العـــــدد 9536
الإثنين 24 شــــــباط 2020
أكدت مديرية الأرصاد الجوية أكثر من مرة ومثلها خبراء طقس ومهتمون أن برد وصقيع هذا العام لم يمر على منطقتنا منذ أكثر من عشر سنوات، فلا فوارق زمنية تذكر بين المنخفض والآخر، وكل ذلك في ظل ندرة المحروقات ووسائل التدفئة والكهرباء، وإزاء ذلك حاولنا بتقريرنا هذا الاطلاع على وضع التدفئة في المدارس بكل مراحلها، وكالعادة كانت البداية من الريف القصي المرتفع ذي الأجواء الباردة جداً والذي يمتد فيها فصل الشتاء لحوالي خمسة أشهر ما يجعل سكانها بحاجة إلى كميات مضاعفة من المازوت والحطب كذلك المدارس، ففي قرية معرين المعروفة بطبيعتها الجبلية الباردة أكد الأستاذ نورس ونوس مدير المدرسة الابتدائية أنهم وضعوا المدافئ في الصفوف منذ منتصف الشهر العاشر وحصلوا على مخصصاتها من المازوت لكن في ظل البرد القارس وموجات الصقيع المتتالية لا تكفي تلك المخصصات، وفي السنوات السابقة كانت أياد خيرة وأهالي الطلاب من الميسورين تعمد إلى سد النقص الحاصل ولكن مؤخراً وبعد تردي الوضع المادي للجميع تراجعت هذه الميزة ونقوم بأقصى استطاعتنا بتدبير الوضع ولو كان بالاستعاضة بالحطب.
وما تعانيه مدرسة معرين الابتدائية من عدم كفاية المخصصات ينطبق كذلك على ابتدائيتي خرايب سالم وبسطوير للتشابه الكبير من حيث الارتفاع والبرد القارس في تلك القرى، وحسب مدير مدرسة خرايب سالم الأستاذ أسامة عجيب أن المخصصات لا تكفي لأن القرية على ارتفاع 1000متر عن سطح البحر ولا يمكن للطلاب المكوث في الصفوف بدون تدفئة وبالمدرسة ست قاعات والإدارة لذلك الكمية التي أعطونا إياها لا تكفي، كذلك المعلمة سحر علي مديرة مدرسة بسطوير كان رأيها بأنه من المفروض زيادة مخصصات تلك المدارس بغض النظر عن مخصصات المدارس بشكل عام.
أما مديرة حلقتي الإعدادي والثانوي في معرين هناء زهرة فأكدت أن التدفئة جيدة ومخصصات المدرسة من المازوت كافية وتم وضع المدافئ في جميع الصفوف بلا استثناء.
أيضاً بنفس المنطقة قرية بطموش أوضح الأستاذ علي صقر سلوم أن في المدرسة عشر مدافئ وكلها (شغالة) والوضع جيد.
إلى الغرب في الدالية جميع مدارس القرية لجميع المراحل يتم إشغال المدافئ بجميع الصفوف حسب الأهالي ومديري تلك المدارس، في بيت العلوني أوضح المواطن إياد قريطم أنه يتم إشغال التدفئة بالمدارس للطلاب وكذلك في مدارس وادي القلع وبيت عانا والتلازيق وفويرسات وبسنديانا.
في بعبدة أكد مدير الابتدائية حبيب ديب أن التدفئة للتلاميذ متوفرة وجيدة من الصف الأول وحتى الخامس وصف السادس يداومون مع الحلقة الثانية ودوير بعبدة تمت تدفئة كل الصفوف من الأول وحتى السادس.
وبطبيعة الحال لا يمكننا ذكر كل المدارس ولكن كانت هذه عينة من مدارس الريف.
أما في مدارس المدينة فيختلف الوضع كثيراً، حيث اقتصرت التدفئة على صفوف الأول والثاني ومن خلال تواصلنا مع ثلاث مدارس ابتدائية هي التطبيقات وياسين شعبان سعيد وعلي القاضي فكان الوضع مشابهاً من حيث عدد المدافئ والصفوف، وحسب ما توفر من مدافئ، كل مدرسة سبع مدافئ، وفي إعدادية حميميم أيضاً أكدت المديرة ريما أسعد أن في المدرسة ست مدافئ فقط تم تشغيلها.
ختاماً ومن خلال اطلاعنا على وضع التدفئة بمدارس الريف وخاصة القرى الجبلية المرتفعة ذات الطبيعة القاسية والباردة شتاء فإن الشتاء فيها أطول من غيرها من مدارس المدينة والمناطق الساحلية كما أسلفنا وكلما اتجهنا غرباً ونزولاً يخف البرد لذلك يجب أن تكون مخصصات هذه القرى مختلفة عن غيرها من مدارس المدينة أو المناطق الأقل ارتفاعاً والأقرب إلى المدينة وتلحظ بكميات إضافية لكن هذا لا ينفي حاجة كل المدارس ريفاً ومدينة وبكل الصفوف إلى التدفئة خصوصاً هذا الشتاء القارس الذي لم يمر مثله منذ سنوات.
آمنة يوسف