العـــــدد 9536
الإثنين 24 شــــــباط 2020
توسيع مرفأ اللاذقيّة، مشروع عالق في الأذهان، متأرجح على خيط من التصريحات، مترنح على وتر التسويفات، المسوغات العشرة تشعل الحماسة، تدخل في الاستراتيجيات، والمنافسة والتنمية الاقتصادية وتطوير البنى التحتية وزيادة المساحة وعمق الغاطس، لتحسبنّ أنه سيسبق (مشفى ووهان) في سرعة البناء، وربما لا أنتهي من كتابة هذه المادة حتى تنتصب أشرعة السفن في الميناء الجديد، فإن كان الحديث عن أهمية التوسيع أخذ منا كل هذا الوقت، لم تنته المرحلة الأولى إلّا في ال٢٠١٠، ولم يتم إعداد مخططات المرحلة الثانية في ال٢٠٠٧، نفّذ منها المكسر الرئيس بطول١٠٢٠متراً، تخمّر الفكرة، وإنجاز الدراسات، أخذ عقداً ونيّف، فإن عقدت النيّة وأبرم العزم على التنفيذ فكم سيأخذ إعلان العقود وفضّها، ليرسو وقد لا يرسو العقد، فيفشل التعاقد، وتعاد الكرّة من جديد، أو يلزّم بالتراضي؟! وبالصيف ضيّعنا اللبن، ما أنجز سابقاً، أصبح اليوم مكسباً، وباستثناء أوتوستراد اللاذقية أريحا، لم نر منذ ربع قرن مشروعاً إنشائيّاً في اللاذقية (محافظةً) يشار إليه بالبنان، غير العقد المرورية الثلاث: اليمن، هارون، الزراعة، تشبّهت بها عقدة جبلة في مدخل المدينة، لكن هيهات بين الثرى والثريا، وأجمل تعليق ساخر منه قرأته (دوّار لا يدور)، وفي سباق الزمن يزاحم مشروع المحلّق الشمالي لمدخل مدينة اللاذقية كل المشاريع المقترحة، دراسته قائمة ووزارة النقل تعهدت بتمويله، أيّام الزمن الجميل، عندما كانت الحياة آلهة خصب، وقفنا حيارى نسأل لماذا يتثاقل قرار، ويتثاءب خطو مشروع، خاننا ذكاؤنا، تنخر في عباب أيّامنا حكمة كانت تحرص معلمة الصف السادس على كتابتها على حائط صباحات براءتنا المستسلمة للنعاس (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك) لم يكن على قائمة أجندتنا أن نلتفت يوماً للخلف، لنجد عربتنا عطبت، والحصان الذي يجرّها أصيب، وأن نقف اليوم على أطلالها نندب قراراً خائباً، ونتحسّر على فرصة ضائعة، ستتذكرون ولن ننسى تحويلة الحفّة أثارت زوبعة انتقادات، رحلت في حال سبيلها، بعد أن برد الموضوع وسكتت الضجّة.
ولنتذكّر أنّ أوّل تصريح رسمي لمشروع (قرى الشحن المرفئية)، كان منذ عدّة أيام، على لسان مدير عام المرفأ ولنحتسب كم (سيمرّك) العداد بعد هذا التاريخ شباط٢٠٢٠، التصريح اختطفته المواقع الالكترونيّة من رأس الماعون، كان سبق صيته المتنبي وتنازل لأجله نجيب محفوظ عن لقبه، عنوان جميل يستحق من أطلق المسمّى جائزة أوسكار، يليق استخدامه لأغراض سياحية، لكنّ المرفأ بمرحلته الأولى المنفّذة والثانية المنتظرة، والثالثة المزمعة، يخرج المدينة من جلدها، ويقتل واجهتها البحرية، مع كل خطوة يتوسّع بها المرفأ في الأرض الخصيب للمدينة، تمدد لا رجعة عنه مع تثبيت حقه قانونياً بكل الاستملاكات التي كانت موضع تنازع وتقاضي، من ملكيته الحالية حتى منتجع روتانا أفاميا برّاً.
عرّاب التصريح، ألمح للفكرة والجدوى، ولم يحيّد على التفاصيل، أو يتطرق للتنفيذ الذي هو اختصاص الوزارة، وتلك محتارة، لمن تعطي أسرارها عن إشارة البدء، بالجملة أم بالقطارة!
خديجة معلا