الكميـّة في حســــابات الحــــقل والإنتــــاج العضــــوي في بيــــدر التصــــــدير اجتيـــاز الكثــير من شـروط ومراحل التحول للإنتاج العضوي في سورية
العدد 9534
الخميس 20شباط 2020
تقول الدكتورة غيداء بركات من مديرية زراعة اللاذقية: إن سوق المنتجات العضوية العالمي عموماَ في نمو مستمر وهو السوق الوحيد الذي مازال ينمو في العالم والتوقعات باستمرار النمو.
وتوسم زراعة الحمضيات بأنّها زراعة تقليدية ومتوارثة ومن الزراعات المتطورة نسبياً، وهي الزراعة الأكثر استقرارا في سورية, , ويتميز مزارعو الحمضيات في سورية بخبرة جيدة متراكمة في هذا المجال وتتميز زراعة الحمضيات في سورية مقارنة بدول الجوار بتطبيق نظام الإدارة المتكاملة للآفات IPM منذ العام 1994 وهذا ما يعطيها ميزة تنافسية وإمكانية التصدير عضوياً بسبب خلوها من الأثر المتبقي للمبيدات, إضافة لأهمية ثمار الحمضيات الطازجة المطلوبة عالمياً,
والحمضيات عموماً, والبرتقال على وجه الخصوص, من أقدم الفاكهة المزروعة, ويرجح أنها تعود للألف الرابعة قبل الميلاد في جنوب شرق آسيا، إلا إنّ التجارة العالمية للحمضيات قد بدأت فقط مع بداية القرن التاسع عشر.
وقد تزايد في الآونة الأخيرة الإنتاج والاستهلاك الكلي للحمضيات بشكل كبير, حيث يقدر الإنتاج العالمي السنوي الحالي لها بما يزيد على 100 مليون طن سنوياً, كما تعتبر الحمضيات حالياً الأعلى قيمة من بين محاصيل الفاكهة في التجارة العالمية من خلال سوق الفاكهة الطازجة, سوق المنتجات مثل عصير البرتقال وغيره.
محلياً تشكل الحمضيات ما يقارب الـ 60% من مجموع إنتاج الفاكهة الكلي في سورية، حيث ينتج سنوياً ما يقارب الـمليون طن من ثمار الحمضيات (1% من الإنتاج العالمي), وتتركز في الساحل وخاصة في محافظة اللاذقية بنسبة تصل إلى 77% من مساحة الحمضيات الكلية.
وتتميز شجرة الحمضيات بطيف واسع من المنتجات الغذائية والصناعية المؤهلة بشكل كبير لدخول الأسواق العضوية العالمي بما في ذلك:
* القشرة الخارجية وغناها بالزيوت العطرية.
* القشرة الداخلية البيضاء الغنية بالبكتين.
* اللب العصيري والمواد الصلبة.
ناهيك عن إمكانية الاستفادة من مخلفات التقليم والقشور في تصنيع الأسمدة العضوية (الكومبوست) مما يعزز مبادئ الإنتاج العضوي في الاستدامة وإعادة التدوير.
إن الحمضيات السورية من أكثر المحاصيل جاهزية للتحول إلى الإنتاج العضوي حسب الشروط العالمية، حيث إن الكثير من شروط ومراحل التحول قد تم اجتيازها.
وانطلاقاً من ذلك تولي دائرة الإنتاج العضوي في اللاذقية أهمية خاصة للحمضيات من خلال اتباع المنهجية المتكاملة التالية للتحول في زراعة الحمضيات لنظام الإنتاج العضوي:
* تنفيذ المدارس الحقلية لتحول الحمضيات لنظام الإنتاج العضوي.
* الحقول الإرشادية للحمضيات العضوي.
* تنفيذ الأيام الحقلية المتعلقة بمراحل تحول الحمضيات لنظام الإنتاج العضوي.
* إقامة الدورات التدريبية المتخصصة.
* المشاركة وتنفيذ ورشات العمل والندوات ذات الصلة.
وقد حققت هذه المنهجية نتائج إيجابية في تفعيل تحول الحمضيات إلى نظام الإنتاج العضوي، ومع هذا لابد لتكليل النجاح بنتائجه المرجوّة من العمل بالتعاون مع كل الجهات ذات الصلة على إعداد منهجية علمية شاملة ودقيقة لإمكانية تطبيق نظام الإنتاج العضوي على الحمضيات, ورسم خارطة دقيقة لتوزع البساتين الأكثر ملاءمة للتحول.
وتبني آلية تحول الحمضيات إلى نظام الإنتاج العضوي وفق أسلوب مجموعة المزارعين, وتقديم الدعم الحكومي لرسوم وتكاليف التحوّل لمجموعة واحدة على الأقل في كل منطقة، وتقديم كل الدعم الممكن لمزارعي الحمضيات الراغبين بالتحول للإنتاج العضوي وخاصة في مرحلة التحول.
* الإشراف الفني اللازم على كافة مراحل التحول.
* تقديم كل ما يمكن من مستلزمات وسائل الإنتاج العضوي
* العمل على إيحاد آلية لتصريف و تسويق الحمضيات العضوية ومنتجاتها وبأسعار مشجعة.
* العمل والتنسيق مع الجهات ذات الصلة للتشجيع على تبني مشروع وطني متكامل يتضمن تصنيع وإنتاج مستلزمات التحول العضوي للحمضيات محلياً :
* المشاتل المتخصصة بإنتاج غراس عضوية عالية الجودة.
* معامل لتصنيع الأسمدة العضوية (الكومبوست).
* تأسيس مراكز الفرز والتوضيب المتوافقة مع الاشتراطات العضوية.
* العمل بالتعاون مع كل الجهات ذات الصلة لإنجاز كتيب (روزنامة زراعية) يتضمن مراحل تحول الحمضيات العضوية ليكون في متناول كل الفنيين المشرفين والمزارعين الراغبين بالتحول.
خديجة معلّا