كُنينــة ديــاب.. إعـــلامية وكاتبــــة ومترجــمة بتقدير امتيـــاز

العدد: 9297

21-2-2019

كُنينة دياب عضو اتحاد كتّاب العرب- عضو جمعية الترجمة حاصلة على إجازة في الآداب قسم اللغة الإنكليزية، حصلت مؤخراً على إجازة من قسم الإعلام- التعليم المفتوح- جامعة دمشق 2018، لها عدد من الأعمال القصصية للأطفال إضافة إلى عدد من الترجمات للكبار.
سخّرت قلمها وثقافتها للأطفال وكرّست ذاتها لهم فنراها تؤلّف تارة وتترجم تارة أخرى، قطعت وعداً على نفسها أن يكون الطفل محور كتاباتها وتسعى جاهدة لإنماء الذائقة الأدبية لديهم من خلال أعمالها.

و تعدّ الأديبة كُنينة قدوة يحتذى بها لكل امرأة سورية، حب الإبداع والاطلاع والعلم يجري في دمها وخير دليل على ذلك نيلها شهادة في الإعلام بمعدل 69% وهي في السبعين من عمرها.
سبعون عاماً لم تقف عائقاً أمام رغبتها وتصميمها على التحصيل العلمي .. سبعون عاماً لم تكن يوماً ورقة ضغط عليها أو إحباط . .
باختصار كُنينة دياب سيدة سورية قررت تحدّت وأثبتت للجميع أن المرأة السورية صانعة حياة ومجد بامتياز .
معها نتوقف مسلّطين الضوء على أهم مراحل حياتها وتخبرنا عنها بكل شفافية وصدق كما تعودنا عليها .
* بداياتك كانت مع الترجمة حدّثينا عن هذه المرحلة؟
** كنت في السنة الأخيرة من كلية الآداب بجامعة دمشق قسم اللغة الإنكليزية وبانتظار نتائج وقرار التخرج عندما صادفت الشاعر والأديب بندر عبد الحميد الذي كان وقتها ما يزال طالباً أيضاً في قسم اللغة العربية ومسؤولاً عن الصفحة الثقافية في مجلة اتحاد الطلبة، شجعني على الترجمة لعدة مقالات أذكر أول مقال ترجمته كان عن مسرح العرائس، أحببت التجربة وكنت أترجم قصصاً قصيرة وأحتفظ بها لنفسي حتى جاء الوقت المناسب وبدأت بنشر ترجماتي في عدة صحف ومجلات في الإمارات وسورية.
* تخصصت بترجمة قصص للأطفال وبعدها انتقلت إلى الكتابة للأطفال كيف دخلت هذا العالم وولدت عندك ملكة التأليف؟
** عملت في جريدة الخليج محررة ومترجمة لصفحة المرأة والطفل وصفحة عجائب وغرائب، وأكثر ما أحببت هو ترجمة قصص الأطفال وقد اكتشفت أن لدي أفكاراً وغزارة في الكتابة للأطفال عندما طلب مني رئيس القسم في الجريدة أن أكتب قصصاً للأطفال بدلاً من الترجمة، وبتّ أعشق هذا الجانب من عملي، ومنها انطلقت للتأليف للأطفال في كل مراحلهم العمرية، وعندما انتشرت قصصي في الجريدة طلب مدير برامج تلفزيون دبي أن أكتب لهم 90 قصة لبرنامج أسميناه قصة المساء، وطلب مني مدير برامج الإذاعة أن أعد وأقدم برنامجاً للأطفال وبالفعل قمت بإعداد وتقديم البرنامج المنوع الذي استمر ثلاث دورات إذاعية وأخذ صدى جميلاً بين الكبار والصغار.
وما شجعني على الكتابة عندما رجعت إلى سورية أنني قدمت قصتين من قصصي لمجلة «أسامة» ومن خلال عملي فيها تعرفت على الأديب والمدقق اللغوي عزيز نصار، كان يشدّد على أنني يجب أن أتابع، وبالفعل صار لدي حتى الآن ما يزيد عن 12 كتاباً للأطفال بين تأليف وترجمة، إضافة إلى كتب وترجمات للكبار.
* لأدب الأطفال خصوصية وصعوبات عديدة كيف تحمّلت عناء هذه المسؤولية وحققت هذا النجاح؟
