الأدوية الزراعية تؤذي خلايـا النحـل في اللاذقيـة

العدد: 9528

الأربعاء: 12 شباط 2020

يعد التعامل مع الأدوية الزراعية من المواضيع الحساسة التي يجب أن تخضع للرقابة وذلك بالنظر للنتائج الخطيرة التي يمكن أن تحدث نتيجة إساءة استخدامها والتي يمكن أن تصل آثارها إلى صحة الإنسان أو الحيوانات التي يقوم بتربيتها وهي الآثار التي يمكن حدوثها أحياناً جراء الجهل في أساليب الاستخدام الأمثل لهذه الأدوية التي يتم بيعها أحياناً عبر صيدليات زراعية تنتشر في أريافنا ويغيب عنها أهل الاختصاص وهو ما يتكرر على أسماعنا دون أن نرى حلاً ناجعاً له على الرغم من خطورة آثاره ولعل الجديد في هذا الأمر ما تم الحديث عنه من موت خلايا نحل في محافظة اللاذقية وهو الأمر الذي أرجعت أسبابه إلى الدواء الزراعي المستخدم لعلاج أحد أمراض النحل وهو ما دفعنا للتوجه إلى دائرة وقاية المزروعات في مديرية زراعة اللاذقية للاستفسار عن الأمر وهو ما التقينا لأجله المهندس ريان معلا رئيس شعبة النحل.
يقول م. معلا بأن بداية القصة كانت مع ورود أخبار لنا عن وجود حالات موت لخلايا النحل لدى أحد المربين فقمنا بالتعاون مع الدكتور عبد الله حاطوم بزيارة المنحلة وأخذنا عينات منها لفحصها في المخبر الموجود لدينا وهو الفحص الذي أظهرت نتائجه أن سبب الموت هو التسمم التي سألنا وفي سعينا لاستقصاء أسبابها المربي عن الإجراءات التي قام بها مؤخراً في منحلته وهي الإجراءات التي كانت في مجملها سليمة باستثناء استخدام شرائح الفلومثيرين المزيلة للعث والتي تبين أن استخدامه لها كان خاطئاً مقارنة مع ما هو مطلوب في النشرة المرفقة مع الدواء والتي تؤكد على ضرورة نشر الشرائح في الظل لمدة 48 ساعة قبل استخدامها في الطوائف وضرورة تجربة الشرائح على 2 – 3 طوائف من النحل قبل التعميم على كامل المنحلة ومراقبة نتائج المكافحة واستخدام ربع شريحة لكل طائفة وهي جملة الأمور التي لم يتم مراعاتها من قبل المربي الذي قام باستخدام الشرائح مباشرة بدون انتظار 48 ساعة دون إجراء اختبار على 2-3 طوائف لمعرفة فعالية الدواء مع إبقاء الشرائح في الطوائف لأكثر من 3 أشهر والقيام بالعملية تحت أشعة الشمس وهو الأمر الذي أدى إلى حدوث الموت الذي يعود إلى سوء استخدام المادة وأشار م. معلا إلى أن هذه الحادثة تبين ضرورة استخدم المواد المعتمدة من قبل وزارة الزراعة وتحت إشراف فنييها على اعتبار أن الأدوية المعتمدة من قبل الدولة تكون نظامية وفعالة مؤكداً أيضاً على ضرورة استخدام الشرائح العطرية في معالجة المرض لكونها آمنة على النحل ولا تتسبب في حدوث اختلاطات مشابهة لتلك التي نتحدث عنها.
واختتم م. معلا بالإشارة إلى أن الشعبة تتابع كل ما يتعلق بموضوع تربية النحل ومربيه كاشفاً في هذا الإطار عن إنتاج 88 طرداً من طرود النحل من خلال المراكز الثلاثة التابعة لمديرية زراعة اللاذقية والقائمة في وادي قنديل وبحمرا وطريق الحفة إضافة لإنتاج 152خلية خشبية تم بيعها جميعاً للمواطنين وبمعدل 5 خلايا و3 طرود لكل شخص وبأسعار منافسة مقارنةً بالأسعار الموجودة في السوق حيث يصل سعر الخلية الخشبية المكونة من طابقين مع 20 إطار مدهون مع صاج خارجي ومن خشب السويد بـ16800 ليرة سورية وأما الطرد المكون من 4 إطارات مغطاه بالنحل بالكامل إطاري عسل وإطاري حصنة فسعره 16 ألف ليرة سورية ومعهما ملكة ملقحة فتية عمرها شهرين وخالية من الأمراض وهي من السلالة المحلية ولفت م. معلا إلى إحداث مركز لتربية الملكات في الصنوبر وإلى تقديم مساعدات للمهجرين وذوي الشهداء والجرحى بالتعاون مع اتحاد النحالين العرب ووزارة الزراعة مؤكداً الحرص على الحفاظ على سلالة النحل السوري /الغنامة/ لما تتمتع به من مواصفات ولقدرتها على التوافق مع الظروف المحلية أكثر من السلالات المستوردة أضف إلى ذلك نوعية عسلها العالي الجودة والذي يتفوق على الموجود في السوق ولا سيما المهرب منه الذي يدخل إلى القطر بشكل غير نظامي ويباع على الأرصفة أحياناً بأسعار أقل من المحلي دون أن تعرف مكوناته وجودته وهو الأمر الذي يستوجب ضبطه ومنعه حفاظاً على الإنتاج المحلي ومنعاً للغش الذي يمكن أن يقع به المستهلك نتيجة عدم جودته.

 نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار