التوجه نحو عريضات الأوراق.. لــن يغيــب «الأخضــر» عن حراجنــا

العدد: 9532

الثلاثـــاء  18 شبــــــــــاط 2020

 

ذكر المهندس سوار يوسف رئيس شعبة الحراج في القرداحة بأن مساحة الأراضي الحراجية في المنطقة تبلغ ١٥٦٧٣ هكتاراً موزعة ما بين غابات العزرة وبيت زنتوت والإريزة وفرزلا وعنانيب وبكراما وبشريي والدليبات وعوينة الريحان وديرحنا والقليلة والعديد من المواقع الأخرى، مشيراً إلى أن أهم أنواع أشجار هذه الغابات هي أشجار الصنوبر البروتي والصنوبر الثمري والعزر والبلوط والسنديانيات لافتاً إلى أن بعض هذه الغابات ثمرية وهي بطور الإنتاج مثل غابات عوينة الريحان، وأضاف يوسف: تعرض قسم من هذه الغابات للحرائق مثل غابات فرزلا وعنانيب مؤكداً أن مشكلة الحرائق من أخطر التحديات والتعديات التي تهدد الغابات حيث أنها تأتي على مساحات تحتاج إلى زمن طويل لتأهيلها وإعادتها كما كانت.
وحول سؤالنا عن الخطوات والإجراءات المتخذة للعناية بالغابات وحمايتها أجابنا: تقوم الشعبة بشكل دوري دائم بتعزيل خطوط النار وإعادة ترميمها وشق طرق حراجية وخطوط نار جديدة رغم طبيعة المنطقة وتضاريسها الصعبة ومنحدراتها الشديدة، إضافة لتنظيف جوانب الطرق القريبة من الغابات وتقليم الأشجار تحت خطوط التوتر لحماية الغابات من الحرائق، بالإضافة للصيانة الدورية للإطفائيات والعدد الإطفائية وتوزيع آليات الاطفاء وفرق الإطفاء إلى أقرب نقاط للغابات مع تنظيم جدول مناوبات، ويضاف أيضاً خطط التربية والتنمية لتقليل كثافة الغابة، أيضاً من سبل الوقاية من الحرائق كما ذكر المهندس سوار يوسف التحريج بأنواع نباتية لعريضات الأوراق بدل الإبرية التي تحتوي على زيوت عطرية قابلة للاشتعال السريع مثل أشجار الخرنوب والغار حيث نسبة مقاومتها للحرائق أكبر، وفوائدها أكثر على البيئة والطبيعة والناس، وأضاف: حين القيام بعمليات تقليم الغابات فإنه يتم توزيع نواتج التقليم لجيران الغابة الأقرب تحت إشراف عناصر الضابطة الحراجية وحراس الموقع وهذا ما يشجع الأهالي أيضاً على حماية الغابات من الأذى والضرر، منوهاً أن الأراضي الزراعية كانت في السابق طوق حماية للغابات ولكنها تحولت في الآونة الأخيرة إلى الفتيل لاحتراق الغابات وذلك لسوء الخدمة الزراعية وانتشار الأعشاب بكثرة فيها نتيجة غزارة الأمطار وغلاء أجور حراثة الأرض والاهتمام بها، كذلك من الإجراءات التي تتخذها مديرية الزراعة زيادة عدد اليد العاملة خلال موسم الحرائق من خلال العقود الموسمية لمدة ستة أشهر.
وأضاف يوسف: تتبع لشعبة حراج القرداحة ثلاثة مراكز حماية غابات ومقراتها في القرداحة والقليلة وقلعة المهالبة بالإضافة إلى فرق تدخل سريعة منها فرقة بالشعرة تغطي قرى حرف المسيترة وشنبوطين والقرندح والسنيبلة والعامود وفرقة تدخل سريع تغطي ناحية كلماخو والفاخورة لحماية الأراضي الزراعية وفرقة في بحورايا وجميع هذه الفرق تضم عمالاً وجراراً أو إطفائية،

 

كما تتبع للشعبة أربعة مخافر حراجية في القرداحة وبكراما والشعرة والقلعة تتواجد فيها عناصر الضابطة وحراس للمواقع الحراجية وقد نظمت شعبة القرداحة الحراجية ٨٢ ضبطاً حراجياً خلال العام الماضي تضمنت ضبوط حرائق وتفحيم وقطع وتجاوز على أملاك الدولة، أما المشاتل التي تتبع للشعبة فهي مشتل البلاط ومشتل الجوبة المتخصصين بغراس الشوح والأرز بالإضافة إلى مشتل بسين المتخصص بإنتاج شتول النباتات الطبية والعطرية، أيضاً يتبع للشعبة مركز تجميع الأحطاب بقلعة المهالبة والذي يتم تجميع أحطاب التدفئة فيه للشتاء من الغابات المحروقة ويباع لأسر الشهداء حسب القوانين النافذة، أيضاً يتبع لشعبة الحراج ثلاثة أبراج مراقبة وهي العيون الساهرة التي تراقب الغابات لسرعة الأخبار عن الحريق من أجل سرعة التدخل وهي موزعة حسب تضاريس المنطقة وتواجد الغابات كالتالي: برج في جبل الأربعين وبرج في القليلة وبرج في القرداحة.
وأشار يوسف إلى أنه يتم العمل حالياً على إعادة تأهيل الغابات المحروقة وزراعتها بالأنواع الحراجية المناسبة خلال موسم التحريج الذي يستمر العمل به من الشهر العاشر إلى الشهر الثالث منوهاً إلى حاجة الشعبة لمزيد من اليد العاملة لحماية الغابات واستكمال خطة التحريج ونوه في هذا المجال إلى دور الجمعيات الأهلية التي تقوم بالتعاون والتنسيق مع مديرية الزراعة بتحريج بعض المواقع المحروقة مثل جمعية راية الشهيد التي قامت مشكورة بزراعة مساحات كبيرة ضمن الغابات المحروقة في جبل الأربعين وتقديم أحذية متخصصة بالحرائق لعمال مركز القلعة، كما وتحدث عن مكرمة السيد الرئيس في زيادة رواتب العقود الشهرية وهذا ما أدى إلى رفع سوية العمل حيث أصبح العامل الذي يتقاضى لقاء عمله راتباً يساوي رواتب الآخرين ويضاهي جهده يعمل من قلبه ويحرص على الغابة وكأنها حقله الخاص وأشار أيضاً إلى قانون الحراج رقم /٦/ للعام ٢٠١٨ وتعليماته التنفيذية ١٠٣/ت والذي ترك ارتياحاً ورضا لدى الناس لأن أراضيهم عادت إليهم حيث كان القرار ينص في السابق على أن الأراضي المملوكة التي تغطيتها الحراجية أكثر من ٢٠% ممنوع استثمارها أو قطعها ولكن القانون رقم /٦/ رفع نسبة التغطية إلى ٦٠% وأشار في هذا الجانب إلى أن عدد رخص الاستثمار (القطع) بلغ ٥٤ رخصة استثمار خلال العام 2019، واختتم المهندس سوار يوسف حديثه مشيداً بالجهود القصوى المبذولة لعمال الحراج وتفانيهم في عملهم ضمن أصعب الظروف وآخرها حرائق الصيف المنصرم والذي استشهد خلاله اثنان من الزملاء في قرية فرزلا ودخل الكثير منهم إلى المشفى في حالات اختناق شديدة وكل ذلك في سبيل صون غاباتنا وثروتنا الوطنية والاقتصادية من الحرائق وحمايتها من الأذى.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار