هل تحلّ المحاضـــــرات بديــــلاً للكتـــاب الجـــامعي؟

العـــــدد 9522

الثلاثـــــاء 4 شــــــباط 2020

يتهافت طلاب الجامعة على المكتبات لشراء المحاضرات، وتنشط عشرات المكتبات في طباعة وتوزيع المحاضرات الملقاة على مسامع الطلبة في أقسام و كليات الجامعة، ورغم النصائح المتكررة من مدرسي المقررات الجامعية باعتماد الكتاب الجامعي كمصدر للقراءة، إلا أن ظاهرة شراء وتوزيع المحاضرات لازالت تشكل أكثر من 90 % من اهتمامات الطلبة حيث يعدونها المصدر الوحيد الذي يطلّعون من خلاله على مقرراتهم الدرسية مع العلم أن نسبة كبيرة من المحاضرات تلقى على قارعة الطريق بعد تقديم المادة الامتحانية، إضافة إلى أن الكتاب يبقى مرجعية علمية أقرّته هيئة إشراف ومتابعة، واعتمدته الجامعة كمصدر للمعلومات والقراءة.

كما أنه يحمل بين دفتيه معلومات تفصيلية تسّهل على الطالب الإحاطة بكل معلومات ومفردات البحث، ويبقى الكتاب مرجعية علمية يمكن العودة إليه عند أي حاجة إضافة لتوثيقه لأي معلومة بينما نجد المحاضرات مهملة بعد انتهاء الحاجة لها وهي في الأساس تسجل من وحيّ المحاضرة، بينما قد يعتمد أستاذ المقرر في سلم التصحيح على مفردات دقيقة ومعلومات محددة ومفصلة موجودة في الكتاب وحده، ليبقى السؤال مشروعاً: متى يستعيد الكتاب الجامعي مكانه الطبيعي بدلاً من المحاضرات المنسوخة؟
سؤال خرجنا نلتمس الإجابة عنه عند طلبة جامعة تشرين حيث وجدنا عشرات المحاضرات المتراكمة في بهو الكليات وعلى جانبي الممرات والمقاعد وحاويات القمامة, حيث يقول مهند (طالب في كلية التربية): لا أقتني كتاباً جامعياً أبداً نظراً لضخامة محتواه وتعقيده بينما أجد في المحاضرات تلخيصاً شاملاً لمحتوى الكتاب بطريقة بسيطة وواضحة.
سندس (طالبة في كلية التربية): في أول سنة دراسية لي بكلية التربية كنت أشتري الكتاب الجامعي ولكن ارتفاع أسعار الكتب وضخامتها جعلني أميل لاقتناء المحاضرات كبديل أفضل بالنسبة لي وخاصة أنني أحقق النجاح في مقرراتي الدراسية من خلالها.
بتول (طالبة في كلية الحقوق): لم أكترث بنصائح أستاذة الجامعة ومطالبتهم لنا بعدم شراء المحاضرات إلى أن جاء موعد تقديم أحد المقررات والذي اعتمدت فيه على محاضرة من مكتبة معروفة فتفاجأت بأن المكتبة قد حذفت أهم النقاط الأساسية في المقرر و اختصرت الباقي حينها رسبت في هذا المقرر.
باسم (طالب في كلية الحقوق) يقول: يقدم لي الكتاب نماذج واضحة مع أمثلة منوعة تسهل عليّ فهم المقرر أ ما المحاضرات فمعلوماتها منقوصة دائماً وأحياناً خاطئة وأضاف: لا يمكن أن تحيط المحاضرات بكل معلومات وتفاصيل المقررات لذلك لا يستطيع الطالب تحصيل درجة عالية باعتماده عليها.
سوسن (طالبة في كلية الحقوق) تقول: علمني والدي أن أقتني الكتاب الجامعي حيث أن مصير المحاضرات للإهمال، أما الكتاب يبقى مرجعية لي حتى بعد التخرج وممارسة مهنة المحاماة، وأضافت: أطمح لتحصيل درجات عالية في مقرراتي الدرسية وهذا ما يضمنه لي الكتاب الجامعي فهو يحيط بكل التفاصيل المطلوبة، وهذا ما تعجز عنه المحاضرات فهي تقدم تلخيصاً للمقرر فقط.
أما ثائر (طالب في كلية التجارة ) فيقول: في بداية العام تابعت المكتبات طباعة وبيع المحاضرات في نهاية الفصل الدراسي بدأت المنافسة في إصدار أصغر الملخصات وقد أوهموا الطلبة أن مدرس المادة قد شددّ على النقاط المذكورة في الملخص والذي يصل في نهاية المنافسة إلى 20 صفحة وأضاف: يطلقون على هذه الملخصات اسم ملخصات النجاح ناهيك عن أهذه الأعمال بالاحتيال وعلى الطالب توخي الحذر فأصحاب المكتبات لا يعنيهم سوى الربح سواء نجح الطالب أم فشل.
أما ندى (طالبة أدب انكليزي) تقول: ضخامة الكتاب وحدها تسبب لي الذعر وأضافت: أجد الدراسة من المحاضرات أسهل بكثير فأنا من أول سنة دراسية لي اعتمدت على المحاضرات وأحقق النجاح من خلال دراستها و لا أجد داعياً للاحتفاظ بالكتاب الجامعي، فبمجرد دخولي ميدان العمل سأصقل معلوماتي وأجددها.

ياسمين شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار