يحـــــررون عقولــــهم وطاقاتـــهم في نـادي الباحثــــــين الشــــــــباب البيــــــئي

العدد: 9521

الاثنين: 3-2-2020

 

لطالما كان طلابنا المتميزون يدورون في مكانهم ولا يجدون في وجههم غير باب الهجرة والغربة التي فيها مخرج لطاقاتهم ومكامن إبداعهم، يحررونها ويطلقونها لمن ينتفع من علمهم وما تبدعه عقولهم وتبتكره أياديهم من أبحاث وتطبيقات، كانت الأفكار تتزاحم في عقولهم الخلاقة، وليس من يسأل أو يهتم، أرادوا أن ينتفع من علمهم بلدهم ويكون له الوفاء فكان لهم نادي الباحثين الشباب البيئي الذي عمل على استهداف نخبة من الطلبة المتفوقين الجادين في العمل بالمشاريع البحثية التطبيقية داخل الجامعة وخارجها.

الدكتور حسين جنيدي، مدير نادي الباحثين الشباب البيئي أشار في بداية حديثنا معه الذي تمحور حول أهل النادي ونشاطاته وأعماله وأبحاثه إلى أن النادي هو تجمع علمي تطوعي يتبع للمعهد العالي للبحوث البيئية، ويهدف لاستقطاب الطلبة المتميزين في جامعة تشرين الراغبين بالعمل في المشاريع البحثية التطبيقية داخل الجامعة وخارجها والمتعلقة بالجوانب البيئية المختلفة، ويضع النادي نصب عينيه الاهتمام بطلاب السنة الرابعة والخامسة من كليات الجامعة كافة والقادرين على العمل الحقلي وضمن الفريق ليصار إلى إشراكهم في العمل البحثي التطبيقي ويساعدهم في اختيار مواضيع أبحاثهم لرسائل الماجستير والدكتوراه بما يتوافق مع اختصاصهم وخطط التنمية الحكومية ليعود النفع على الجامعة والمؤسسات والمجتمع.

قمنا بالعديد من النشاطات والأعمال خلال هذه الفترة منها في الجانب البحثي وقد شارك طالبان بمؤتمر في جامعة البعث بحلب ببحثين متميزين وكانا الأفضل بين البحوث التي قدمت وبشهادة حضور من البحوث العلمية والبيئية والزراعية من دمشق الذين حولوا القاعة لحوار ومناقشة، طالبة الماجستير قدمت بحثاً يتعلق بمعالجة الرشاحة الناتجة عن مكب نفايات طرطوس، والذي جاءت عليه الطالبة بعد أن عرض المشكلة مدير المكب علينا في رحلة علمية قصدنا المكان فيها إذ لطالما نقصد مواقع الإنتاج في رحلاتنا، فكانت أن قامت بدراسة المشكلة وخرجت بنتائج ممتازة حلت فيها معضلة كان المكبّ يعانيها، والبحث الثاني لطالب دكتوراه اشتغل على مشكلة تخص مديرية الموارد المائية، حيث جاء ببحثه على توليد الكهرباء من الرواسب والطمي في النهر، وبنفس الوقت معالجة لمشكلة تلوث الماء.
واليوم تقوم طالبة دكتوراه بدراسة لمعالجة المياه بتحطيم المركبات الهيدروكربونية المتعددة النوى المسرطنة قبل وصولها للماء في نبع سوريك، وهي تحتاج لجهاز تقوم بتصنيعه بيدها وقريباً ستشتغل عليه بحثها.
ولدينا محطة معالجة هي الأم لمعالجة الصرف الصحي في الوحدة السكنية 17 لمنع هدر ماء الشرب في الري واستخدام الماء الناتج في ري الحدائق بالجامعة واستخدامات الطلاب لدراساتهم وبحوثهم والمغذيات.
لدينا إدارة للنفايات العضوية الناجمة عن بقايا التقليم والتعشيب في الجامعة للحصول على السماد العضوي والإدارة البيئية المتكاملة للنفايات الصلبة والسائلة والغازية لكلية طب الأسنان.
ولدى سؤالنا عن تكلفة الأبحاث والأجهزة المستخدمة فيها أشار الدكتور جنيدي بأن الجامعة تغطي نفقات البحث لكن ليست كافية فالدكتوراه يمنح فيها الطالب 200ألف ليرة، والماجستير 100ألف فقط، و لكن نادي الباحثين الشباب يمكن أن يقدم المساعدة من الصندوق، الذي يضم رسوم شهرية واشتراكات توجب على الأعضاء فالدكتور600ليرة والمهندس والقائم بالأعمال 400ليرة والطالب 200ليرة تجمع لغرض تلبية احتياجاتنا في أبحاثنا وتصنيع أجهزتها وغيرها من المعدات (مفكات ومضخات ومثاقب .. ) ولدينا ديناميكية في تلبية الطلبات ويمكن لطالب أن يأتي ويأخذها للحقل دون سؤال، حتى بعد أن ينتهي بحث طالب ويخلف وراءه جهازاً يمكن لأي طالب آخر أن يفك الجهاز ويأخذ ما يريد منه ويضعه في جهاز بحثه الجديد.

النادي لا يشتغل في الجانب البحثي فقط، لدينا اهتمام أيضاً بالجانب الاجتماعي فنشاطنا تركز على دعوات جمعيات وفعاليات المدينة لنشارك فيها منها نذكر: مسير قلعة صلاح الدين، حملات تنظيف الشقيفات ومحمية السلاحف، مبادرات تشجير في بللوران وقسطل المعاف، وغيرها الكثير الذي يحث على العمل الجاد لنظافة بيئتنا والتعامل معها بأمانة، بالإضافة إلى اللقاءات الدورية والحفلات والرحلات الترفيهية.
النادي خير دليل على ربط الجامعة بالمجتمع، ولدينا علاقات جيدة مع مؤسسات الدولة وشركاتها (الصرف الصحي، الموارد المائية، المياه، البيئة في جميع المحافظات ..)
في ختام حديثه توجه الدكتور جنيدي بكلامه إلى طلاب الجامعة الأعزاء وقال: طلاب كثيرون يغيب عنهم جانب العمل التطوعي، فيأتون للانتساب بنادي الباحثين (بريستيج) منهم من يرفض طلبه لعدم توفر شروط الانتساب وأولها التميز والرغبة بالعمل الجماعي والتفوق الدراسي، وغيره قد قبلنا به لكنه يرفض دعوتنا الحضور والمشاركة بنشاطات وأعمال النادي عندها يرفض رفضاً قاطعاً طلب انتسابه ولا يمكنه دخول النادي غير بهذا المعبر، لدينا احترام والتزام بالعمل الجاد والطوعي والفاعل، فالطالب الذي يدخل النادي يحتاج لإعمال فكره ويديه يأتي ليشتغل بنفسه ويمر بخطوات العمل من أولها لأخرها ولا نشتغل عنه بل يمكن تقديم النصائح والتوجيهات ليتخرج من النادي وهو قادر على العمل في أي مكان ويفيد مجتمعه وبلده بالخبرات والعلوم التي بات يجيدها، مثل رامي ماجستير كيمياء اشتغل بالشركة العامة للنفط الخام وعندما ذهب للخدمة العسكرية ساعد رفاقه على حل مشكلة مياه الشرب في معالجتها وتنقيتها.
إعلامياً لدينا موقع على الفيسبوك للنادي يتضمن ثلاث صفحات وهي: صفحة مغلقة خاصة بأعضاء النادي وشؤونهم، صفحة مفتوحة للنشاطات ونشر الوعي البيئي والمستجدات البيئية والعلمية في العالم، أما الثالثة فهي للمؤازرين والأصدقاء الذي يودون مشاركتنا بقصة أو العمل معنا لمرة في شهر أو سنة..
محمد أحمد، طالب ماجستير ومهندس من محافظة طرطوس قال: يعجبني النادي كثيراً وأرغب الانتساب إليه لكني موظف في طرطوس والدوام يحرمني العمل معهم والمواظبة في نشاطاتهم، لكن لدي يوم السبت والإجازات وبعض التسهيلات لآتي لمتابعة بحثي للماجستير وهو ضمن المحطة التي أقامها طلاب النادي، وأستفيد من مساعداتهم في التجهيزات والمعدات والتطبيقات وحتى الدعم اللوجسيتي، صحيح أن لدينا في الهندسة المدنية مخابر وعملي لكنه لا يوازي العمل الحقلي بأبعاده الشتى، وما اكتسبته خلال شهور قليلة بالعمل بيدي يوازي ويفيض على ما كسبته من النظري في خمس سنوات دراسة (هندسة مدنية بيئية).

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار