مزارعو الحمضيات والشكوى من أسعار العبوات وأجور النقل

العدد: 9504

الخميس: 9-1-2020

 

قصة ألف ليلة وليلة عادت إلينا لنراها بشخصيات حقيقية أبطالها مزارعو الحمضيات الذين تحولت حتى العوامل الطبيعية أمطار الخير وبركة السماء إلى نقمة عليهم بدل أن تكون نعمة فالهطول المستمر للمطر أدى إلى تساقط غير طبيعي لثمار الحمضيات وبشكل ملفت وهو ما يؤدي إلى تلفها نتيجة لطمرها بأمطار الخير ولا تنتهي مشكلة لهؤلاء حتى تلوح في الأفق مشكلة أخرى.

فمن ارتفاع أسعار الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض التي تصيب الثمار إلى ارتفاع أسعار السماد وصولاً إلى المشكلة التي بدت تظهر في الآونة الأخيرة والمتمثلة بارتفاع أسعار العبوات دون سبب منطقي حيث ارتفع سعر العبوة البلاستيكية سعة (8) كيلو ليمون أبو صرة إلى (165) ليرة بالإضافة إلى ارتفاع أجور النقل من القرى إلى سوق الهال في ريف مدينة جبلة بشكل لا يشفع منها قرب القرية أو بعدها فالقرية التي لا تبعد عن السوق (10 -12) كم ولا تحتاج من الوقت أكثر من (15) دقيقة يتقاضى سائق السيارة من المزارع ما بين (3500 -4000) ليرة وإذا بقي الوضع على هذا الحال فلن ندري إلى أي حد ستصل إلى الأجرة في نهاية الموسم وخصوصاً في ظل عدم وجود حسيب ولا رقيب على هذه الأجور فموسم الحمضيات مكتوب عليه التعاسة فلا فائدة ترجى من جنى محصوله والمزارع يتعرض إلى التعب والخسارة والعذاب وخير الموسم يذهب إلى السماسرة في سوق الهال الذين يتحكمون بالأسعار حسب رغبتهم وفائدتهم والتجار أصحاب المحال وأصحاب سيارات الشحن الارتفاع الملحوظ بعمولة السماسرة إلى نسبة 6% بينما العام الماضي كانت 5% على الرغم من الوعود والقرارات التي اتخذت في بداية الموسم ضمن الاستعدادات لتسويق موسم الحمضيات هي تخفيض نسبة العمولة إلى 2,5% ولكن الذي حصل هو ارتفاع النسبة بما يخدم مصلحة السماسرة على حساب المزارع.
أخيراً: هناك نعمة سائقي السيارات الصغيرة التي يتم نقل الثمار فيها إلى السوق، هل هذه السيارات خارج النظام والتموين ألم تسجل ضمن مديرية النقل والمواصلات حالها كحال السرافيس والباصات وسيارات الأجرة ألم تزينها تعرفة التموين، لماذا تترك هذه السيارات حرة هكذا تصول وتجول هي وأصحابها على راحتهم ألا يمكن أن تقدر المسافة التي يقطعونها من القرى إلى السوق وتوضع لهم تعرفة تضمن حقهم وحق المزارع المسكين حتى لا يتكيف السائق بالأجرة على هواه ومزاجه؟
نتمنى أن تلقى هذه المشكلة أهمية وصدى لدى الجهات المعنية بأسرع وقت ممكن واتخاذ الإجراءات المناسبة وفرض غرامات مالية كبيرة بحق المخالفين.
هذا غيض من فيض عن حال مزارعينا في مدينة اللاذقية وجبلة علماً أنه يوجد أكثر من سوق موزع لشراء الحمضيات ومعظمها قريبة من بساتين المزارعين الذين لم تكتمل فرحتهم بتحسن الأسعار بعد أن بددتها هذه الاختناقات التي تحيط بهم وبمحصولهم، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

غانه عجيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار