العدد: 9297
21-2-2019
أقام فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية نشاطاً ثقافياً أدبياً شارك فيه مجموعة من الشعراء والكتّاب الذين قدّموا أعمالاً أدبية متنوعة… (الوحدة) حضرت هذه الظهرية المتميزة التي تنوّعت ما بين المجال الشعري والقصصي فكانت ظهرية متميزة قدّم فيها المشاركون القصائد الوجدانية الذاتية والقصص المعبرة التي وصلت إلى الحضور الذي كان منصتاً ومتابعاً ومعجباً بما يُقدّم… والبداية كانت مع الشاعر مرهج محمد وهو صحفي في الشأن الثقافي في جريدة تشرين لديه ثلاثة مؤلفات شعرية مطبوعة نذكر منها (عبير المطر) وثلاثة أخرى غير مطبوعة وقد أتت مشاركته في هذا النشاط من خلال مجموعة من القصائد الوجدانية الجديدة التي تقرأ ما وراء سطور الوجدان إضافة إلى المقاطع الشعرية التي كُتبت بطريقة تلقائية وقد حملت قيماً جمالية متعددة وهي مقطوعات قصيرة لكنها عميقة في الوجدان والنفس وقد اخترنا مقتطفات مما قدمه في هذه الظهرية:
أقْواهُ فوكِ فما عساهُ يقول
في كاعب ما مسَّها التقبيل؟!
عُودي على عُودي بعهدِ لحائه
علّ العليل يعودهُ التعليلُ
للهِ سالبة لباب سهيلها
عند الشروق وما إليها سبيلُ
أما القاصة المهندسة ربى منصور، عضو اتحاد الكتاب العرب لديها مجموعتان قصصيتان عنوانهما: أقبية النار، العاصفة الرقمية وروايات نذكر منها: (على بالي)، (طبعة جوري)، (هكذا عاد)، (معبر المشاعر) شاركت بقصة قصيرة عنوانها: (سعدة وأبو غطاء) تتمحور فكرة القصة الأساسية حول شخصين الأولى امرأة تُدعى (سعدة) تعاني الخجل والوحدة بعد استشهاد زوجها وابنتها وتأتي القصة لترصد معاناة هذه المرأة أما الشخصية الثانية فهي (أبو غطاء) يعاني من تشوه في وجهه سبّب له خجلاً وارتباكاً اجتماعياً ولهذا استمر في وضع غطاء على وجهه ثم يتغلب على هذا الخجل بتقليد أحد الأبطال في مسلسل لينتصر في النهاية على عقدته ويطلب الزواج من (سعدة) وهي تفكر فيما إذا كانت ستوافق أم لا وقد اقتطفنا من هذه القصة الرائعة التي نالت إعجاب الجميع المقطع المعبر الآتي:( بعد أن استشهد زوجها في ريف دمشق و خلال تحريرها من المسلحين، وقضت ابنتها الشابة برصاصة طائشة من جنازة شهيد، خلا بيتها، وباتت وحيدة تكلم الذكريات كبرتقالة جوفاء واستبدت بها الوحشة، وما عاد يعنيها إن واصلت الحرب نيرانها، أم انتهت أو طرق رجل بابها من أجل الزواج، أنسها الوحيد أصبح المقبرة، في صباح كل يوم تقطف وردتين من نبتة الجلنار الأحمر، واحدة تضعها على قبر زوجها والأخرى تشمها قبل أن تتركها على قبر ابنتها، ثم تغدق الدعاء إثر تلاوة الفاتحة) وختام النشاط الأدبي مع الشاعر عبد الكريم شعبان، عضو اتحاد الكتاب العرب لديه إحدى عشرة مجموعة شعرية أولها: الجمرات وآخرها: (لكي تحمل الريح أوزارها) قدّم مجموعة مقاطع شعرية ذاتية وجدانية عبّر فيها عن حالةٍ من القصور الفلسفي للوجود والكائن ومن ضمن المقاطع الشعرية المتنوعة المضامين والأفكار اخترنا المقطع الشعري التالي:
أراقب الناس والأحوال والزمنا
فلا أرى بشراً . . لكن أرى مِحنا
أقرأ الوجوه فلا وجه يعاندني
كلُّ الوجوه سوادٌ يلبس الكفنا
اليومَ باصرتي عيني . . وبعد غدٍ
عيناي باصرتي لم تبصرا فننا
ندى كمال سلوم