تحت المجهــر ..خارجون من الــبرد

العدد : 9542

الثلاثاء 3 آذار 2020

 

قد لا تجدي نفعاً أي عبارة تحاول الخروج من ضيق ذات الحال، أو تبحث عن فضاء يوشك أن يمطر تفاؤلاً وأملاً في قادمات الأيام، إلا أخبار ميادين الشرف والكبرياء، وأخبار جيشنا الباسل الذي نستثنيه دائماً من أي مقارنة أو معادلة لأنه فوق كلّ شيء تضحيةً وبطولاتٍ وانتصاراتٍ..
في مقولاتنا الريفية في الساحل السوري الجميل، وعندما ينتهي البرد أو يوشك على ذلك نقول: (اتجهت الدنيا للخير)، ولم يأتِ هذا القول من فراغ، فالسنابل تبدأ بالتكوّر على خيرها، والشجر يزهر بكلّ الألوان، والخضراوات الحقلية توزّع وعودها القادمة، وتنتفي الحاجة للمازوت أو الحطب في التدفئة، ومشوار جميل إلى أي أرض قريبة بإمكانك أن تعود منه بأكثر من وجبة من حشائش تحضر بكثافة وتشكّل وجبات شهيّة لمن اختبر فائدتها وعرف قيمتها، والدجاج البلدي يزيد عدد بيضه بعد أن ينعم بالدفء، ويزيد حليب الأبقار أيضاً بسبب توفّر الغذاء العشبي الطبيعي المدرّ للحليب…

هي تفاصيل قد تبدو صغيرة لكنها مهمة، وبإمكانها أن توفّر نصف مصروف الأسرة، وبالتالي سيشعر كلّ مواطن ريفي بـ (أريحية) نوعاً ما إذا ما انتبه إلى هذه التفاصيل، ولكن هل سينعكس هذا الأمر على أسواق المدينة والتي تضمّ القسم الأكبر من المستهلكين محدودي الدخل ومهدودي الحال؟

نعم، سيكون ذلك، ولن يبقى كيلو البصل الأخضر بألف ليرة، فالطقس الدافئ سيسرّع نمو البصل الأخضر، وبالتالي سيكثر عرضه في السوق وستنخفض أسعاره، وقس على ذلك (البقدونس، الفجل، الملفوف، الخس… إلخ).
بالنسبة للبيض والفروج، يجب أن يتأثرا أيضاً بـ (الدفء) حيث ستقلّ كلفة الإنتاج، وبالتالي يجب أن ينخفض سعرهما، وإن لم يحصل ذلك فعلى الجهات التموينية أن تنتبه إلى هذه الجزئية وتفرض سعراً تأشيرياً جديداً يضعنا على سكّة التفاؤل، وإلا سنتهمها بالتقصير.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار