شاشات تسرق منا أطفالنا.. فما العمل

العدد: 9528

الأربعاء: 12 شباط 2020

 

 

الطفل هو ثروة وطنية وهو رجل الغد يجب علينا أن نحافظ عليه ويتأثر هذا الطفل بجملة من المؤثرات المحيطة به في مجتمعه قد تكون سلباً أو إيجاباً وحتى أنه يتأثر أيضاً بمستجدات العصر وتقنياته ومنها شاشات الفضائيات وما يصيبه في ذهنه وخياله بأفلام كرتون يعرضها على شاشتنا وكثيراً ما نرى ساعات طويلة يقضيها الطفل بكل انتباه أمام التلفاز على صور متحركة والتي لا تقدم أكثر من اسمها ملونة بسرعة بشكل يلبي الجنوح الخيالي للطفل وبحركة سحرية تعتمد على الخداع البصري للطفل ويشاهد الطفل الفيلم وكأنه شريط يطبع على الذاكرة تكون صوراً غالباً لا تفعل شيئاً سوى المتعة للعين ،ونحن نرى أن أغلب الأفلام الكرتونية هي لمجتمعات تختلف في قيمها وموروثها الثقافي عن قيمنا ونرى أن منتجي أفلام الكرتون عملوا على تسويق مشاريعهم لأسباب عديدة أولاً ما تدره من الأرباح على شركات الإنتاج وأن الشركة يجب أن تتحمل مسؤولية فهي تضم كادراً متكاملاً من كاتب وسيناريو ومخرج ونقول إن الرسم الناجح للفيلم هو أساس نجاح الفيلم تليه الحركة.
المدرس أبو محمد قال: يجب أن يشرف مختصون في مجال التربية على كل ما يعرض على شاشتنا سواء كان مستورداً أو محلياً ويجب أن يتم انتقاء ما يرفد فكر الطفل وينمي عنده روح الإبداع وإن الموهبة والمحاولة المستمرة في الوصول إلى المعرفة والتعليم الجيد لا يتم إلا بمشاركة فعالة للمتعلم مستخدماً فيها جميع ملكاته الذهنية، فيكسب الطفل الكثير من السلوك.
المدرس أحمد قال: إن الطفل يكسب الكثير من العادات التي لا تنسجم مع مجتمعنا .فانطلاقاً من هذا الواقع وخطورة انعكاسه على أطفالنا علينا إيلاء هذا الجانب الكثير من الاهتمام لكن لا يمكن أن نغفل عن عنصر الخيال وتوسيعه لشحذ خيال الطفل بما يمكن أن يبدع فيه.
أما عن التأثيرات النفسية من خلال هذه الأفلام الكرتونية:
المرشد النفسي عادل قال: الطفل يتوجه فطرياً إلى المعرفة واكتسابها وينتج هذا التوجه من إحساس بشيء من عدم الكمال ونلاحظ بأن إحساس الطفل يظهر مع بداية السن المدرسية وتتضافر جهود من أجل تقديمهم المعارف للطفل من المدرسة والأسرة والمجتمع وتأتي على رأس هؤلاء وسائل الاتصال ومنها التلفاز الذي يجمع الصوت والصورة.
وقد نوّه العلماء منذ القدم بأهمية الصورة يقول جون بوك- يسمعنا الأطفال نتحدث عن أشياء مرئية دون جدوى إذ ليست لديهم أية فكرة عنها ولا يمكن لهذه الأفكار أن تأتي من الأصوات بل من الأشياء نفسها ومن صورتها وفي الصورة يرى الأطفال مضمون معلوماتي كبير.
من الناحية العلمية فهي تطلع الأطفال على آداب شعوب مختلفة وتقدم نصوصاً يكون فيها الطفل بطلاً ينتصر على الشر دوماً وتقدم معلومات علمية هامة تفيد الطفل في اكتشافات كثيرة.
الطالبة آية قالت: إن حكايات أفلام كرتون ذات أشكال الحيوانات تقدم معلومات تتحدث عن الخير والشر لا تعمل على نقل المعارف وتطوير الذكاء واكتساب أنواع من السلوك الذي يساعد الطفل على التكيف مع أهدافه.
وإذا ما تابعنا مع أطفالنا ما يرونه اليوم نجد أنها مؤذية للعين والعقل: فليس غير الحروب والقتال وتشويه للحق وأشكال الشخصيات ليست معروفة إن كانت بشرية أو حيوانية وتأتي فيها خطورة عندما يلجأ الأطفال إلى تقليدها بطريقة غير مدروسة لأننا نحن في بلدنا نتصف بكثير من القيم والمفاهيم الأخلاقية التي تختلف عن بعض الشعوب الأخرى.
وإن ما يلفت انتباه الأطفال قالت الطفلة ناي صف ثالث: الذي يلفت انتباهي هو اللون والحركة وثانياً المضمون واحتفظ بذاكرتي على كل شيء مثل شخصيات حكايات عالمية ساندي- وهايدي وتوم سوير.
وأخيراً: نقول إن أفلام الصور المتحركة للأطفال تقدم مجموعة من معلومات هائلة تحقق أهدافاً عملية تربوية مختلفة وتلعب دوراً أساسياً في تكوين الطفل النفسي والعقلي ونموه الاجتماعي والسلوكي.

عواطف الكعدي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار