بــــلاد وعبـــاد… الأربعاء 5 شباط 2020

في حسابات وزارة النفط والثروة المعدنية، يحق لكل مواطن (مسكين) الحصول على أسطوانة غاز كل ٢٣ يوماً عبر البطاقة (العبقرية).
بين الواقع والأوامر الورقية والالكترونية، لم يُكتب لهذه الآلية أي نجاح يذكر، بل تمددت أيام الحرمان، وتضاعفت في بعض الأحيان إلى أن جاءنا البيان التالي:
يحق لكل مواطن الحصول على أسطوانة غاز بعد تلقيه رسالة نصية من شركة تكامل، على أن تبقى المدة المحددة كما هي، أي ٢٣ يوماً.
هرع المواطنون إلى جوالاتهم، وغيروا بعض الإعدادات لضمان تلقيهم الرسالة الذهبية على أمل أن يحصلوا مباشرة على حقهم المسلوب، فمنهم من تجاوز الشهرين بعد آخر أسطوانة حصل عليها، وباتت الحاجة لأسطوانة جديدة، كالحاجة للأوكسجين، فهل رأيتم معادلة حياة يتساوى فيها الغاز والأوكسجين لضمان الاستمرارية؟.
المفاجأة التعيسة كانت مع اللحظات الأولى لتفعيل آلية التوزيع الجديدة، حيث وجدنا أن السماح باقتناء أسطوانة غاز لن يحصل بعد يومين أو ثلاثة، بل ربما تصل المدة إلى ٢٥ يوماً إضافياً لأناس لم يسبق لهم الفوز العظيم بأسطوانة غاز من قبل.
استمعنا لمداخلة (غازية) لأحد مسؤولي التوزيع، وكان يحلف أغلظ الأيمان أن الغاز سيوزع حسب القدم، طبعاً نحن صدقناه وآمنا بما آمن به، ولكن الشك أحياناً يكون مفتاح اليقين، وأصبح لزاماً علينا أن نسأله:
إذا كان التوزيع فعلاً حسب القدم، فكيف لمواطن لم يحصل على أي أسطوانة مذ حمل البطاقة الذكية، أن يكون دوره (بحسب تطبيق وين) في ٢٥ شهر شباط الحالي؟.
وكي لا يحرجنا المسؤول بسؤال عن طريقة حصول ذاك المواطن على الغاز في الأيام الخوالي، نحيله مباشرة إلى السوق السوداء، وكفانا وإياه شر السؤال والأحاجي.
يجب أن يقتنع المسؤول بعدم جدوى الهروب إلى الأمام، فالاستعراض الإعلامي، وإيهام الناس بأن عملاً عظيماً قد حصل، لا يقنن أوجاع المحتاجين، بل يزيدهم يأساً وحسرة، والصدق مع مواطن قاوم العالم بأسره، كفيل بتخفيف معاناته، والحد من حنقه على واقع معيشة مشبع بالآلام…. والبينة دائماً على المدعي.

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار