الــــدلالات والإشـــارات المروريــة.. بين وجودهــا والتقيـــد بتعليماتهــا

العدد: 9519

الخميس:30-1-2020

 

يعد الالتزام بالدلالات والإشارات والشاخصات من الممارسات والإجراءات العامة التي ينبغي على مستخدمي الطريق اتباعها لما لها من أهمية خاصة بالنسبة لراكبي المركبات والدراجات النارية والهوائية حيث تتحكم هذه القواعد بالعلاقة المتبادلة بين السيارات والمشاة، فكثير من الشاخصات تُطبق قواعد حدود السرعة على أنواع مختلفة من المركبات كما أن هناك قواعد تتمثل بحسن التقيد العام للسائقين بقوانين السير والإشارات المروية والدلالات التي لا بد أن تطبق على حركة المرور التي تضمن الالتزام بقواعد استخدام الطريق أو التسارع لتسهيل الحركة الانسيابية والمنظمة بشكل عام.

شاخصات ضاعت معالمها
في قراءة توضيحية للتعرف على مدى التقيد بالقواعد المرورية قمنا بجولة على شوارع المدينة تحدثنا فيها مع بعض سائقي السيارات الخاصة والعامة لمعرفة رأيهم بهذا الموضوع.
بداية حدثنا سامر السيد سائق سيارة خاصة: في جميع دول العالم هناك قاعدة أساسية لقوانين المرور حيث تعتبر الشاخصات والدلالات والإشارات المرورية من أهم النظم التي يتقيد بها كل من السائقين والمشاة ولكن للأسف في شوارعنا تنعدم الدلالات والشاخصات وإن وجدت فهي غير مقروءة أو مفهومة لكثير من الناس فلا يوجد قاعدة أساسية لقواعد المرور وتواجدها في المكان المناسب فلا بد من تواجد شرطي مرور بشكل دائم لإعطاء توجيهات عند وجود مخالفات، كما وينبغي على الجميع تمييز هذه القواعد الهامة التي تطلبها قيادة المركبة، فغالبية شوارعنا تنعدم تلك الشاخصات والجهات المسؤولة غير مكترثة بذلك، وإن وجدت يلاحظ عليها الكثير من الإعلانات أو عدم وضوح المعالم نتيجة لتأثيرات الأحوال الجوية عليها وقدمها وعدم تجديدها.
وبالمتابعة استوقفنا إحدى السيدات التي كانت تقود سيارتها الخاصة فقالت: إن الالتزام بقواعد المرور وقراءة الدلالات والشاخصات واجب على كل مواطن سواء كان يقود مركبة أو يسير في الشارع ذلك لان قواعد السير لها أهمية كبيرة كونها تحافظ على الارواح وسلامة السيارات لذلك ما يندرج على عاتق المواطن والسائق العام والخاص الاهتمام بقواعد المرور والتأكيد على ضرورة الالتزام بالشاخصات والدلالات المرورية بشريطة توفرها ووجودها بشكل منظم وكل ذلك بهدف الإسهام في إنقاص الحوادث المرورية كما يجب على الجهات المعنية الاهتمام بالتوعية المرورية للتلاميذ وترسيخ مفهوم السلامة المرورية لدى المواطنين من خلال الندوات والمنشورات والملصقات التوعوية.

طارق محمود سائق سيارة خاصة قال: تساهم الشاخصات في التقليل من حوادث المرور حيث تعتبر جزءاً لا يستغنى عنه في نظم الطرق وشوارع المدينة فلا بد للسائقين والمشاة اتباعها بشكل صحيح ولا بد من تنظيم الشوارع تنظيماً مرورياً بشكل انسيابي فالشاخصات التي توضع في الطرقات والأرصفة هي دلالات مرورية توفر حركة مرور منتظمة وتساعد في التحكم بالتقاطعات المرورية ومن خلالها يتم إعطاء حق الأولوية لحركة المرور المتعارضة عند التقاطعات لكن في مدينتنا غابت الكثير من الإشارات المرورية والضوئية ولا أحد يتقيد بقوانين السير فهل يعقل أن يقف شرطي المرور في نهاية الطريق عندما يكون ذو اتجاه واحد فيقوم بمخالفة السيارات كون الكثير من شوارع المدينة قد تم تغييرها لذلك على شرطي المرور الوقوف في بداية الشارع لا نهايته حتى يتم تنبيه السائقين بعدم المرور ولا بد من وضع شاخصات أو دلالات مقروءة ليلاً ونهاراً ويجب ان تكون منارة خلال الفترات المسائية حفاظاً على السلامة العامة وقلة الحوادث.
وتحدثنا مع هيثم أسد سائق تكسي: هناك حاجة ماسة لوجود نظام متكامل لقوانين السير والحركة المرورية فالدلالات في شوارعنا شبه معدومة وإن وجدت فهي لا ترى إما لعدم وضعها في مكانها المناسب أو سوء في طريقة تركيبها ومن هنا لا بد من الالتزام بقواعد المرور نظراً لزيادة عدد المركبات والسيارات في المحافظة وهناك الكثير لا يعرف عن قواعد المرور والأنظمة التي وضعت لتحديد طريقة السير المثلى فعند وجود تلك الشاخصات في الطرقات الدولية أو الجبلية وحتى داخل المدينة فهي تضمن السلامة والأمن لمستخدمي الطريق.
وأيضاً استوقفنا إحدى المركبات الثقيلة وتحدثنا مع سائقها عدنان رجب فقال: تشمل قواعد المرور عدداً كبيراً من الأنظمة فالشاخصات والدلالات المرورية تحدد السرعة المناسبة للسيارات الصغيرة والمتوسطة الحجم والكبيرة، كما تحدد المسرب المناسب والاتجاهات وأولوية السير بالنسبة للمشاة والسيارات، والالتزام بها واجب من أجل الأمان وسلامة المواطن والمركبة وفي العادة توضع إشارات إلزامية تحذيرية على الطرقات للفت انتباه السائقين والمشاة إليها، ولكن كما توضح طرقاتنا وشوارعنا بأن الكثير منها قد اندثر أو وضاعت معالمه نتيجة الأحوال الجوية فمنذ سنوات كثيرة لم يتم تحسين واقع تلك الدلالات التحذيرية.
وبالمتابعة يقول محمد يوسف سائق شاحنة: تساعد إشارات التحذير بإخبار السائقين أنه من الممكن أن تحدث مخاطر لذلك يجب قراءتها واتباعها ففي العادة تكون هذه الإشارات مقروءة بشكل واضح وعلني وفي مواقع واضحة للعيان كما يتم التنبيه إما بواسطة الصور أو الرموز أو الرسوم لتفادي أي خطر، كما أن الشاخصات والإشارات المرورية تساعد بإظهار القوانين التي يجب التقيد بها مؤكداً أن كافة شوارع المدينة تفتقر لتلك التجهيزات كما أنها تفتقر للمسامير الفسفورية بشكل عام.

سلاسة حركة السير
ولكي نزيد الأمر وضوحاً حول الدلالات والشاخصات المرورية ضمن المحافظة التقينا المهندس محمد صقور رئيس القسم الفني في فرع المرور الذي علق على موضوع الشاخصات: من شأن الشاخصات المساعدة في سلالة حركة السير وعدم خلق فوضى مرورية بشرط أن يلتزم بها السائقون والمارة، كما يوجد شرطي مرور يساعد بزيادة الالتزام بالشارع كاملاً، وبما يستلزم الحديث عن مستوى الخدمات فإن العمل الميداني له علاقة بسلاسة حركة المرور.
ومن خلال سؤالنا حول قلة الشاخصات وعدم قراءتها بشكل واضح وجلي وما يندرج على عاتق المرور بيّن م. صقور: إن الشاخصات والدلالات منتشرة على كافة أرجاء المدينة والطرقات العامة والشوارع بما في ذلك الأحياء الشعبية وخاصة تلك التي تشهد ازدحاماً مباشرة، ومن دون أدنى شك فإن غالبيتها تعتبر واضحة بالنسبة للسائق والمشاة وعليه عندما لا تتحقق الانسيابية المرورية كشاخصة ممنوع الوقوف تعني شارع ضيق فإننا نقوم مباشرة بفتح مسرب كامل للسيارات والآليات، وعلى الرغم من كل هذه الإجراءات والتحذيرات المرورية التي تمس السائقين والمشاة بشكل أساسي فإن الغالبية العظمى لا تتقيد بها وإن هذه التصرفات السلبية التي تتكرر دائماً من شأنها أن تؤدي إلى فوضى مرورية مما يشكل الازدحام المروري أو عدم الانسابية في السير كما أن فوضى الأشخاص تسبب الأزمة.
وأضاف م. صقور كثيراً هي الإجراءات التي نتخذها والتي تندرج في إطار التوعية المرورية عند أي مناسبة وخاصة عيد المرور إذ نقوم بتوزيع منشورات وتعليمات هامة على كافة سائقي الآليات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة بما في ذلك الدراجات النارية، كما نقوم بتوزيعها على المشاة لإيجاد الحلول الصحيحة والتوعية لكافة شرائح المجتمع.
وإننا عندما نقوم بتغيير اتجاه أو وضع شاخصة مرورية أو تحويل طريق فإننا لفترة ما لا نقوم بالمخالفات المرورية إنما بالتوعية والإرشاد من قبل عناصر المرور وتبقى هذه الحالة دون مخالفة بعد مضي أسبوع إلى شهر حتى يكون جميع السائقين على دراية بذلك حيث نقوم بتوزيع منشورات للسائقين لتحديد اتجاه الطريق.
وتابع انطلاقاً من المتابعات الميدانية لفرع المرور في كافة أحياء وشوارع اللاذقية لتسيير الآليات وفق انسيابية تامة ولعدم خلق الفوضى المرورية فقد تم مؤخراً تعديل بعض الشوارع في المدينة كشارع القلعة ميسلون عند القضاء العسكري وشارع غسان حرفوش في الرمل الشمالي، وشارع مشروع السابع من نيسان إذ أصبحت تلك الشوارع ذات اتجاه مروري واحد، كما أن هناك دراسة حول تحديد بعض الشوارع الرئيسية لكي تكون ذات اتجاه واحد لتخفيف الفوضى المرورية والازدحام الذي من شأنه أن يقلل من التلوث البيئي كتصاعد الدخان وتخفيف الضوضاء كما يوجد توجه لأكثر من موقع كضاحية تشرين باتجاه ساحة الحمام لدراسة واقع المنطقة مرورياً بشكل منظم لكن هناك بعض العوائق والتي تتعلق بخطوط السرافيس العامة على بعض الأحياء المجاورة.
ولعل من المفيد أن نستعرض أهم الطروحات التي من شأنها أن تحقق ميدانياً للتخفيف من الفوضى المرورية فعلى سبيل المثال الشارع الواقع في حي الرمل الشمالي خلف كازية حيدره تتم دراسته وفق خطط مرورية حتى تصبح الحركة منظمة وبشكل جيد، ومبدئياً سنقوم بإغلاق بعض الفتحات وتحويلها إلى شارع غسان حرفوش لأريحية السير دون وجود عوائق، وحول ذلك أخذنا موافقة المحافظة ومجلس المدينة ولكن لا يوجد إمكانية ونحن متفائلين في الشهر الرابع أو الخامس لأن تلك الأعمال الميدانية تعتمد بشكل أساسي على تأمين مادة الزفت وهي الآن غير متوفرة.
وأضاف م. صقور: تمت إزالة جميع العوائق والإشغالات من سلاسل حديدية وأوتاد معدنية واسمنتية وعوائق أخرى من الشوارع المعبدة فهناك مواقف خاصة بالمعاقين، أما أمام المشافي العامة والخاصة والمؤسسات تزال بالطرق القانونية فلا يمكن وضع أياً من الحواجز البيتونية أو الحديدية وإنما سمح يوضع سلسلة لا أكثر، معبراً عن أمله بتضافر وتعاون البلدية مع فرع المرور وفق قوانين رسمية للوصول إلى شوارع منظمة تحت شعارات مرورية يستطيع كل من السائق والمواطن السير وفقاً للقوانين المرورية.
وبين صقور: إن كل ما نقوم به من عمل ودراسة ومخططات من شأنه توحيد الطرق مما يقلل عدد العناصر في الكثير من الشوارع والتفرعات والتي هي ليست بحاجة لهم سوى في التقاطعات الهامة والرئيسية والعقد المرورية وأطراف الشوارع ولرسم الخطوط الصحيحة حول ذلك فإن حركة المشاة هي الأولوية الأولى وخاصة لأطفال المدارس وكبار السن.
وحول الطرق الرئيسية أوضح صقور بأنه تم تركيب أعداداً لا بأس بها من الشاخصات والدلالات كطريق الحفة صلنفة حيث تم وضع بعض الشاخصات في قرية السامية ووضع مطبات للتخفيف من السرعات الزائدة أمام المدارس ليتسنى للتلاميذ المرور بشكل آمن وسليم.
وفي الختام
لا بد من وجود قوانين رادعة تعاقب كل من لا يلتزم بآداب المرور واتباع الإشارات التحذيرية والهدف منها هو الالتزام بقوانين السير، ولكن عندما لا يوجد تحسين لواقع تلك الشاخصات والدلالات فهناك الكثير من علامات الاستفهام لأن تلك الشاخصات تشمل قواعد المرور وعدداً من أنظمتها كما يجب على الجهات المعنية تحسين واقعها والاهتمام بها وتطويرها.

بثينة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار