رونــــــق المــــــدن وصــــحة الســــــكان بـــــين أيديـــــــــهم عمال النظافة: نقـــص في العـــدد والعــدة وشكــوى من عــدم تعــــاون الســـــكان

العدد: 9523

الاربعاء:5-2-2020

 

عمال متواضعون يقع على عاتقهم تنفيذ مهمة كبيرة هي المحافظة على النظافة العامة يسابقون الزمن، أحلامهم كبيرة وكثيرة يفتشون عن لقمة عيشهم، نشاهدهم في الشوارع والأحياء وراء عربات جمع القمامة، يتركون ورائهم النظافة أينما حلوا وهم لا يطالبون بخبرة سوى مواصفات جسدية، وأدوات بسيطة مكونة من عربة جر باليد ذات برميلين ومكنسة مصنوعة من أعشاب (البلان) وكريك مصنوع من تنكة مفتوحة الجوانب مثبتة على جانبها قبضة خشبية. 

* النظافة بين الحقيقة والواقع الميداني:
محور الحديث في هذا الجانب يعتمد على مصداقية الناس في التعامل مع الرمي العشوائي للقمامة والأوساخ وإعطاء عامل النظافة المهمة في ترحيل وتنظيف تلك العشوائية بسبب مفاهيم خاطئة لدى شريحة واسعة من الناس، حول طريقة التعامل مع عامل النظافة والتي ترى منه مجرد موظف لدى الدولة ويتقاضى راتباً على ذلك، كما أن هناك شريحة تعتمد على المصداقية في التعامل وإيجاد جسور من الثقة بين جميع عمال النظافة، وكلما رسخ المواطن طرقاً حضارية للنظافة يبعدنا جميعاً عن شبح الأوبئة والحشرات والأمراض..و..و… ومبدأ الصحة العامة.
في مادتنا نستطلع واقع عمال النظافة ونستمع إلى شهادات البعض حول عملهم وأدائهم ولهذه الغاية التقينا عدداً من العمال في بعض الأحياء الذين استفاضوا لنا عن معاناتهم في ترحيل الأوساخ والقمامة.

يقول أبو محمود عامل تنظيفات: باعتباري عامل نظافة أقوم بعملي في المنطقة المخصصة لي فأقوم بترحيل القمامة من أمام مداخل الأبنية من خلال تلك العربة وعندما أنتهي من ترحيلها ورميها ضمن حاويات مخصصة لذلك أقوم بهذه المكنسة بكنس الشوارع والأرصفة وتنظيفها من الأوساخ ومخلفات الناس وهذه العملية تستغرق جهداً وعملاً متواصلاً وكبيراً.
الأمر الذي يعد مستحيلاً كما يقول أبو عدنان عامل نظافة: بسبب عدم تقيد الناس بقوانين النظافة العامة وعدم التزامهم بأبسط مبادئها، فالأطفال يرمون الأوساخ في الشوارع دون أن يردعهم أحد وأو أن يقوم بتعليمهم كيفية الرمي من قبل الأهل والمدرسة، ومن هنا وهناك ونتيجة عدم احترام عامل النظافة والجهد الكبير الذي يبذله نعاني من الضغط الشديد خلال ساعات العمل.
كما يقول أبو هاني عامل نظافة: إن الرمي العشوائي وعدم التقيد بقواعد النظافة يشكل معاناة كبيرة لنا تتمثل في كيفية مواجهة تحديات تحقيق النظافة وتعزيز القدرة على ابتكار حلول إيجابية تجنبنا مشقات العمل وتكنيس الشوارع وترحيل القمامة وتوفير السبل الكفيلة لتوطيد العلاقة الإنسانية بيننا وبين الناس وفق أسس راسخة تقوم على الاحترام والتعاون توفيراً للنظافة التي تعد أحد أهم مرتكزات وقواعد الصحة العامة، ويضيف أبو هاني وبعد متابعة شخصية ودؤوبة لعامل النظافة الذي يجوب الأحياء ويجمع القمامة ويكنس الشوارع في الحي المخصص له بكل أمانة وإخلاص مؤكداً أن مهنة التنظيفات من الأعمال السامية والشريفة مع الإشارة إلى أن عامل النظافة أبسط من غيره بسبب طبيعة العمل التي تفرض وقاراً معيناً على العامل ما قد يؤثر في أداء عمله.

وحول رأي المواطن عن عمل عمال النظافة أفادوا الآتي:
بلال علي: يجب إعادة النظر بواقع عمل عمال النظافة وبتغيير النظرة السلبية إلى عامل النظافة وتقدير الجهود المتميزة التي يبذلها وصولاً إلى المرحلة التي تجعل غالبية شرائح المجتمع تنظر إليه كواحد من أصدقائنا وإخواننا، وإذا تغيرت هذه النظرة والقناعة ستتغير بكل تأكيد نظرة بعضهم إلى عامل النظافة الذين يقومون برفع المستوى التخديمي للنظافة العامة في معظم القطاعات وعلى أكثر من صعيد ضمن فترات زمنية محددة.
مصطفى بكري: إذا كان الاهمال من قبل المواطن وعدم الاهتمام بالنظافة وعمالها قد فاقم المشكلات البيئية خلال السنوات السابقة فإن الوصول المتأخر خير من عدمه بتشكيل حملات توعية للنظافة العامة من قبل الحكومة والجهات البيئية والخدمية ضمن خطتها نحو مشروع متكامل فهو مؤشر هام في إدراك الأضرار البيئية وتكاليف الإصلاح البيئية وتكاليف الإصلاح البيئي في حال تراكم الأخطاء.
وفيق أسعد: طبيعة الحياة تتطلب رمي القمامة اليومية وهناك عمال مخصصون لترحيلها وتنظيف المنطقة، ونحن بدورنا نقوم بدفع ضرائب نظافة وخدمات لقاء هذا العمل وعند تراكم القمامة يعود إلى عدم التزام عامل النظافة بأوقات دوامه وهناك عمال يعملون على حساب عمال آخرون وكذلك الأمر بالنسبة للمراقبين فمعظمهم لا يعملون ولا يراقبون العمل والأحياء الخاصة بهم.
على هذا المستوى والمقياس تتفاوت آراء الناس لعامل النظافة وترى هل يكمن السبب في نظراتنا إلى أنفسنا ووضعها مكان أصحاب هذا العمل، فالنظافة وعمالها جميعها خطوط عريضة يجب العمل عليها عبر برامج هدفها تنظيم كافة شرائح المجتمع على تنظيم إدارة النظافة، فعامل النظافة ليس هو الوريث الوحيد لحمايتها الذي يعمل من أجلها لذلك يجب الاستفادة من المعالجة لأن هناك ضبابية في ملامسة المجتمع لنتائج ما حققته المؤسسات المعنية في تطبيق قانون النظافة العامة.
* 425 عامل نظافة في الشوارع وعلى الآليات:

حاولنا الاستفسار من الجهة المعنية عن واقع العمل وهيكلة النظافة من خلال بعض الأسئلة التي أجابنا عليها المهندس أحمد فضة مدير النظافة في مجلس مدينة اللاذقية الذي قدم بياناً مفصلاً عن القوى البشرية العاملة والقوى الميكانيكية لدى دوائر شعبة مديرية النظافة مع بيان عدد الآليات العاملة على الشكل الآتي: تتألف المديرية من خمس دوائر: النظافة – الآليات – الصيانة – المعالجة – الإحصاء والمتابعة وتعتبر دائرتا النظافة والآليات هما العصب الرئيسي لعمل المديرية حيث يتم العمل فيهما على مدار ورديتين خلال اليوم.
دائرة النظافة: تتألف من خمس شعب أساسية، شعبة الجمع والترحيل – شعبة الكنس الآلي – شعبة مكافحة الحشرات والقوارض – شعبة النفايات الطبية – شعبة النفايات الصناعية ويبلغ عدد عمال النظافة /350/ عامل نظافة في الشارع و /75/ عامل نظافة على الآليات.
عدد الآليات: إن الآليات تعرضت للتخريب خلال السنوات الماضية ولا يهم ما هو العدد الكلي بقدر العدد الواصل إلى العمل يومياً إذ تحتاج المدينة يومياً إلى /25/ ضاغطة في الوردية الواحدة وهي الحالة المثالية في حين أن أغلب الأيام يصل عدد أقل من آليات وذلك بسبب كثرة الأعطال والذي يؤخر سير عملية الترحيل:
وأضاف م. فضة: يتم توزيع عمال النظافة على الأحياء بالتساوي على مدار الورديتين /النهارية والمعاينة/ رغم النقص الشديد في عدد العمال إذ تحتاج المدينة إلى 200 عاملاً لتغطية النقص ولكن النصيب الأكبر يكون ضمن الشوارع الرئيسية ويتم تغطية النقص من خلال إرسال ورش الكنس الآلي أسبوعياً.
دائرة الصيانة: تتكون من مجموعة قليلة من الحدادين والدهانين وتقوم الدائرة بإصلاح الحاويات التي يمكن إصلاحها ويتراوح عدد الحاويات التي يتم إصلاحها بين/7-10حاويات/.
– النفايات الطبية: تقوم بجمع النفايات الطبية من النقاط المولدة لها / مشافي عامة- مشافي خاصة- مستوصفات- مخابر- صيدليات/ ضمن برنامج جمع دوري ثم نقلها إلى محطة معالجة النفايات الطبية في البصة.
النفايات الصناعية: غير مفعلة لعدم وجود كادر.
-المكافحة: في الشعب الهامة ويبدأ برنامج عملها في بداية الربيع حتى نهاية الخريف في حين ينخفض عملها في الشتاء ويقوم برش المبيدات وتوزيع الطعوم السامة على أحياء المدينة ضمن برنامج دوري.
– المعالجة: غير مفعلة لعدم وجود كادر.
وفي الختام
وفي ظل وجود عمال نظافة حولنا وبكل صراحة نحن مضطرين إلى المحافظة عليهم ومراعاتهم نظراً لحاجتنا لهؤلاء العمال الكادحين الذين باتوا سلعة نادرة ويعود ذلك نتيجة حساسية المهنة وعدم قبول الكثير من الناس العمل فيها، وإذا كان الواقع هكذا فوجب أن نفكر بثقافة النظافة وعمالها فلابد من تقديم الدعم من كافة الجهات الخدمية والبيئية لتحقيق حيوية النظافة ولضمان الظروف المناسبة لعمل الكوادر العاملة فيها.

بثينة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار