تحـــت المجهـــــر.. السرعة مقابل «الجيجــــات»

العـــــدد 9541

الإثنــــين 2 آذار 2020

نبحث عن الرضا، نخشى من تمردنا الداخلي على قناعتنا، فنصغر مذعنين كابن خفّض أبوه مصروفه، فجهد لموازنته مع احتياجاته.
نستجدي في باقات الإنترنت الرجاء، فلا نجده إلّا بقايا أمل، أن تكون (ميغات الاتصالات) على مستوى تطميناتها.
لا تقاس النتائج على التوقعات وما بتنا نخشاه توالي الخيبات، فكم من ممدوح مذموم، وليس كل ما يطرح محمود، لكننا وقد حضتنا (الباقات) على الكتابة فقد أثارت فينا الشجون، فهي تحرّك المخاوف، وتكسر قلب ربّ البيت، تكوّر الهموم في جيبه. حكومتنا الرشيدة، تحصيلدار، وجامع ضرائب، فرفع التعرفة موضة قديمة، تحقق وفراً، ولا تخفّض استهلاكاً، وشتّان بين الوفرين.
عبارات الحشو من قبيل (تحسين جودة الخدمة من دون أي كلف إضافية، وإيقاف الاستخدام المفرط.. )، هي رأس مال الوزارة في تحقيق مشروعها الجديد من دون أعراض جانبية.
(لا تحسب الفول إلّا مكيول)، السرعة هي العربون، والترشيد مدخله الوسيع، تعزّي به نفسها أنّ إجراءاتها على صواب، عليلة النسمات، باردة ردّات الفعل.
نجحت إلى حد، وقسمت الفولة نصفين، من يمم شطرها أبحر في مزايا القرار وغالى في تفاؤله، وراهن على مقدرته بتدرجاته (الجيجاوية) على امتصاص الصدمة. ومن يمم صوب ظنّه، تشأم وحلّ فيه حدسه، وعلى قدر (مصرياتك تمدّد بجيجاتك)، إعلان الاتصالات المبوب، نيّة تشوبها الباقات الجديدة ولائحة الأسعار الموازية وجراب ينتظر أن يمتلئ، والمواربة في تقديم السلعة على أنها ليست رفعاً للأسعار وإنما تحسيناً للجودة، تنغيم يشبه رقصة الأفعى والراعي، ترضينا من (كيسنا) لتقبّل الأمر من دون وساوس، لكن والإنسان عدو ما يجهل، فالحلول الجديدة مقرونة بشحنة من الريبة، وقبل أن نأنس لتدرجاتها، من خمس جيجات إلى ٢٠٠، ستسرقنا الحالة ونفتح محفظتنا من ٣٠٠ل.س حتى ال٥٠٠٠ ل.س، وندفع المفروض من دون أن نظهر سنّنا الضاحك.
أو علينا بتقشّف لا نعرف بعده طريقاً ل (نت) إلّا من ذكريات نترحم بها على أيام السلحفاة، كانت السرعة ٥١٢ميغا بالعشرة الأولى من الشهر، وصارت ٢٥٦ بالثلثين الأخريين منه، ونقضي العشرين الباقية بانتظار العشرة الأولى من الشهر التالي، ننعم ونشقى، نحرم ونمنّى.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار