العدد: 9508
الاربعاء: 15-1-2020
أقيمت في الهيئة العامة لمشفى الحفة الوطني محاضرة طبية تناولت جهاز التهوية الآلية والعناية الطبية للمريض الموضوع على جهاز التهوية الآلية وذلك ضمن سلسلة المحاضرات التي تقيمها مشفى الحفة، تحدث خلالها الدكتور سليمان الحموي أخصائي تخدير وعناية مشددة عن التهوية الآلية وهو جهاز مساعد للمريض الذي يعاني من سوء الوظيفة التنفسية وعدم قدرة المريض على سحب الأكسجين الكافي من الجو وأضاف: جهاز التهوية الآلية يساعد على إكمال القصور التنفسي الذي يعاني منه المريض لتصبح المعطيات تحاكي التنفس الطبيعي فمثلاً يحتاج الشخص الطبيعي إلى 500 مل من الهواء إلى الرئتين أما المريض الذي يعاني من كسور في عدة أضلاع يمنعه الألم من سحب هذا الحجم من الهواء إلى الرئتين وهنا يكمن دور جهاز التهوية في تقديم المساعدة لهذا المريض على إيصال الحجم من الهواء بدعم معين ، وباختصار جهاز التهوية الآلية داعم لعملية الشهيق عند مرضى القدرة التنفسية المنخفضة، وأشار د. سليمان بأن معرفة سبب القصور التنفسي هو حجر الأساس في تسخير جهاز التهوية الآلية لخدمة المريض ريثما يتم تعافي المريض واستغنائه عنه، وفي هذا الإطار يجب على الطبيب أن يتعامل مع ثنائية (مريض، جهاز تهوية آلية) ومهمة الطبيب المشرف خلق التناغم بين طرفي هذه الثنائية، وهذا الأمر يحتاج لفهم جيد لعمل الجهاز التنفسي عند الشخص الطبيعي وفهم آلية الأمراض التي تصيب هذا الجهاز بشكل مباشر أو غير مباشر، كما يجب على الطبيب فهم آلية جهاز التهوية بشكل يسخره لدعم المريض ولا يجعله عبئاً يضاف إلى عبء المرض الأساسي، ولفت د. سليمان إلى الأمراض خارج الجهاز التنفسي والتي قد تسبب إعاقة تنفسية كالأمراض الدماغية التي تؤثر على وعي المريض وبالتالي تحكمه بالتنفس، وأمراض العمود الفقري الرقبي وخاصة الفقرات من 3-5 حيث توجد الجذور العصبية لعضلة الحجاب الحاجز التي هي العضلة الشهيقية الرئيسية، إضافة إلى الجرعات العالية من الأدوية المنومة التي يفقد بسببها المريض سيطرته على التنفس وأيضاً الحالة العامة السيئة (صدمة إنتانية، سوء التغذية، المريض السرطاني المدنف) كلها قد تؤدي إلى قصور التنفس إضافة إلى أمراض جهاز التنفس نفسه،
مشيراً إلى أنه وبعد فهم آلية العمل التنفسي الطبيعي والأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي نكون قادرين على تسخير جهاز التهوية الآلية لخدمة المريض معتمدين في ذلك على معايير سريرية نحصل عليها بفحص المريض إضافة إلى معايير مخبرية تعطينا فكرة عامة عن درجة قصور الجهاز التنفسي، منوهاً بأن حجم الهواء الحاوي على O2 اللازم دخوله في كل عملية شهيق يكون عند الإنسان البالغ الطبيعي هو حوالي 500 مل وبالتالي أي خلل في هذه العملية يؤدي إلى قصور في إيصال الأكسجين إلى الدم وكذلك قصور في طرح ثاني أكسيد الكربون من الدم إلى الخارج وهنا يأتي دور التهوية الآلية وكيفية تسخيرها لعلاج الحلقة المفقودة في عملية التنفس، أي أننا بمعرفة موضوع القصور التنفسي نستطيع تعويضه عن طريق جهاز التهوية الآلية بشكل يتناغم مع الحالة التنفسية الطبيعية إلى درجة التخلي عن الجهاز بشكل نهائي وهذا ما ندعوه عملية فطام المريض عن التهوية الآلية.
داليا حسن