العـــــدد 9516
الإثنـــــين 27 كانون الثاني 2020
تمثل الدمية ملاذاً أميناً للطفل يبث إليها همومه, ويشاركها أفراحه, ويعترف لها بأخطائه وخيبات أمله التي أصيب بها في علاقته مع الآخرين، حتى أن كثيراً من أطباء العلاج النفسي يستطيعون أن يتوصلوا إلى فهم نفسية الطفل عن طريق الدمى, ويستطيعوا أن يحلوا كثيراً من الإشكالات الخطيرة لدى هؤلاء الأطفال عن طريق إتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن عواطفهم وانفعالاتهم, وإخراج مكنونات صدورهم في خلوة مع هذه الدمى, وفي كثير من الأحيان فإن الدمية تساعد الطفل على التخفيف من ضغط الحياة اليومية على نفسيته, وخاصة بالنسبة للطفل الذي يعاني من المشاكل العائلية.
إن الطفل يصنع الدمية لكي يمارس لعبة الحياة من خلالها، فالطفل الذي يريد أن يكون أباً, والطفلة التي تريد أن تكون أماً لابد لها من دمية تحنو عليها وتبثها عواطفها, وأن تضفي عليها كل ألوان الحياة اليومية من ضحك وبكاء ومرض، وكذلك الأمر بالنسبة للطفل أيضاً, وقد غدت الدمى أشد إثارة للأطفال, وخاصة بعد أن بدأ عهد الدمى المتحركة إذ أصبح الطفل قادراً بكبسة زر على أن يحرك الدمية كما يشاء, وفيما يتعلق بملابس الدمية يختلف الأطفال الذكور عن الإناث، فبينما تميل الفتاة إلى خياطة ثياب الدمية بنفسها, يرغب الطفل بشراء هذه الملابس.
وقد كانت للوحدة وقفة مع بعض المختصين تحدثوا من خلالها عن أهمية دور الدمى في حياة الطفل, وبأنها حاجة ملحة وليست عاملاً ترفيهياً.
* السيد عماد العبد الله،علم نفس: اللعب ليس مضيعة للوقت, والدمى ليست عاملاً ترفيهياً وتكميلياً وثانوياً في حياة الطفل بل على العكس تماماً, الدمى حاجة ملحة وهامة تلعب دوراً بارزاً في بناء شخصية الطفل ونموه السليم, كما تساعده على تنمية قدراته, وتفتح ذهنه, وتنشط دماغه وتفكيره بالطبع تلعب الدمى هذا الدور في حياة الطفل في سنواته الأولى حتى الخمس سنوات, وهذه السنوات تكون حاسمة بالنسبة له, وكلما تقدم العمر بالطفل, كلما تناقص ميله ونشاطه إلى اللعب والطفل في سنواته الأولى ميّال للسؤال ولاكتساب الخبرات والمهارات, ويكون واثقاً من نفسه عندما يدير دفة الحوار والحديث بداية مع الدمية, ومن ثم الآخرين, من جهة أخرى: تعد الطريقة التي يلعب بها الطفل دليلاً على الحالة النفسية والمزاجية التي يكون بها الطفل, وعندما يكون عنيفاً في لعبه فهذا يدل على غضبه وتوتره، فلنتح المجال لأطفالنا ذكوراً وإناثاً أن يمارسوا القيادة في حياتهم بامتلاكهم للدمى مهما كان نوعها, حتى يتمكنوا من اكتساب الجوانب الإيجابية والمفيدة والهامة من العلاقة التي تربط الطفل بدميته.
* السيدة جاكلين موسى، مربية أطفال: الطفل الطبيعي يميل للّعب, ومن خلال اللعب يقيم الطفل جسر التواصل مع الآخرين, وتشكل الدمى جسراً مهماً لتواصله مع محيطه من جهة, ولتعزيز قدراته بنفسه من جهة أخرى، ويجب على الأهل أن يولوا أهمية قصوى لهذا الموضوع، وأن يراقبوا أطفالهم أثناء لعبهم ومعاملتهم ومحادثتهم للدمى، ليكونوا إلى جانبهم لمساعدتهم ولتسليتهم ولتفريغ طاقاتهم، وأنا من خلال عملي وتواصلي حريصة جداً على الطريقة التي يعامل بها الطفل دميته، ومن خلال طريقة التعامل هذه أكون على دراية بالحالة النفسية وبالمشاعر التي تنتاب الطفل من جهة، وعلى دراية أيضاً بآماله ورغباته خاصة عندما أطلب من الطفل أن يتحدث إلى صديقته المخلصة، ويطلب منها ما يريد (الدمية)، ومن خلال مراقبتي لعلاقة الطفل بدميته أنجح في عملي كمربية للأطفال إلى درجة كبيرة، حتى أنني أشاركهم في خياطة ثياب الدمية، وصناعة الإكسسوار لها، أوفي صنع مخدات للدمية أو البيت الخاص بها، وهذا يجعلني قريبة جداً منهم، باختصار: أنا أحب عالم الأطفال وحريصة على القراءة والاطلاع على كل ما يخص هذا العالم الجميل ومن خلال معرفتي لعلم نفس الطفل وتجربتي على أرض الواقع لمست أهمية دور الدمى في حياة الطفل، وأتمنى من الأهل أن يهتموا بهذا الجانب الضروري والملحّ سواء للطفل ذاته أو للعلاقة مع أهله وأقرانه والمحيط الخارجي.
* المعلمة هيام دعبول: أطفالنا أملنا في هذه الحياة ومستقبلنا، لذا يجب علينا الاهتمام بهم، وبكل ما يحيطهم حتى الاهتمام بلعبهم، وبتوفيرها قدر المستطاع وتلعب الدمى دوراً حساساً في بناء نفسية الطفل وشخصيته وعقله خاصة لعب الفك والتركيب، يمضي الطفل فترة طويلة من وقته في اللعب خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة.
وعن طريق الدمى يتفنن الطفل في أدواره، وفي عملية التلقين والتواصل مع الآخرين ومع ما يتعلمه، وبهذا تلعب الدمى دوراً هاماً في تنمية قدرات الطفل من كل الجوانب خاصة الاجتماعية، واكتسابه للمهارات، لذا فعالم الدمى يعد ركناً أساسياً من أركان عالم الطفولة يجب العمل على توفيره وجعله في متناول جميع الأطفال خاصة أن جميع الدراسات تؤكد على أهمية الدمى في حياة الطفل وفي تنمية قدراته العقلية والنفسية، وفي تفريغ الطفل للشحنات السلبية.
رفيدة يونس أحمد