العـــــدد 9541
الإثنــــين 2 آذار 2020
فويرسات.. القرية الوادعة القابعة بحضن الوادي جارة شلال وادي القلع غرباً.القرية التي وهبها الله الماء والأشجار والدفء ما جعلها تحظى بزراعة أشجار الحمضيات وهذه ميزة في الريف البعيد ، كما وتشتهر بزراعة التبغ و الخضار الصيفية ولدى سكانها مساحات كبيرة مزروعة بالزيتون لذلك فهم نشيطون يعملون بأرضهم ويعتاشون بما تنتجه لهم.
إذاً الطبيعة لم تبخل عليها خلافاً للبشر الذين أهملوها من كافة النواحي، بل تناسوها، وخلال العشرين عاماً الماضية توسعت القرية بحكم امتلاك أبنائها لأراض تمتد ما بين الحدود الإدارية لقرى القلع والمشيرفة وسلمية وحرف الساري، وحدود أراضيهم جنوباً النهر الفاصل بين محافظتي طرطوس واللاذقية (نهر الجويبات).
القرية تتبع خدميا لبلدية وادي القلع، وعندما جئنا لسماع شكوى الأهالي كان الأسف والعتب والحسرة يغلف حديثهم.
القرية قسمان غربية وشرقية وما يوحدهما الإهمال وندرة الخدمات بمعظمها، وأية خدمة سنتحدث عن غيابها أو وجوب وجودها تشمل القسمين الغربي والشرقي.
المواطن اسكندر محمد ذكر أنه ومنذ عام 1985 تم تزويد القرية بالكهرباء مثلها مثل باقي القرى المجاورة، وحينها تم تركيب محولة للقرية ومنذ ذلك التاريخ لم تغير أو تركب محولة ثانية دعماً للأولى رغم التوسع الكبير وازدياد عدد السكان والمنازل، لذلك فالتيار الكهربائي في القرية ضعيف جداً والأهالي يعانون أشد المعاناة جراء ذلك، فالتيار الكهربائي دائماً ضعيف ولا يشغل الغسالة ومعظم الأدوات الكهربائية لا تعمل، بل تأذى الكثير منها جراء ضعف التيار وتذبذبه ما يكلف الأهالي مبالغ كبيرة إن في صيانتها أو استبدالها، كذلك حبال الشبكة التي تحتاج في أماكن كثيرة لاستبدال وصيانة وشد، ومؤخراً تمت إشادة مطعم بالقرب من مفرق القرية واستجر الكهرباء من شبكة القرية، ما شكل عبئاً إضافياً على المحولة العجوز الضعيفة أصلاً.
قال الأهالي إن شركة الكهرباء بصدد تزويد القرية بمحولة جديدة نتمنى ألا ينتظروا كثيراً كي يحصل ذلك.
المواطن محمد يوسف الذي أكد أنه لم تبق أراضي قرية في المحافظة دون تحديد وتحرير سوى قريتنا، فمنذ ما يقارب الثلاثين عاماً حضرت إلى القرية لجنة تحديد وتحرير وقامت بعملها لكنها لم تنهه، لنكتشف فيما بعد أخطاء قاتلة في معظم تحديد العقارات كتسجيلها بأسماء غير أصحابها ومنذ فترة وجيزة تواصل مختار القرية مع الجهات المعنية ووعدنا خيراً، نأمل عدم التأخير في ذلك، على ألا تقوم أي لجنة قادمة بإكمال ما بدأته الأولى، وإنما إعادة عمليات التحديد والتحرير من البداية بشكل دقيق لتلافي أخطاء اللجنة الأولى.
المواطنة شفيقة معلا أكدت أن الطريق المتفرع عن الطريق العام ويخدم القرية وضعه سيء جداً، فمنذ شقه وتزفيته لأول مرة لم تتم صيانته أو تزفيته مجدداً وعمره أكثر من خمسة عشر عاماً لذلك فهو محفر وبحاجة للصيانة الفورية وكثيراً ما تتعطل السيارات بسببه وآخرها السيارة التي توصل الخبز لأهالي القرية، أما وضع مياه الشرب بالقرية فهو مقبول إلى حد ما، وسيارة القمامة تأتي كل خمسة عشر يوماً وتجمعها.
أما بالنسبة للصرف الصحي وكما أكد المواطن صلاح حسن فهم بحاجة لمشروع تخديم بقية المنازل غير المخدمة للانتهاء من مشاكل الجور الفنية التي يعتمد عليها حوالي نصف أهالي القرية، فتفيض بالصيف ناشرة الروائح والبرغش والأمراض.
وفي القسم الغربي للقرية أكد المواطن محمد إسمندر أنه لا وجود لأي شبكة صرف صحي والقرية بمجملها تعتمد على الجور الفنية ومعروفة مشاكلها وأضرارها على البيئة والصحة العامة، إذ أنهم حتى هذه اللحظة لم يلحظوا بأي مشروع صرف صحي يخدم منازل القرية.
ونصل إلى خدمة الهاتف الأرضي وهو علة العلل وسبب الكآبة لأهالي القرية بقسميها الغربي والشرقي والحارات الجديدة مجتمعين حيث أنه ومنذ سنوات لم ينعم أهالي القرية بقسميها بخدمة الهاتف الأرضي، لا بل نسوا إن كانت هذه الخدمة موجودة أصلاً حتى ونسوا أرقامهم ومنذ سنوات تم حفر الطريق الذي يخدمهم من أجل مد الكبل الضوئي (وتم وضعه لكن لم يوضع بالخدمة بعد) من القصيبية وحتى نهاية القرية وعلى الوعد ينتظر الأهالي يمنون أنفسهم بتشغيل الهواتف الأرضية وخدمة الأنترنيت (ونحن خلال السنوات الماضية تواصلنا مع مركز الدالية بشأن هواتف القرية ودائماً الأعذار جاهزة عطل بالكابل الأرضي) ومؤخراً كان العذر تسوية الجدار الاستنادي جانب الشلال بوادي القلع عندما حصل الانهيار شتاء العام الماضي، والآن وقد مضت أشهر على الانتهاء من تسوية الانهدام والجدار قرب الشلال لكن بقيت مشكلة الهواتف الأرضية للقرية على حالها فإلى متى؟ يتساءل أهل القرية.
المواطن مهران إسمندر قال: مياه الشرب حالياً مقبولة ولكن في الصيف تأتي كل خمسة أيام لمدة ساعتين كأقصى حد وكون القرية جبلية البيوت المرتفعة لا يمكنها تعبئة حاجتها وتنتفي بذلك عدالة توزيع الماء.
بالنسبة لترحيل القمامة كل أسبوع أو أسبوعين يتم ترحيلها بشكل غير منتظم ولا يتم ترحيلها بشكل كامل، القرية بقسميها لا توجد أي شبكة إنارة فيها.
الطرق الزراعية الموجودة غير كافية والموجود منها بحاجة تسوية وتعبيد وخلال جمع المواسم وحراثة أراضينا وتخديمها نعاني الأمرين وخاصة الزيتون والتبغ.
في القسم الجديد من توسع القرية الممتد من مفرق حرف الساري إلى مفرق المشيرفة على الطريق العام ونزولاً إلى طريق فرعي بامتداد 200 متر، وتدعى عين قصاب (وهذه الحارة فيها أكثر من عشرين منزلاً) بعضهم من سكان حرف الساري (تكلم باسمهم سليمان يوسف حيث أخبرنا بحسرة وخيبة) أن تعالوا واسمعونا نريد أن نشكو، نسمع الجهات الحكومية شكوانا وبلغة السخرية قال: نحن في حارة عين قصاب، ونتبع لقرية فويرسات هل منتهى أحلامنا أن نكون على الخريطة؟ كما أهل (مسلسل الخربة) نحن على خريطة النسيان فقط من كل الاتجاهات.
بعد صدور التعليمات الجديدة من التموين حول معتمدي مادة الخبز وآلية التوزيع تحصل لدينا كل يوم مشكلة مع معتمد الخبز ونحن الحارة التي على الشارع المتفرع عن الطريق العام قبل مفرق المشيرفة، فالمعتمد الذي من المفروض أن يزودنا بالخبز ، لا يقبل بالنزول إلى الحارة لمسافة لا تتعدى 200متر علماً أن هناك معتمداً آخر يعطي المنازل التي على الطريق العام فقط ومنذ فترة وجيزة حصلت مشكلة بيننا وبين معتمد الخبز وحصل تشابك بالأيدي وتدخلت الشرطة لذلك نأمل أن تسلك هذه المشكلة طريقها للحل إضافة لذلك فحتى دفعة المازوت المائة ليتر الثانية لم توزع علينا بعد علماً أن كل القرى استلمتها إلا نحن، وحارتنا هذه لا يوجد بها هاتف أرضي يعمل ولا نت ولا صرف صحي والكهرباء سيئة جداً.
هذه هي مطالب أهالي قرية فويرسات غربية وشرقية وحارات التوسع نضعها بين يدي مسؤولي الجهات المعنية فهل تلقى آذاناً صاغية أو تجد طريقاً للحل؟
آمنة يوسف