العدد: 9535
الأحد:23-2-2020
في رحاب الفكر ونتاجه، بين محاكاةٍ ومحاكاة .. تعتلي الروح عرش الكلمات، وتبوح بما تصبغه شمسنا على أيامنا، ولأن الكلمة الأصل والوصل، البدء واللانهاية، كان للسوري دوماً حضورٌ يليق ولا يغيب ..
ولأن الشعر لسان الحال الصافي، ومن روح شفيفة تميزت بها المرأة السورية عبر التاريخ فكيف إذا كانت هذه المرأة أم الشهداء وعلى لسان بوحها للوطن والأرض التي ارتوت من دماء أبنائها..
في دار الأسد للثقافة وبحضور مديرها ياسر صبوح والمرشد الثقافي سمير مهنا وحضور جماهيري كان للشعر موعد وميعاد بظهرية شعرية للشعراء للباحثة شفيعة عبد الكريم سلمان ومنير عبد الله سالم، لتكون البداية كلمة مع المرشد الثقافي بكلمة ترحيبية قال فيها: (الشعر نبض الوجدان وحديث الروح، صور يرسمها الشاعر بكلّ صدق وشفافية، يلونها بدفء إحساسه وشعوره المرهف، فتولد القصيدة مفعمة بالغزل والحبّ لحسناء مرآة الخيال تارةً وتارةً أخرى تحكي تفاصيل المعاناة والصبر على النوائب والشدائد، لتكتمل اللوحة تعابير أصالة أمجادٍ، وطن شامخ أبيّ على الانكسار، وتزغرد الأطلال انتصارات الدماء الذكية عنبراً تنثره الحروف ويشمخ الغار مهللاً للانتصار، كل التحية والإجلال لأبطال جيشنا المغوار لما بذله من جهدٍ وبسالة في مواجهة الإرهاب وآخر الانتصارات وليس الأخير كان نصرٌ في مدينة حلب وتحريرها من رجس الإرهاب).
في وقفة ترحيبية ثانية قدم الشاعر محمد محمد مقطوعات شعرية زجلية وفصحى في عدد من القصائد وبطاقة تعريفية بالشاعرين المشاركين..
بعد التقديم لها على لسان الشاعر محمد كان للشعر موعد مع الشاعرة د. شفيعة عبد الكريم سلمان، نسبق ما شدتْ ببطاقة تعريفية فهي حاصلة على شهادة ماجستير في التربية وطرائق التدريس ودبلوم إعلام من وزارة الإعلام السورية، وشهادة دكتوراه شرف من سمارت بزنس أكاديمي السويد، ودكتوراه فخرية في مجال علم النفس الإعلامي والتنموي من المعهد الإعلامي في لبنان، يضاف إليه أنها أم لشهيدين روت دماؤهما الأرض السورية في حربها هذه السنوات، وعندما يصيغ الشعر كلماته على لسان أم الأبطال يكون للشعر سحرٌ وبوح أصدق وأنقى.
أنشدت الشاعرة سلمان عدداً من القصائد الشعرية كانت بعنوان (وفاء – لعطر الياسمين وهذه القصيدة مهداة لشهداء نهر العاصي، لك انتمائي وهي مهداة للوطن سورية، سلام قصيدة مهداة لروح والدها، وقصيدة كل شيء تغيّر وهي مهداة لروح ابنها الشهيد الأول سرمد في الذكرى السادسة لاستشهاده, والقصيدة الأخيرة كانت بعنوان حروف طلاسم, من قصيدة (كلّ شيء تغير) نقتطع بعضاً من أبياتها التي تقول فيها:
كلّ شيء قد تغير
رغماً عني قد تغير
فكري يملؤه الذهول
حتى كدت الوعي أهجر
حنظلٌ طعم حياتي
لمْ يعد بستاني يزهر
حتى شمسي غادرتني
باب ضوئي قد تكسرْ
والشعر في موعده الثاني كان مع الشاعر منير عبد الله سالم الذي تحوي جعبته الشعرية الكثير والكثير من قصائد الفصيح والمغناة للتلفزيون العربي السوري وللمطربين، فألقى مجموعة من القصائد بدايتها كانت بعنوان حيث قصيدة مهداة للجيش العربي السوري بعنوان (تحية لجيش الوطن، والثانية كانت بعنوان أغنية لقريتي) ثم تلاهما بأغنية كان قد كتبها للمبدع وديع الصافي بعد لقاءاته به، وحالت وفاة الصافي دون غنائها في مشروع ليغنيها المطرب معين شريف، أما القصيدة الثالثة فكانت بعنوان يا عذبة الريق، والختام مع قصيدة جمال الروح، من قصيدته تحية لجيش الوطن نقتطع الآتي:
أنت الطبيب لداء العين والرمد
وأنت أنت سليل الضيغم الحرد
وأنت أنت الذي قرقت شملهم
وأنت أنت سليل الصارم الفرد
أنت صدود الخيل ما خشيت
من الجماجم والأشلاء في بدد
سلمى حلوم