رقــم العــدد 9527
الموافق 11 شبــــــــــاط 2020
في البيت يمكن أن تتدثر بغطاء، يمكن للطفل أن يلعب، يركض، يتحرك، فيدب الدفء في الجسد الغض، لكن خلف مقعد الدراسة يصعب هذا.. من هنا توقفت الدراسة في العديد من المدارس يوم أمس الأول بسبب هجوم البرد القارس على غير العادة في الساحل المعتدل عادة… ذهب بعض الطلاب إلى مدارسهم, وعادوا بخفي حنين، لا دراسة مع غياب معظم الطلبة، حتى في غرف الإدارة لا يوجد مصدر للدفء في المدارس!
لم تضع وزارة التربية في جدول أعمالها, ولا في الميزانية بنداً يخص مدفأة أو تدفئة، رغم هجوم البرد لسنوات خلت واليوم أكثر، الشتاء لا يحسب حسابه هنا.. في ريف المحافظة البارد (وحسب أساتذة) فإن الأهالي يتبرعون بالمدفأة، والمازوت لتدفئة أولادهم، وتزداد المعاناة لدى الكثير من الطلبة الذين ينتقلون من قرية إلى أخرى مجاورة لتلقي العلم, لعدم وجود مدرسة في قريتهم الصغيرة..
سؤال: ماذا لو كنا بلاداً باردة؟ لو امتدت أيام البرد كما هو فصل الشتاء، هل تتوقف الدراسة؟
في القرى، حيث الكهرباء شحيحة, ولا غاز, أو مازوت تحولت مدافئ المازوت في البيوت إلى الحطب، وانتشرت رياضة الاحتطاب من الأمكنة القريبة أو البعيدة حتى غزت الغابات..
فهل تضع وزارة التربية في جدول أولوياتها بنداً للدفء يوازي بند تحصين المدارس المحتاجة للترميم قبل أن تهبط فوق الرؤوس الباردة، ندرج أملنا هذا ضمن أولويات الرجاء والأمل، حتى لو كان المصدر حطباً أو تمزاً..
هو رجاء، وشكوى، وطلب من العديد من أهالي الطلاب في مدينة طرطوس, بدورنا ننقل الشكوى والرجاء وعلى الأمل…
سعاد سليمان