«الســنيبلة».. باقــة ورد وســنابل من ضـــوء

العـــــدد 9526

الإثنــــين 10 شــــــباط 2020

بيوتها تحتفي بزائرها وشوارعها تنبض بالحب، أما ساكنيها فمزيج من عطر وطيب وأصالة، إنها قرية السنيبلة إحدى قرى ناحية حرف المسيترة وتتبع إدارياً لمنطقة القرداحة تجذب زائرها بنقائها، وطبيعتها البكر، ببلوطها وسنديانها ورائحة نرجسها وطيونها، بالضباب الذي يعانق شموخها صيفاً شتاء، والثلوج التي تغطي منحدراتها معظم أيام الشتاء، بمحبة أهلها لبعضهم وتكاتفهم في السراء والضراء.
صحيفة الوحدة زارت (السنيبلة) لتسليط الضوء على واقعها والخدمات المقدمة فيها والتقت عدداً من أبنائها الأفاضل.
* الأستاذ نضال عساف قال: كل تفاصيل السنيبلة تشي بالجمال الطبيعي التي لا علاقة للإنسان بها، من طبيعتها وتضاريسها وطقسها وأشجارها، حتى حجارتها مميزة، ترتفع حوالي ٩٥٠ متراً عن سطح البحر، تبعد عن مدينة القرداحة ١٧ كم وعن جبلة ٢٣ كم، وأضاف: أكثر ما يعاني منه أبناء القرية تحويل حوالي ٤٠% من أراضي القرية إلى أملاك حراجية على يد لجان المساحة التي جاءت للتحديد والتحرير في منتصف التسعينيات وحولت أملاك الفلاحين الذين وثقوا بهذه اللجان وكانوا متأكدين أن الأرض لمن يعمل بها وبأن هذه الأرض أرضهم وحقهم توارثوها عن آبائهم وأجدادهم إلى أملاك دولة حراجية، ومازالت آثار بيوت آبائهم وأجدادهم شاهدة حتى الآن ضمن هذه الأراضي على كلامهم، ومنذ ذلك الوقت والأهالي يطالبون بإعادة أراضيهم إليهم ولم يتركوا طريقة ولا وسيلة إلا وطالبوا فيها بحقهم وشرحوا خلالها الضرر الذي لحق بهم متمنين أن يصل الصوت عبر (الوحدة) لمن بيده حل مشكلتهم وإنصافهم بإعادة أراضيهم إليهم.
* السيد عماد إسبر قال: تحيط بالسنيبلة مجموعة من القرى مثل حرف المسيترة والدليبات، العرقوب، العامود، عين الحيات، فرشات، ويبلغ عدد سكانها حوالي ٦٠٠ نسمة وأضاف: واقع الكهرباء سيء في القرية وأعطالها كثيرة، ربما نتيجة البعد والارتفاع وربما نتيجة الشبكات والأسلاك القديمة التي لم تتبدل منذ الثمانينات وتتعرض للعطب والانقطاع نتيجة أي ظرف جوي ونحن منطقة مرتفعة جداً ومن الطبيعي أن تسيطر الظروف الجوية السيئة ومن الطبيعي أيضاً أن تفكر شركة الكهرباء بإيجاد آلية جديدة لتخديم الناس في المناطق المرتفعة وضمن ظروف جوية سيئة وخاصة أن ظروف الكهرباء سيئة بالمجمل ولكن على الأقل لنستطيع إكمال أعمالنا خلال فترات مجيئها دون انقطاع، ولا تفوتنا في هذا الوضع الإشارة وتوجيه الشكر إلى عمال الصيانة الذين يقومون بدورهم وحسب إمكانياتهم على أفضل وجه ويعملون تحت كل الظروف القاسية وفي أحيان كثيرة يعرضون أنفسهم للخطر. وأشار أيضاً إلى المعاناة التي يعانيها الفلاح من غلاء الحراثة والأسمدة والأدوية حتى صار الفلاح لا يحصد نتيجة تعبه ما دعا غالبيتهم إلى هجر الزراعة وإهمالها رغم الحاجة الملحة إلى زراعة كافة المحاصيل في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
* السيد محمد حمود تحدث عن أزمة مياه الشرب في القرية والمعاناة من دفع أجور نقلها المرتفعة بالصهاريج رغم وجود شبكة مياه في القرية لكنها تأتي بالقطارة وبمواعيد متباعدة قد تطول لأكثر من ٢٠ يوماً ولأوقات قصيرة، مؤكداً أنه حتى في هذه الأيام نشتري المياه للشرب ولتأمين احتياجات المنازل، وتمنى كما كل أهالي القرية لو يتم تحويل بئر الزراعة الموجود في القرية والغزير جداً لضخه في شبكة مياه القرية لتخفيف معاناة الناس في هذا المجال، أيضاً تحدث عن مشكلة السير مؤكداً أن الأهالي دائماً ما يطالبون مدير الناحية بتأمين وسائط نقل ويجيبهم أن هناك عدة سرافيس خصصت للعمل على خط جبلة السنيبلة ولكن حجج السائقين كثيرة للهروب من العمل على خط القرية أولها عدم توفر المازوت اللازم لكل هذه المسافة بشكل دائم ومستمر وهذا ما يفرض على الأهالي عدا عن الانتظار وهدر الوقت تكلفة مبالغ باهظة لقاء طلبات السيارات لإيصالهم إلى منازلهم أو أماكن أعمالهم.
* السيد غيث إسبر تحدث أيضاً عن ظلم أهالي المنطقة بموضوع التحديد والتحرير بحيث تحولت غالبية أراضي الأهالي إلى أملاك دولة كما وأشار أيضاً إلى أن غالبية عقارات القرية خارج التنظيم وعن إشكالات فرز العقارات وتكلفتها المرتفعة رغم قلة الحيازات الزراعية في القرية وأضاف: كانت أملاكنا كثيرة ولكنها تحولت إلى أملاك دولة حراجية على يد لجان التحديد والتحرير، لافتاً إلى أن الفرز للحيازة القليلة الباقية مكلف جداً لأن القرية إلى الآن خارج التنظيم، نتمنى توسيع المخطط التنظيمي الذي وصل إلى مداخل القرية وإدخال السنيبلة ضمنه، ووجه تساؤله أيضاً إلى مديرية العقارات قائلاً: هل يعقل ألا يوجد موظفون مختصون بالفرز في المديرية لتخفيف الأعباء على الناس؟
* وتحدث السيد معين إسبر عن مساوئ شبكة الصرف الصحي القديم في القرية والذي عرض الأراضي الزراعية والينابيع للتلوث وذكر على سبيل المثال نبع عين السنيبلة والتي تصل غزارتها إلى ثلاثة إنشات وقد تعرضت للتلوث وحرم الأهالي من استخدامها رغم حاجتهم الماسة وضائقة الماء التي يمرون بها بشكل دائم لكنهم لا يستخدمون ماءها نتيجة تعرضها للتلوث نتيجة الصرف الصحي الذي يمر فوقها لافتاً أنه في العام الماضي تم استبدال بعض القساطل فوق العين ولكنها لم تفِ بالغرض وبقيت المياه ملوثة لأن الشبكة قديمة جداً وتحتاج للاستبدال بالمجمل للوقاية من تسريبها في كافة الأماكن لدرجة أنه وعلى مرأى الجميع لا يصل أي شيء من الصرف لنهاية المصب في الساقية. كما وأشار كل من التقيناهم إلى رداءة الطرق الفرعية في القرية وحاجتها الماسة للصيانة والتعبيد بالإضافة إلى حاجة الطرق الزراعية للتعزيل والتنظيف.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار