العـــــدد 9531
الإثنــــــين 17 شــــــباط 2020
ينعق الغراب في فضاء الاقتصاد العالمي منذراً بالخراب، أزمة خفيّة يستشعرها محللون تدق ناقوساً تنقل البشرية من حرب النجوم إلى بحر الهموم، سمها زعاف ونزفها رعاف، تقف على رأس قرن الواحد والعشرين، تنين هائج ينفث من فمه ويلطم بذيله فتشتعل الحرائق في كل بقعة من الأرض، رياحها عاتية أمريكية المنشأ، وسرعتها تخطت عقارب الزمن، تنبّأ بها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق غوردن براون (الاقتصاد العالمي يمشي نائماً باتجاه الأزمة القادمة، نحن الآن في عالم بدون حاكم).
تقول العرّافة: في قعر الفنجان بصمة لآلهة الحرب، وصولجان عالم جديد يحمله حاكّمان اثنان بدلاّ من مجموعة العشرين.
هي دورة المال الرأسمالية، ازدهار، ركود، كساد، أزمة١٩٢٩ أوائل القرن العشرين ووصلت الذروة عام ١٩٣٣، تلتها حرب عالمية!، أزمة ٢٠٠٨كانت للرهون العقارية تضخمت إعلامياً، لكنّ ضجتها لم تتعدّ فقاعة من فقاعات الديون اليوم.
علائم المرض لا تحتاج تشخيص: تباطؤ النمو العالمي، تراجع اقتصادي، ركود، كساد، الارجنتين واليونان نقطتا علّامة بأنّ التنين مرّ من هناك، تراجع اقتصاد صيني وأوروبي، حرب بيولوجية، ولا مزاح مع كورنا.
فتّش عن السبب تجده، صندوق النقد الدولي انتهج سياسة إفقار، فتراكم إجمالي الدين العالمي حوالي 188 ترليون دولار، جزء كبير منه خدمة دين «فوائد»
عندما كان العالم بخير اجتاحتنا الأزمات في الثمانينات، انقلبت الآية في ٢٠٠٨، أصبحنا نحن بخير وهز العالم من دوننا تنين الرهون، اليوم لا نحن ولا العالم بخير، وتنين الفقاعة متغولاً بالفقر، لم ولن يستثننا، مع أننا لم نقترض، ولسنا مدينين له!
الأزمة لدينا (دوبل) لكننا اكتسبنا مناعة من أزماتنا الحالية، أصبح التقشّف أسلوب حياة لا سياسة تحايل على واقع معاشي، لأنّه مستدام.
إبريق الزيت المنسلّة قطراته، مخروم في أسفله، قد لا يبقى منه شيء، ما لم يعاد صهره وأنّى كان موقعنا في هذا العالم الكبير سيلطمنا ذيل التنين، فحذارِ من المغافلة! (القمح) خبز الجياع ملح الحياة، ومن استراتيجيات البقاء، والخارطة الزراعية نشاذ مالم توسم بأفضليات غذائيّة وليست تصديرية، بعض الحلول تهزأ من قائلها، خذ الحكمة من أفواه المجانين، لكنّه واقع الحال، ولا مجال بغير الاعتماد على الذات، الملاذ الوحيد، ولا يحك جلدك غير ظفرك!.
خديجة معلا