما في عهد السلطان عبد المجيد طلب الإسماعيليون من السلطان أن يعمروا سلمية.
تم ذلك بين عام (1260- 1270) هـ ومنذ ذلك التاريخ هجرت المينقة من الإسماعيليين استمر هجر قلعة المينقة في بداية الاحتلال الفرنسي لمنطقة الساحل السوري عام (1918) وأصبحت معقلاً للثوار الذين يقومون بالغارات على قوات الاحتلال الفرنسي حتى تم تحرير البلاد عام ( 1946) وحتى هجرت القلعة وأصبحت أراضي زراعية إلى أن بدأت المديرية العامة للآثار والمتاحف عام ( 2000) الاهتمام بها من جديد.
وتم تسجيلها بالقرار رقم (210) عام 2003 كأحد المواقع الأثرية في منطقة جبلة.

هالة كاسو

تصفح المزيد..
آخر الأخبار