** لم أصل إلى النجاح الكبير بعد فما زلت هاوية لعالم الأطفال والكتابة للأطفال، نعم هناك خصوصية للكتابة للأطفال، أن يكون الكاتب قريباً بروحه وقلبه من الأطفال، فقد جرّب معظم الأدباء الكبار المعروفين كتابة قصة أو قصتين للأطفال ولم يتابعوا ومنهم من لم يفلحوا بذلك.. هناك استسهال في الكتابة للطفل من البعض.. حين أكتب قصة إما أقرأها بنفسي لطفلين أو أكثر أو أجعلهم يطّلعون عليها ويبدون رأيهم فيها، أحياناً أغيّر النهاية أو فقرة فيها بناء على رأي الصغار.
* كيف بالإمكان النهوض بثقافة الطفل والارتقاء بها في عصر تجتاحه التكنولوجيا بقوة؟
** الطفل هو الطفل، وإذا كان العديد من الآباء حالياً يتركون الأجهزة التكنولوجية بين أيديهم دون إشراف، حطموا جمال مرحلة من حياة أطفالهم، يمكن أن نعطيهم من وقتنا بالجلوس معهم أمام التلفاز في أوقات برامجهم ونراقب ماذا يشاهدون؟ وما الذي يثيرهم أو يلفت انتباههم واهتمامهم؟
في قصص الأطفال التي أكتبها أحاول أن أدخل المعلومة والتشويق والدرس الذي يفهمه ضمناً من خطأ يقوم به بطل القصة الصغير، لم أدخل أي صورة مأساوية عما يحدث حالياً في بلدنا، إنهم يدركون ويفهمون ما يدور حولهم أكثر مما يتوقعه الأهل، إنما أترك الكتابة عن الأمر أولاً كي لا أزيد على همّهم همّاً، وحين تزول هذه الغمّة عن بلدنا سنكتب لكن ستكون للذكرى والتذكير بعد أن نصل لبرّ الأمان.
* نراك اتخذت منحى جديداً في حياتك دخلت الجامعة بهذا العمر وتحدّيت كل الصعوبات حدّثينا عن هذه التجربة والنقلة النوعية في حياتك.
** سجلت في الجامعة وكنت أكبر دارسة في جامعة دمشق بل في الجامعات السورية كلها، عندما كنت في السنة الثالثة، ولم أرسب في أي سنة وتخرجت في الدورة التكميلية لعام 2018 وبمعدل 69% رغم انشغالي بالترجمة والتأليف وحضور اجتماعات اتحاد الكتّاب باللاذقية ودمشق ومتابعتي للنشاطات الأدبية مواكبة مع حضور المحاضرات والدراسة.
* ماذا أضافت هذه التجربة لـ«كُنينة دياب»؟
** تخرجت في كلية الإعلام حديثاً رغم أنني عملت بالإعلام في سنوات سابقة وقبل دراسة الإعلام أقصد (حصلت على البرميل السعيد بالمقلوب)، لذلك كنت مستمتعة بدراستي وبرفقتي مع زميلات وزملاء في الجامعة من عمر أحفادي، كنت أقرأ معلومات الكتب وأستوعب المحاضرات من الدكاترة بتشوق للمعلومات، وأضافت الدراسة العلمية الأكاديمية إلى خبرتي العملية بمجالات الإعلام التي عملت بها: صحافة إذاعة تلفزيون.
* هل تطمحين للدراسات العليا ماجستير مثلاً؟
** تمنيت لو وجدت ماجستير في تخصص «إعلام الأطفال»، فرغم أهمية إعلام الأطفال لا يوجد في جامعاتنا ولا في الجامعة الافتراضية، وما زلت أبحث في جامعات عالمية لأكمل هذه الدراسة، إذ ليس لدينا متخصصون لا في إعلام الطفل ولا في نقد أدب الطفل..
*ما رسالتك للمرأة السورية؟
** لا تدعي أي شيء يوقف تقدمك وتطورك لا أعباء الأسرة ولا العمر، فها أنا أكمل 71 عاماً في نهاية هذا الشهر، حدّدي هدفاً جميلاً يرفع رأسك عالياً واسعي جاهدة لتحقيقه.. العمل حياة وطلب العلم والمعرفة لا حدود له.

ريم ديب 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار