تطبيقات العــــلاج الفيزيائي وتطــوره

العدد: 9521

الاثنين: 3-2-2020

 

عرف العلاج الفيزيائي منذ أقدم العصور، وأصل الكلمة اليوناني هو (غزيكوتيرا بيو)، وتعني العلاج بالعوامل الفيزيائية، وقد لاقت المعالجة فيه نجاحاً منقطع النظير، فما هو العلاج الفيزيائي؟ وكيف تطور تاريخياً؟ وما الأمراض التي يُعنى بها؟ تساؤلات طرحناها على بساط البحث في مادتنا الآتية، والبداية مع الجانب الطبي.
يقول المعالج الفيزيائي أيهم سليمان درويش: العلاج الطبيعي أو الطب الفيزيائي أو إعادة التأهيل هي تسميات مختلفة لعلم واحد، وهو العلاج الفيزيائي، والذي يعتبر أحد الفروع الطبية، ويهتم بتشخيص المرضى المصابين بضعف وظيفي (حسي، واستعرافي، حركي) وتقييمهم وتدبيرهم يمتاز عن باقي الاختصاصات الطبية بأنه يتابع يومياً حالة المريض المصاب بعجز وظيفي، ويؤهله بوسائط العلاج الفيزيائي المختلفة للوصول إلى أفضل مستوى ممكن من المهارة الوظيفية، يتعامل العلاج الفيزيائي مع الكثير من الحالات المرضية فهو يدعى بالطب الشامل، وهذه الحالات هي: الأمراض العصبية والعضلية- التشوهات الخلقية- رضوض الرأس والحبل الشوكي- الإصابات الرياضية- الأمراض القلبية والتنفسية- آلام العمود الفقري- الشلل بأنواعه- أمراض الشيخوخة. تختلف وسائل العلاج الفيزيائي: (المعالجة بالحرارة- المعالجة الكهربائية- العلاج بالأشعة- العلاج المائي- المعالجة التنفسية – التدليك والتمارين الرياضية) بالإضافة لوجود وسائل مساعدة كثيرة مثل: استخدام الجبائر والمشدات والأطراف الصناعية والعكاز وغيرها تساعد في تأهيل المريض، وقد ازدادت أهمية هذا الاختصاص في السنوات الأخيرة، والسبب هو ازدياد معدل العمر الوسطي للأشخاص، وازدياد المشكلات الصحية التي يتعرضون لها، والحروب التي ولّدت إصابات عديدة بالرأس والعمود الفقري والنخاع الشوكي وحالات البتر وغيرها . ولهذا ازدادت أهميته لما يقدم للمصابين من راحة نفسية وجسدية تساعدهم بالخروج من أزمتهم الصحية، وتقدم لهم استرجاع أكبر قدر ممكن من القدرة الوظيفية الضائعة، وتؤهلهم بشكل سليم لإعادتهم إلى وضعهم الطبيعي، واندماجهم في المجتمع، وتحقيق استقلاليتهم، وعودتهم أعضاء فعالين في المجتمع.
العلاج الفيزيائي عبر التاريخ
إن أول نص مكتوب حول معرفة الإنسان للعوامل الطبيعية، وتأثيرها عليه موجود في كتاب – كنك فو- أو التجارب الإنسانية سنة ( 3000) قبل الميلاد وفي الهند هناك كتاب مشروح فيه عن الحركات الفاعلة والمنفعلة والمساج والرياضة الاستنشاقية، والذي يعود إلى (2800) قبل الميلاد، كما وجد عند الآشوريين والبابليين إله للشمس، واعتقاد بقوة أشعة الشمس على شفاء بعض الحالات، وفي مصر القديمة ولأول مرة في التاريخ عولجت أمراض المفاصل والعظام بواسطة حمامات شمسية وحمامات الطين .. مروراً بالعرب القدماء، واستعمال الكي، والصينيين القدماء وطريقة الوخز بالأبر ومشتقاتها، وهكذا تطورت المعالجة الطبيعية (الفيزيائية) من أشكالها البدائية الأولى حتى وصلت إلى انكلترا وفرنسا وألمانيا والسويد، ومنها ابتدأ ما يسمى بالحركات السويدية، وتطورت أكثر لتصبح في فرنسا معالجة تجميلية، وفي ألمانيا رياضة الأجهزة.
بقي للقول: إنه في الدول الراقية، وفي المصحات المخصصة لهذا العلاج يوجد فريق متكامل يقوم بالعمل على أفضل وجه، يتألف الفريق من طبيب اختصاصي بالمعالجة الفيزيائية، وممرض اختصاصي بالعلاج المهني يدرب المصاب على مهنة قريبة منه، وممرض فني لتطبيق العلاج، وعالم اجتماعي يدرس الحالة الاجتماعية للمريض بالإضافة إلى مختص علم نفس يدرس نفسية المريض، ويساعده ليتأهل للحياة من جديد، وبهذا الفريق المتكامل تكون النتائج جيدة، تؤدي المعالجة الفيزيائية ثمارها المرجوة.

رفيدة أحمد يونس

تصفح المزيد..
آخر الأخبار