عشـــــاق الوطــــن… ووجدانيــــات غنائيـــــة

العدد: 9517

الثلاثاء:28-1-2020

 

تنوعت موضوعات ديوان (عشاق الوطن) ما بين الصبغة الوطنية والحالة الوجدانية الغنائية، غير أن ميل الشاعر نحو صياغة الموضوعات الوطنية له ما يسوّغه في أزمة عصفت ببلدنا الحبيب سورية وبرزت آثارها في النفوس والضمائر والحالة العامة المسيطرة في البلاد إذ لم يبق بيت خلا من فقد عزيز أو شهادة قريب مما جعل عشق الجندي مسلّمة غير قابلة للجدل.. بهذه الكلمات المعبرة قدمت د. سمر علي زليخة ديوان (عشاق الوطن) لمؤلفه الشاعر علي محمود الشيخ عبيد، ذي التجربة الشعرية الغنية..

الكتاب من القطع المتوسط عن دار بصمات في اللاذقية ويتضمن نصوصاً شعرية ذات مضامين وطنية ووجدانية ذاتية إضافة إلى قصائد تبرز تجليات الأزمة السورية في الحالة الوجدانية العامة.. يتناول الشاعر (عبيد) في القسم الأول من ديوانه قضية الحب والانتماء للوطن الذي يتغلغل بالروح والوجدان مترجماً ذلك عبر نصوص شعرية أبرزت عشقه لأرض وطنه الرؤوم التي سقاها الشهداء بدمائهم العطرة متوجهاً إلى أرواحهم الطاهرة عبر نصوص شعرية وطنية جسدت تضحيتهم ونضالهم، فالشاعر –من وجهة نظره- مقاتل لكن في موقع آخر وفي جبهة أخرى وقد ترجم الشاعر ذلك عبر النصوص الموجودة التي سنذكر عناوين بعضٍ منها: (سنجوان والشهادة)، (أم وشهيدها المخطوف، الفجر المتوقف، المجد للشهداء) ونقتطف من قصيدة (سنجوان والشهادة) المقطع الآتي الذي يبين صمود قريته (سنجوان) وتضحيتها:
هذي قريتي..
قد عنونت رسائلها . .
كيفما شئتم . .
كيفما شئتم . . اطعنونا..
كيفما شئتم.. رصاصاً امطرونا..
في صدورنا . . اغرزوا خناجركم
علقوا حناجرنا.. كيفما شئتم
بجبال كفركم
تواعدنا.. أن نذهب إليكم
نحن الموت.. الذي يطاردكم
نسلك جمر دروبكم
ونرى في صفحات ديوانه عشقاً وحباً لمدينة اللاذقية وقد جسد ذلك عبر قصيدة حملت عنوان (اللاذقية) واخترنا منها ما يأتي:
يا . .. اللاذقية . . . أنت
يا روضة . . . ناغاها القمر . .
وتوقف يحيّيها
تحت ظلالٍ . . من بساتين السلام
وفي موقع آخر من الديوان المذكور نلمس المحبة الأزلية للعاصمة التاريخية الأبدية (دمشق) التي خصّها بقصيدة عنوانها: (دمشق الصمود) متغنياً بصمودها وعزتها ومنها اخترنا:
لا ولن تستطيعوا أن تستبيحوا دمشق . .
سياجها من عبراتنا نصبناها . .
وللأمة.. ستبقى خلة للنور. .
لا ولن تستبيحوا. .
من غفت بين أحضان الأسود
أما في القسم الثاني من الديوان فقد اهتم الشاعر بالوجدانيات وبالحالة الذاتية فأخرج قصائد عكست المكنونات الداخلية الوجدانية للإنسان ولامست الذات الداخلية بشكل مباشر ونذكر عناوين بعض هذه القصائد الوجدانية: (خمار القمر، نقطة البداية، ذاك المساء، هل تأخرنا، قمر وبحيرة، مورد الفؤاد، حلكة الليل، لك وحدك، أمطرت، قطعة زمن، أأيقنت.. تصوّري، بتلة الفصول، فلا غرابة، هكذا الأيام، أتحدى عينيك، قولي، الازدحام، شرفة السهر، تعالي، الغيرة، ومن (خمار الموت) اخترنا المقطع الآتي:
أيضع . .
خماراً . . على وجهه القمر. .
أيحجب رؤية . . عشاقه
عن جماله وروعته . . عن فتونه
أراد.. أن تبقى بحيرة عشاقه..
ساكنةً بلا مويجات
تلعثمت . . لغة مدّه وجذره.

ندى كمال سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار