العدد: 9521
الاثنين: 3-2-2020
حدائقنا الخضراء هي المتنفس الوحيد للكبار أو الصغار, وقد توزعت هذه الحدائق على كامل المساحة الجغرافية لمدينة اللاذقية عدا بعض الأحياء، هذه الحدائق كلفت الدولة مبالغ كبيرة من أجل إنشائها لتكون مكاناً مريحاً لروادها الذين يقضون أوقاتاً طويلة فيها خاصة حدائق الأطفال، فلا زوارها يحافظون عليها ولا الجهة المعنية تتابع صيانتها، ولعل الحرب الإرهابية التي أتت على سورية جعلت الأولوية تتجه إلى ما هو متعلق بالمشاريع التنموية التي تخص المواطن.
الوحدة جالت على بعض حدائق اللاذقية والتقت عدداً من زوارها الذين اشتكوا من عدم الاهتمام بالحدائق والبداية من حديقة الأندلس حيث قال السيد أبو محمد: أنا أزور هذه الحديقة منذ سنوات وقد اعتدت عليها ويحزنني جداً أن تتحول خلال فترة الأمطار الأخيرة إلى بركة لم تجف مياهها إلا بعد أسبوع دون وجود تصريف مطري فيها عدا عن المقاعد التي أصبحت بأمس الحاجة للصيانة والعمل على وصل التصريف الصحي إلى الشبكة الرئيسية بدل الجورة الفنية الموجودة فيها، والعمل على تحسين واقع الحمامات والمغاسل.
حديقة مشروع البعث
والحال لم يكن أفضل في حديقة مشروع البعث قرب فندق زنوبيا، غالبية روادها اشتكوا من سوء الواقع الخدمي لهذه الحديقة سواء من ناحية الممرات المخصصة للمشاة من حيث البلاط المكسر وعدم وجود نباتات حولية وقد أصبحت مكاناً لمختلف أنواع الحشرات نتيجة تراكم القمامة كذلك عدم صلاحية الألعاب فيها التي لم تشهد أي صيانة منذ أن تم وضعها فيها بل أصبحت تشكل خطراً على الأطفال بدل أن تكون مكاناً آمناً لهم.
حديقة أوتوستراد الزراعة
هذه الحديقة ذات المواقع الاستراتيجي الجميل أصبحت مكاناً للقطط والقوارض نتيجة الإهمال الذي يعتريها والأشجار والنباتات بحاجة لتشذيب إضافة إلى أن المقاعد أصبحت على الهيكل مع غياب معالم البركة التزينية فيها ومصابيح الإنارة قد تخربت وأصبحت على الأرض.
حفرة في حديقة
هذه الحفرة موجودة في الحديقة الكائنة وراء المؤسسة العامة للتبغ حيث تشكل هذه الحفرة خطراً على المواطنين لأن قسماً منها قد تمت تسويته وبقي قسماً منها دون تسوية إضافة إلى اهتراء المقاعد والحاجة الماسة إلى زراعتها ولو بنوع واحد من الأزهار كي تتميز أنها حديقة ويكون اللون الأخضر ظاهر عليها. وهي مهملة من كل النواحي.
هذه نموذج عن بعض الحدائق التي زرناها وقد يكون الباقي أسوأ من ذلك تساؤلات عديدة عن وضع هذه الحدائق التي زرناها وغيرها وعن اقتطاع جزء من بعض الحدائق لإنشاء مباني حكومية علماً أننا بأمس الحاجة إلى المساحات الخضراء.
ولماذا لا يتم تخصيص حديقة وبشكل دائم إلى مكان لإقامة المعارض التي تقام في المدينة وأين الدعتور من إنشاء حديقة عامة كذلك حال سقوبين وغياب شبه كامل لمراقبي الحدائق وفرض رسوم على من يتعدى على الملك العام وما هو وضع الحديقة الموجودة عند جسر حلب حيث الاهتمام يلفها من كل النواحي. وكذلك الحال الحديقة الموجودة في الكراج الشرقي من جهة الأوتوستراد وهي بحاجة للاهتمام كونها مدخل مدينة.
توجهنا بها إلى رئيس دائرة الحدائق أكرم شلهوب الذي بدأ حديثه بأن الإمكانية المادية حالياً محدودة جداً، ونحن نعمل ضمن الإمكانيات المتاحة لنا، وفيما يخص حديقة الأندلس وموضوع وصل الصرف الصحي إلى الشبكة الرئيسية مطروح منذ وقت طويل على أن يتم حفر الشارع الرئيسي من الجهتين ولكن الموضوع بقي هكذا.
أما بالنسبة لإنشاء حديقة في حي الدعتور فالمنطقة هي منطقة مخالفات ولدينا على المخطط إنشاء عدد من الحدائق منها في المشروع العاشر ومشروع القلعة والرمل الجنوبي ولكن لا تنفيذ حالياً بسبب عدم وجود سيولة مادية.
أما فيما يتعلق بمصابيح الإنارة فسنعمل على متابعتها وفيما يتعلق بالتعدي وفرض غرامات فهذا لنا علاقة به وهي تابعة لدائرة الأرصفة والإشغالات.
وعن مدخل المدينة يقول السيد شلهوب: إن هذه الحديقة التي تبلغ مساحتها مئات الدونمات نقوم بشكل دائم بقص وتقليم الأشجار إضافة إلى تنظيفها.
فيما يخص الحديقة الموجودة خلف مؤسسة التبغ فالموضوع سيتابع فوراً وعند حديقة حي الزراعة أيضاً تقوم دائرة الحدائق بقص الأشجار وتشذيبها وقد سرق منها حوالي (60) مقعداً منذ بداية الأحداث حيث لم يبقَ أي قطعة خشب فيها.
أما حديقة ضاحية تشرين التي لم يتم وضع سور لها ولا يوجد إمكانية حالياً لها فقد زرعت ببعض أنواع الزهر وتمّ تثبيت المقاعد فيها ولكن بعض ضعاف النفوس يقومون بتخريبها.
وأضاف شلهوب يوجد في مدينة اللاذقية (70) حديقة وأكثر من عشرات الجزر الوسطية ولدينا (340) عاملاً، ثلث العدد إناث وثلث كبار بالسن والآليات لا تكفي لهذه المساحات من الحدائق حيث يوجد (4) جرارات وقلاب وحيد ورافعة.
وخلال فصل الصيف نقوم بتركيب مقطورة لسقاية الأحواض الصغيرة، وجرار لقص العشب لمساحات واسعة وورشة الأسيجة أيضاً وجرار لتنظيف الحدائق.
وأيضاً نعمل ضمن خطتنا من الشهر /1/ حتى الشهر /11/ حيث هو وقت نمو العشب وبداية الخريف نعمل على تقليم الأشجار القريبة من الشبكة الكهربائية خوفاً من العواصف ونوّه إلى أن المشاتل الأربعة الموجودة في المدينة هي التي يتم فيها عملية تعقيل البذور وزراعتها في الحدائق والجزر الوسطية ومنها الحوليات الصيفية والشتوية الدائمة الخضرة.
أخيراً نقول إن حدائقنا ملك لنا فليس جدير بنا أن نتكل على الجهات المعنية في كل شيء فالحفاظ على الأملاك العامة واجب كل منّا ويكفي أن يقوم كل مواطن يرتاد حديقة أن يجمع مخلفاته في كيس ويتركه مكانه لا أن يرمي كل شيء خلف ظهره هي ثقافة عامة يجب أن نمارسها جميعاً خاصة فيما يتعلق بالأملاك العامة التي كلفت الدولة مليارات الليرات حريّ بنا الاهتمام بها أكثر من أجلنا.
أميرة منصور