العدد: 9520
الاحد: 2-2-2020
يعاني معظم سكان ريف جبلة من شح في المياه على مدار السنة ولكن تكثر الحاجة أيام الصيف وهذه المعضلة قائمة منذ عشرات السنين ولم يوجد لها حل مع العلم أن ما وضع لها من أموال قادرة على إروائها بشكل مستمر ولكن على ما يبدو أن مؤسسة المياه المسؤولة عن ذلك لا تعرف ماذا تريد أو أن تنقصهم الخبرة ولا أتكلم عن مياه جبلة بل والمؤسسة في اللاذقية والسبب بسيط فإذا ذهبت في جولة بين قرى الريف تجد المياه تنتشر هنا وهناك وهي تتفجر من الأرض دون أي معدات أو آلات والشاهد على ذلك عين الدالي في قلعة بني قحطان التي كما هو واضح غزارتها ليست بأقل من غزارة نبع السن وهي تذهب هدراً إلى مجاري الأنهار والأودية وعلى جانبي الطريق وبشكل يحزن القلب وتزعج الرؤية أين خبرات مؤسسة المياه في اللاذقية وجبلة هل عجزت عن وضع خطة لاستثمار المياه التي تهدر يومياً أما أن خبراتها تذهب إلى فتح الآبار هنا وهناك كونها تكلف المال أما ما لا يحتاج إلى مال فنهدره!
لو صدقت النوايا فإن العمال في هذه المؤسسة لو قاموا بمد خراطيم من هذا النبع وحوله إلى أبناء القرى المجاورة في خط كفردبيل وسيانو وغنيري وعين شقاق ورأس العين وما بينها، المياه تأتي إليهم بشكل سهل ولا تحتاج هذه إلى مناقصات وصفقات بل تحتاج إلى أناس يعملون من أجل المواطن فقط لكي تؤمن له مياه الشرب والغسيل، ألا يكفي ما يهدر من مياه نبع السن والذي يذهب إلى البحر هدراً لسقي القرى في محور العقيبة التي لا تبعد 2كم عنه وكذلك محور الدالية والحمام وخرايب سالم وبشيلي وبيت ياشوط وما بينها من قرى، أليس من (المرفوض) أن تكون الإجابة عن هذا السؤال من المعنيين في الشأن المائي بأن الشبكات قديمة وتحتاج إلى صيانة وتتم الصيانة ولا جديد بل يتكرمون عليهم ويقولون بدلاً من الساعة في الأسبوع ستكون ساعتين والهدر أمام العين إلى البحر، إذا كان هناك من عائق لم تكفِ عشرات السنين لحله؟
نحن على أعتاب فصل الصيف والأعذار كما هي كل عام ففي قرى بشيلي وبيت ياشوط وبسمالخ وعين الشرقية ورأس العين وما بينها لا تكفي مياه الشرب والتي يتحكم بها في بعض الأحيان القائمون عليها وحسب المزاج وكم مرة شكا أهالي بيت ياشوط قلة المياه وعقد المؤتمرات والندوات على الشاشات ولم تحل المعضلة، لماذا؟
إذا كانت المشكلة في الشبكة كما يقولون، فلماذا لا يتم تغيير الشبكة بكاملها وبخبرات المؤسسة وليس أن تعطى للمتعهدين الذين جربوا وخربوا وصفق لهم، ستكون الأقوال بأن التكاليف باهظة وأيضاً الإصلاحات التي لا تفيد هدراً أيضاً، فهل نقلل من الهدر، نضع الشبكة في مكانها الصحيح ففي كل عام تغير محور وبعد سنوات يتم تغيير الجميع بل العمل على إصلاح قسم من خط ونتفاجأ بأن القسم الآخر يلزمه تغيير، فهذا لم ولن يحل المشكلة وكذلك المياه التي تذهب هنا وهناك لماذا لا يتم تحويلها على الشبكة ويتم الاستفادة منها وحل المشكلة من أصلها إن ما يهدر من مياه الينابيع قادرة إن جمعت في سدود على إرواء الساحل السوري بكامله.
فهل تتدخل المحافظة بذلك وتقوم بالإشراف على الأخطاء وكيف يتم إصلاحها، أو حتى الوزارة التي تتبع لها المؤسسة كون المعضلة لديهم أن الأموال لا تكفي وأن يتم إعادة الشبكة من بابها إلى محرابها وإذا كانت الشبكة فيها كل هذا العيب فمن المسؤول ولماذا لا يحاسب، كانت مشكلة المياه قديمة تحل بأن يقوم أي مواطن بفتح بئر أمام منزله ويستفيد منه ولكن التعليمات صارمة بمنع حفر الآبار، وهنا المعضلة فممنوع حفر الآبار من أجل تأمينهم بالمياه وكذلك لا تصل إليهم لأسباب قد لا تعالج لسنوات قادمة ما دامت الاجتماعات لن تنتهي فهل من حل قريب للمياه، في هذا الريف الجميل وإن يحس المواطنون بأن مشاكلهم هناك من يسهر عليها ويعمل بصدق ودون أي مصلحة عموماً تكلمنا فقط عن نبعي السن وعين الدالي وهناك الكثير من الينابيع التي لم نذكرها فلماذا لا تقوم مديرية المياه في كل منطقة بدراسة الواقع المائي وزيارة هذه الينابيع والاستفادة منها في سقي كافة المناطق المحيطة بها إن فكرة الخزانات التي تجمع بها المياه فكرة خاطئة وكانت آنية فلماذا لا يكون هناك بديل بحيث يكون الضخ من الينابيع بشكل يومي ولمدة ساعات محدودة، بدلاً من تجميعها وتحويلها أليس الضخ هو نفسه أم أن هذا الريف لا يستحقون أن نعتني بهم، كل الأعذار غير منطقية والكثير من المواطنين قدموا الحلول ولكن لا أحد يكترث.
إن مياه الينابيع كثيرة في ريف جبلة فهل نعمل على تحويلها إلى المكان الصحيح بدلاً من الأنهار والمجاري وغيرها…
أكثم ضاهر