خريجو المعلوماتية والحاسبات لا تتم الاستفادة منهم محلياً !

العـــــدد 9536

الإثنين 24 شــــــباط 2020

أخذ مفهوم الصناعة البرمجية بالتبلور لتصبح صناعة البرمجيات الصناعات الرائدة في عالم اليوم، إذ أسست شركات متخصصة في الصناعات البرمجية بعد أن شمل الحاسوب تقنيات وبرمجيات جميع مرافق الحياة والمجتمع، وكان للتنافس أثراً كبيراً على تطور البرمجيات ونوعياتها وفق مقاييس الجودة والكفاءة.
فلم يعد خافياً على أي منّا أهمية البرمجيات في حياتنا اليومية سواء في البيت أو المصنع أو المشفى أو المؤسسات والشركات، فنحن نتعامل يومياً مع العديد من الأجهزة والمعدات التي تعتمد في عملها على البرمجيات، لذلك نقول أن هندسة البرمجيات أصبحت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى.
النمطية التقليدية في الاستثمارات
من خلال مادتنا سنحاول التعرف على هندسة البرمجيات ومن يشارك بها وما هي مكونات النظم البرمجية وكيف يتم بناؤها بأخذ رأي المختصين بذلك فقد ذكرت السيدة مريم فيوض رئيسة فرع الجمعية السورية للمعلوماتية في اللاذقية الآتي:
يعتبر سوق البرمجة في سورية سوقاً ناشئاً وذلك لعدة أسباب أهمها: لم ينضج السوق المحلي لدينا للبدء في الاستثمار في مجال المعرفة وذلك يعود لعدم دخول استثمارات جديدة في البلد بسبب ظروف الحرب من جهة إضافة إلى النمطية التقليدية في الاستثمارات القائمة محلياً، علاوة عن ذلك فإن صناعة البرمجيات تحتاج إلى بنية تشريعية خاصة ومرنة لتنظيم مهنة العمل في مجال المعلوماتية وتشكيل شركات خاصة في هذا المجال وهذا يحتاج لمجموعة من المعايير والتشريعات الخاصة وعلاوة عن ذلك تعتبر بيئات العمل المحيطة ببلدنا سوقاً جاذباً للكفاءات المحلية في هذا المجال حيث تقوم جامعات القطر لدينا بتخريج العديد من خريجي المعلوماتية والحاسبات سنوياً، ولكن للأسف لا تتم الاستفادة منهم محلياً وعليه فإن أغلب كوادرنا المميزة لا تبق في البلد تغادره وهذا بالحقيقة ما يفرضه الواقع، فلغاية كتابة هذه السطور تتم معاملة مهندسي المعلوماتية والحاسبات كما يُعامل مهندسو الكهرباء في نقابة المهندسين مثلاً وهذا بالطبع لا ينتقص من القيمة الشخصية للمهندس وإنما يعتبر خطأ من الناحية المعرفية والعوائد التي يتبادلها كلا الطرفين النقابة والمهندس في التوصيف الدقيق للمهنة وأماكن استخدامها.
وأضافت فيوض: إن كل الاقتصاديات الناشئة حول العالم اعتمدت في نموها على الاستثمارات غير التقليدية وأعني الاستثمار في المعلومات وهذا ما يدعى باقتصاد المعرفة منها هي الهند على سبيل المثال لا الحصر بعد أن كانت بلداً يتلقى المساعدات والمعونات هي اليوم خامس أقوى اقتصاد في العالم حيث برزت صناعة البرمجيات في السنوات الأخيرة وجعلت الهند أهم متعامل عالمي في مجالي البرمجيات ومعاملة الأعمال الإدارية بحجم مداخيل (17.2) بليون دولار (2004-2005) وهو ما يجعل من تكنولوجيا المعلوماتية واجهة الاقتصاد الهندي الحديث، حيث بلغت حصة الهند من مجموع صادرات البرمجيات في العالم 18,1% في عام 2012 وتضاعفت هذه النسبة في عام 2019 حيث تجاوزت الـ 35%.
ولفت فيوض أين نحن من كل هذا في الحقيقة ما زلنا نحبو بخطوات خجولة جداً فشركاتنا البرمجية إن صحت التسمية على المجموعات التي تعمل في هذا المجال لا تتجاوز عدداً محدداً دون أي ذكر لها في الموازنات والاحتساب لحجم مساهمتها في الناتج المحلي، وهذا طبيعي لأن حجم أعمالها لها في الحقيقة يكاد لا يذكر رغم كل ما ذكر أعلاه لكن توجد بدايات جيدة لتلافي ما ذكرناه لدى وزارة الاتصالات والتقانة والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية من خلال تبينهما لعدة مشاريع تعتبر وبحق الأساس لتشكيل صناعة معلوماتية في البلد حقيقية تساهم في رفد اقتصاد البلد ووضعه على طريق اقتصاد المعرفة ومنها على سبيل المثال مشروع مراكز البيانات الذي يعتبر الأساس في مبادرة الحكومة الالكترونية التي تلقى كامل الدعم الحكومي وأصبحت ضرورة ملحة في البلد ومشروع البيانات المفتوحة الذي يسهم ويحق في تعزيز مكافحة الفساد وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة ومبدأ التنافسية في الأسواق إضافة لمشروع CMMI المشترك الذي يعرف معايير وآليات الشركات البرمجية ويمنحها الاعتمادية اللازمة للاشتراك في الأعمال وتطويرها إضافة لمشروع التوقيع الرقمي وغير ذلك العديد من المشاريع التي تشكل الأساس اللازم للانطلاق في تأسيس سوق معلوماتية واعد في البلد وخاصة في مرحلة إعادة الإعمار التي انطلقت في بلدنا الحبيب بعد الانتصار على الإرهاب.
