بعــد أن أغـــرق المطــر مســـاحات كبـــيرة.. هل نتحوّل من «الإجــراءات الإسعافيــة» إلى الحلــول الاستراتيجيـــة؟
العـــــدد 9502
الثلاثـــــاء 7 كانون الثاني 2020
لن نتحدث عن فشل منظومة (التصريف المطري)، ونهوي بـ (سكاكيننا) عليها بعد أسبوعي مطر متواصلين، لكننا سنبني على ما رأيناه أو وصلتنا أخباره ليكون سؤالنا المحقّ: ماذا سنفعل لنتجنّب أي آثار سلبية في المستقبل؟
تحدثنا سابقاً عن هذا الموضوع وقلنا: كما هي المشكلة لدى الفلاح والجهات المعنية عن هذا الأمر، فإن الحلّ يقع على عاتق الاثنين معاً، وأي حلّ خارج هذا الإطار سيبقى قاصراً.
الفلاح الذي يستسهل إلقاء بقايا حقله في أقرب قناة تصريف طبيعية أم اصطناعية يتسبّب في 50% من المشكلة، أما الـ 50% الأخرى فيسبّبها تقصير الجهات المعنية (الموارد المائية) أولاً لأنها تعامت عن التعدّي على المصارف الطبيعية، وثانياً لأنها لم تفعل كلّ ما يجب فعله من إجراءات وقائية بالوقت المناسب، أو لأن الطرفين اعتقدا أنّ المطر لن يكون غزيراً، ولن تحدث أي مشكلة بالتصريف المطري!
لنذهب مع الزمن إلى الأمام، ونترك موسم المطر الحالي للإجراءات الإسعافية، ونفكّر بما يتوجب علينا فعله (استراتيجياً) في هذا الصدد…
• القيام بجولات إلى الأراضي المجاورة للمسيلات المائية الطبيعية أو قنوات التصريف الاصطناعية، والتأكد من كفايتها لاستيعاب أي كميات متزايدة من مياه المطر، وإزالة التعديات عليها، وزيادة مساحتها شاقولياً وأفقياً، والتخلّص من الأعشاب والشجيرات الحراجية الموجودة فيها، والتي تتحوّل إلى حاجز بوجه تدفّق المياه فيها.
• رصد اعتمادات خاصة لإشادة المزيد من قنوات التصريف وخاصة في السهول المستوية، والتي تحيّدها مياه الأمطار خارج معادلة الاستثمار طيلة فصل الشتاء، وعدم انتظار الشتاء القادم للمباشرة بهذه الأعمال، والتأكد خلال تنفيذها من خلوّها من أي عيب فني قد يكون هو المشكلة القادمة.
• إلزام أصحاب الأراضي الذين قاموا بإجراءات خاصة، وتسبّبوا في إعاقة الجريان الطبيعي للمياه بإزالة ما أشادوه تحت طائلة المسؤولية.
مياه الأمطار نعمة لا نريدها أن تتحول إلى نقمة، والخسائر التي نسجلها بعد كل موجة مطرية بالمليارات، وأي إنشاء جديد بهذا الخصوص سيخدّم أراضينا لعقود قادمة.
على الطريق
تفتح (الوحدة) هذا الملفّ بالتفصيل في عدد قادم، وننتظر مساهمة كلّ من يودّ المساهمة في هذا الموضوع المهم.