الأهل والأصدقاء والمعارف

العـــــدد 9505

الأحــــــد 12 كانون الثاني 2020

 

أنجز إحصائّية بأقربائه وأصدقائه ومعارفه من حيث صلة القرابة أو درجة الصّداقة أو عمق المعرفة والتّعارف, ضمن جداول تفصيليّة دقيقة اعتمد فيها على الحاسوب وملحقاته.
بعد انتهائه من عمله هذا: أدمعت عيناه ,و وتقطعت أنفاسه, وقلبة صار بحجم كرة كبيرة, وأحس بقدرته على التخّلّي عن قدميه ولا حاجة أن يخلو بهما, فكل هؤلاء الأقرباء لم يتقرّبوا منه أو يقدّموا له واجبات القرابة ووصاياها, ولقاءاته معهم جاءت مصادفات عابرة لا تتخطى المقابلة الواحدة بضع دقائق!
فنسي شجرة القرابة بأغصانها وثمارها, ولم يعد يتذّكر سوى أسمائهم ليميز بين العمّ والخال والعمة والخالة وابن العم وابنة الخالة و.. لمك الاستمارات والسّجلات.
أمّا الصّداقة فهي لا تتعدّى أن يكون الصّديق شاهداً على عقد بيع أو أجرة منزل أو سيارة, مقابل أتعاب يطلبها..
أمّا المعارف فهم أعباء وهموم ومتاهات, جعلوه يهرب إلى الأزقة متخفّياً في أوقات الليل المتأخرة, لقضاء احتياجاته, ومن ثمّ العودة إلى داخل جدران منزله.
كم من زيارة لمشفى كان فيها وحيداً, وكم من ضائقه لم تتوسّع بسبب غياب الأهل أو الأصدقاء.
ولأنّه يسكن بجوار أحد السّجون, فكان كلّ صباح يمد يده ويقول: (ليتني كنت طليقاً في هذا السّجن) فعلى الأقلّ لا أقرباء ولا معارف فيه ولا أصدقاء , بل زملاء سجن.
ما زالت الجداول بين يديه، ممّا جعله يضيف هامشاً حول كلّ اسم يضمّ مواقف هامّة, ولأنّهم أصحاب الأسماء يحملون صفة الجفاء كحبكة تلتفّ وتتداخل ,فخرج برواية أطلق عليها: (الأسماء).

سمير عوض

تصفح المزيد..
آخر الأخبار