وبيّنت فيوض إن هناك مشاريع تقوم بها الجمعية المعلوماتية على صعيد التأهيل والتدريب لرفع سوية الكوادر إضافة إلى المساهمة بتدعيم المجتمع السوري عن طريق تمكينه من الاستخدام الأمثل لمختلف أنواع التقانات الحديثة لتحسين سبل العيش وتدعيمها، كما نقوم بالجمعية حالياً بتوصيف المعايير العالمية للكثير من المعرف والدورات وتطبيقها محلياً لنرتقي بمستوى الكوارد المحلية وجعلها توازي المستويات العالمية، إضافة لذلك نقوم ومن خلال مشروع الحاضنات بدعم الأفكار الريادية في مجال المعلوماتية والاتصالات والمساهمة في تحويلها إلى مشاريع حقيقية منتجة في سوق العمل تخلق فرص عمل في مجال البرمجيات.
إننا في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بدأنا نتلمس الطريق إلى صناعة معلوماتية تسهم في رفد اقتصاد البلد وهذا يحتاج إلى تضافر الجهود ما بين جميع الجهات والأطراف الفاعلة في الموضوع وهذا ما بدأناه مع وزارة الاتصالات والتقانة إضافة للشراكات مع القطاعات الأكاديمية كالجامعات وباقي الأطراف والهيئات الفاعلة وكل هذا حتماً سيجعلنا وفي القريب نتلمس نتائج جيدة تشكل الأساس لما نبتغي لبلدنا الحبيب الذي يتعافى اليوم من رجس الإرهاب بفضل جيشنا البطل، لنبدأ جميعاً مرحلة إعادة الإعمار وفق أهم وأرقى المعايير بالعالم ليكون بلدنا كما نحب ونتمنى الأفضل بجميع المجالات.
تطوير وجودة البرمجيات
ولمعرفة كيف تستخدم البرمجيات في الأنشطة العملية حدثنا المهندس مازن طاهر إبراهيم مختص في الحاسوب والبرمجيات: هناك فرق بين البرامج والبرمجيات فالبرامج Program هي عبارة عن مجموعة من التعليمات والأوامر المتسلسلة التي تخبر الحاسب كيف يعمل أما البرمجيات software هي عبارة عن مصطلح عام يطلق على أي برنامج منفرد أو مجموعة من البرامج والبيانات والمعلومات المخزنة، وهناك تصنيفات فرعية للبرمجيات حسب نظام التشغيل أو بوابات البرمجيات وأنظمته تتجاوز 49 تصنيفاً فرعياً، كما أن هناك صفحات تصنيف البرمجيات حيث يشمل على )147 صفحة( وقد شكلت البرمجيات الوسيلة الأولى التي لجأت إليها الشركات على مهام الحوسبة الشخصية، واليوم هناك وسيلة أخرى تُسقي الخدمة كبديل للبرامج أي أنها توكل مهام الحوسبة الخاصة بك إلى شخص آخر.
ومن الأهداف اختيار البرمجيات بين م. إبراهيم التحقق من أنها تلائم احتياجات المستخدمين على اختلاف أنماطهم وأنواعهم، فعملية اختيار البرمجيات لا يمكن أن تضمن خلو البرنامج أو النظام من الأخطاء نهائياً.
وحول سؤالنا عن عملية تطوير البرمجيات حدثنا: أن عملية تطوير البرمجيات هي هيكلية مفروضة وهي تدعى دورة حياة البرمجيات حيث هناك عدة نماذج لهذه العملية كل منها يصف طريقة التعامل مع المهام والأنشطة المتعلقة بعملية تطوير البرمجيات.
وعن جودة البرمجيات أفاد م. إبراهيم أن الجودة هي ليست بالأمر المطلق بل تختلف من شخص إلى آخر بحسب احتياجاته، وعليه فإن جودة البرمجيات يجب أن تعتمد على مقاييس أكثر موضوعية وهي بلا شك العملية التي تضمن الحصول على برنامج جيد، ومما لا شك فيه عندما تُستخدم البرمجيات الاحتكارية أو الخدمات البديلة فإنها تلحق الأذى بالشخص نفسه في المقام الأول لأنك توفر لجهة معينة إمكانية ممارسة سلطة جائرة عليك.
فالبرمجيات بمفهومها العام هي عبارة عن وصف كامل لكل ما يقوم به الحاسوب من عمليات متكاملة من عناصر وأنواع وبرامج وتطبيقات لكافة المسائل على أكمل وجه، فمصطلح البرمجيات يشير إلى كل ما يتكون منه جهاز الحاسوب باستثناء مكونات الحاسوب المادية.
فللبرمجيات صناعة خاصة بها إذ تشمل التطوير والصيانة والتدريب عليها وهي ليست صناعة حديثة وبل قديمة تعود رسمياً إلى منتصف السبعينات.

بثينة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار