ماهي أسباب ضغوط العمل… وما هي الحلول الناجعة لتجنبها وعلاجها؟!

العدد: 9525

الأحد: 9 شباط 2020

إن الحلم الذي بات صعب المنال للبعض بالحصول على عمل وظيفي تحول وجوده عند البعض الآخر إلى كابوس يومي وضغوط قد تؤدي إلى التوتر والكآبة والإجهاد، وصحيح أن القطاعات العامة تساهم مساهمة فعالة في بعض النزاعات ما بين العمال في تقديم الخدمات والأعمال الموكلة لهم لكن الراحة النفسية في العمل يجب أن لا تكون جانبية، ولكسب السلوكيات الإيجابية يجب أن لا تحول كل مسألة إلى نزاع سواء كانت مع زميل أو مراجع، وفي حال فُرضت النزاعات التي تؤدي إلى التوتر وإن كان هناك فعلاً مشكلات في الدوام أو العمل فالأجدر أن يتم حلها بعيداً عن المهام الموكلة له وممارسة المطلوب منه براحة أعصاب وأن يتم حلها بما يرضي كافة الأطراف وبهذا تبتعد السلوكيات السلبية عن الجميع.
التوتر والإجهاد النفسي
وفيما يخص ضغوط العمل حاولنا رصد بعض آراء الموظفين ببعض القطاعات العامة وتناولنا الحديث مع جنان صقر، موظفة في مديرية الزراعة:
إن الوظيفة التي ينظر إليها العديد من الشباب على أنها الفرصة الحقيقية لتحقيق الذات وإثبات الوجود سرعان ما تتحول إلى ضغوط ومصدر يومي للإجهاد النفسي مع إدراك أهمية الدور المناط بالصف الثاني والثالث وحتى الرابع من السلم الوظيفي فإن مجريات الأمور لا تدل دائماً على أن الفعالية الممنوحة صالحة وقيد التنفيذ حيث يختبر الكثير من الموظفين من فترة إلى أخرى الضغوط في مجال العمل وهذه الحالة طبيعية ما دامت ضمن حدود المعقول وإذا كان العمل يستحق المتابعة والتدقيق يصبح الإجهاد النفسي عادة يومية لم نعد نستطيع تحملها.
الموظفة وفاء حميشة في فرع المخابز: إن عدم التحكم بالوقت ضمن أوقات الدوام والعمل الفعلي يعد سبباً آخر يساعد على الوصول إلى حالة القلق والإجهاد النفسي لا سيما أن الغالبية في العمل يضيّع وقته أثناء الدوام في أحاديث جانبية وأمور اعتباطية لا أهمية لها سوى فتح أحاديث لا معنى لها والغالبية ينسى أن لديه عمل ومراجعين.
وكل هذه التصرفات تجعل من الموظف أثناء تأديته لعمله بحالة عدم تركيز مما يخلق التوتر والتعرف بسلوكيات غير إيجابية ليقف عند ذلك حائراً أمام إنجاز ما هو مطلوب منه في الوقت المتبقي لديه فعدم التحكم بالوقت يخلق توتراً نفسياً وإجهاداً.
الموظف مفيد حسن: هناك سبب رئيسي وهام في الوصول إلى حالة التوتر والإجهاد النفسي حالة تتعلق بالخلافات والنزاعات في مجال العمل الوظيفي فإذا كانت العلاقات بين زملاء العمل الذين يقضون معظم أوقاتهم في مكان واحد فتتحول حياة هؤلاء الموظفين إلى معاتبات وشجار بالكلام والإزعاج من هذا وذاك في أحياناً كثيرة وقد تؤدي هذه الحالات إلى توتر واكتئاب مزعج لا علاج له أثناء الدوام الرسمي وممارسة الأعمال المطلوبة منه بأريحية.
مها علي موظفة في مديرية السياحة: لا بد من ضرورة إيلاء مسألة الوقت أهمية قصوى تلافياً للإجهاد النفسي والتوتر العصبي، وهذا المبدأ يمكن أن يقيس كيف يأخذ الوقت العملي في الحسبان بأي قطاع فإدارة الوقت تجنب كثير من الموظفين أعباءً للحالات النفسية والسلوكيات السيئة بالعمل، ففي هذا الوقت نعيش ثمة مصادر كثيرة تؤدي إلى التوتر والكآبة وهي تضخ في أعصابنا جرعات عالية من القلق اليومي لتنكد عيشنا وحياتنا العملية وتجعلنا على مدى الوقت فريسة لتساؤلات شائكة قد يعجز على كل فرد أو موظف عن إيجاد الجواب الشافي لها.
في حين يرى فؤاد موسى موظف في شركة الكهرباء: قد تكون منابع القلق اجتماعية عبر الأخبار الجارية بالوطن فهذا يولد الكآبة والتوتر النفسي بالوظيفة ولكن ذلك لا يعني نفي المسؤولية عن التقاعس في تقديم الخدمات لأن هناك مسؤولية إنسانية وأخلاقية تتطلب الاهتمام بالمراجعين، فالنصيحة التي يسوقها علماء النفس هي أن لا تبالغ باكتراث أمور الآخرين وأن يتم التركيز أولاً على مسؤولياته وعمله وأموره الشخصية.
لذلك يجب أن تكون المعاملة حسنة حتى لا تظهر التوترات النفسية بشكل سلبي.
آثار ضغوط العمل
قد يكون الحديث عن ساعات العمل الوظيفي لا يشغل حيزاً كبيراً من المواطنين ولا يشكل قيمة تذكر مقارنة بقضايا أخرى، لكن غالبية العمال والموظفين وجدوا هذا الاهتمام لديهم ولعل أخطر ما يواجه الحالات النفسية للعمال هو التهميش.

بثينة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار