عن الجوائز الأدبية

العدد: 9297

21-2-2019

بقدر ما هي على درجة من أهمية حضورها وغاية وجودها وضرورة استمرارها وتفعيلها –الجوائز الأدبية- يبقى الحديث عنها قائم، والشك حولها حاصل بما يتعلق بنزاهة الجهات القائمة عليها والغايات المشبوهة، سواء كان القائمون عليها مؤسسات وجماعات أو أفراداً، وايضاً الشك من ناحية مستحقيها أهم حقاً في الصف الأول من قائمة المبدعين، أم أنهم اختيروا لأمر ما؟!

ها قد أصبحت الجوائز الأدبية –منذ سنين- ليست فعلاً تجارياً فحسب وايديولوجياً وسياسياً، بل وفرصة مناسبة للبعض لتبييض الأموال.. فمن خلال تلك الجوائز والاتفاق مع من ستكون من نصيبهم هناك مبالغ تحول إلى أشخاص أو جمعيات أو جماعات وتنظيمات محظور عليها تلقي الأموال بشكل مباشر أو علني.. فالجوائز واحدة من طرق وأقانيم غير مباشرة في تحقيق ذلك.
من جهة أخرى تكثر الادعاءات والتساؤلات، لماذا تمنح لفلان، وتحجب عن فلان؟ وهذا الشخص ليس كذاك على مرتبة من الثقافة والإبداع، وكيف توجه لمن يخون وطنه أو يتخلى عن معتقده أو مبادئ كان قد تشدّق بها سابقاً؟ والغاية من هذا وذاك؟!
هناك أشخاص يتلقون جوائز عن أعمال وكتب وموضوعات.. لا تساوي قيمة الحبر والورق والوقت الذي هدر من أجلها.. تحمل ما تحمله من إشكالية وهبوط وسقوط في العنوان أو في صفحات العمل، ولربما كاتبها لا يعرف كيف تمكن من تجميعها وتوليفها في كتاب جمع صفحاته من هنا وهناك، المهم أنه قدم هذا العمل مؤجراً قلمه ومستثمراً فيه، أو موجهاً ما قام به خدمة لهذه الجهة أو تلك، المهم في النهاية كسب المال أو الربح والتعمشق في السياسة والتجارة لمن كتب ومن تبنى العمل..
ومما يزيد في الطنبور نغماً، تلك الأعمال والكتابات التي لا تقوم في تطوير المجتمعات والأفراد وتنوير فكرها ونبذ الخلافات وتوتر العلاقات مع الآخرين أو البحث عن نقاط الوفاق والجمع ولمّ الشمل والوئام، لا بل هناك منها ما يطرح موضوعات خلافية بين شعوب وبلدان وجماعات ومذاهب وأديان.. كالحديث عن الخليفة أو الإمام الفلاني أو المرأة الفلانية أو الموقعة والحادثة التي جرت في غابر الزمن.
نخلص أخيراً إلى السؤال الآتي: هل الجوائز بريئة في غالبيتها سواء من جهة مقدميها أو جهة مستحقيها؟

بسام نوفل هيفا 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار