المدينة الرياضية.. هل تستعيد ألقها السياحي وتخفّف الحمل عن الكورنيش الجنوبي؟

العدد: 9543

الأربعاء: 4 آذار 2020

المدينة الرياضية أو ما يعرف باسم مدينة الأسد الرياضية، وكما أن حديقة تشرين هي قبلة أهالي العاصمة وحديقتها الغناء، وحديقة السبيل أو الحديقة العامة لأهالي مدينة حلب، وأيضاً حديقة الباسل لأهالي مدينة طرطوس وغيرها من حدائق المدن الأخرى – فالمدينة الرياضية هي الرئة أو الخاصرة الشمالية لمدينة اللاذقية وأهلها حيث تقع على مساحة نحو ١٥٤ هكتاراً، حدودها الغربية تلامس شط البحر حيث يوجد مرفأ صغير لليخوت لغرض التنزه في البحر أو ممارسة الرياضات البحرية بأنواعها أما الحدود الأخرى فهي متنزهات وشاليهات بحرية خاصة بالإضافة إلى الأراضي الزراعية الخصبة من جهة الشرق، كما تحتوي هذه المدينة ملعباً لكرة القدم وبعض الصالات الرياضية المتنوعة ومسابح أهمها المسبح الأولمبي ومسبح آخر مخصّص للأطفال كما تضم المدينة صالات لجميع الكرات ذات أرضيات تارتانية بالإضافة إلى مضمار الخيول ومبنى الإذاعة والتلفزيون ومتحف للفن الحديث ومساحات خضراء واسعة ، لذلك هي معلم ومرتع ضخم للقادمين بغرض الاستجمام، والأمل معقود على عودة هذه المدينة إلى ألقها القديم حيث كانت درّة السياحة على هذا الشاطئ نظراً لاحتوائها على جميع مقومات السياحة شبه المجانية كما تعتبر ملتقى ومحجاً لجميع العائلات وخاصة أيام الجمعة والعطل الرسمية وعلى مروجها تتم ممارسة جميع أنواع الهوايات الرياضية وصناعة المأكولات الشعبية والمشاوي والسهر إلى ساعات متأخرة من الليل.
أغلب زوّار المدينة أجمعوا على تخديم هذه المدينة وإعادة ترميم ما فقدته من مقومات سياحية علماً أنها استضافت العائلات واللاجئين من مدن أخرى بفعل الإرهاب وبعد أن تم تحرير هذه المدن تمكنت العائلات من العودة إلى ديارها، كما طالب البعض من الزوار بإعادة تعشيبها وترميم أرصفتها وإعادة الألق إلى أشجارها المتنوعة والعمل على تنظيف وتغطية الساقية التي تخترقها لإبعاد شبح الأمراض المعدية الناتجة عن البعوض والقوارض الأخرى والأهم من ذلك تفعيل خدمات عمل مباني الحمامات وتزويدها بالمياه وصيانة الصرف الصحي فيها . وفي ظل هذه الظروف القاسية والبحث عن مصادر للدخل العام وعدم القدرة على توظيف إمكانيات ضخمة تلبّي الطموحات في الصناعة السياحية بإمكان المعنيين إشراك القطاع الخاص بهذا المجال بشرط عدم تفرده باتخاذ القرارات التي تعيق العمل والإقبال إلى منشآت الدولة السياحية، أو العمل على طرح أجزاء أو مباني بغرض الاستثمار السياحي وبذلك تنتعش هذه المنطقة بالإقبال الشعبي المتنوع أسوة بمنطقة الكورنيش الجنوبي محدودة الاتساع التي تلقى صيفاً وشتاءً كثافة بالضيوف والزوار، على الرغم من أسعارها المرعبة، حيث يتم بتلك المنطقة (الكورنيش الجنوبي) استثمار المتر الواحد حتى ولو كان بمكان وعر وغير صالح للبناء والإنشاء، وبالمقارنة تتفوق المدينة الرياضية على الكورنيش بكل المقومات وأسباب وسائل الراحة والاستجمام بما يخص المساحة والمنشآت ووجود مصادر المياه النظيفة والأسعار ومواقف السيارات الكبيرة والصغيرة والقدرة على استيعاب الازدحام باستثناء الارتفاع عن شط البحر الذي يميز الكورنيش، وروّاد مطاعمه وصالات أفراحه من ذوي المال الأبيض.

 سليمان حسين
حليم قاسم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار