عطلــــة وفرصــــة لمشاريــــع مؤجـــــلة

العـــــدد 9498

الإثنين 30 كانون الأول 2019

 

اليوم وقد خرجوا من الامتحان، مزقوا أوراق كتبهم لتغطي الباحة والدروب التي قطعوا فيها أشواطاً ليصلوا صفوف النجاح، وحمّلوها الأمنيات، وفرغت أياديهم من الواجبات ليكون لهم الكثير من الحقوق التي حفظوها، وبدؤوا بالعزف على أوتارها، فقد جاءت العطلة التي ينتظرون، العطلة أو حتى الإجازة إن كانت للكبار أو الصغار فلها وقع في النفس ولحن على الأذن ومطرح في القلب، ويكاد يكون فيها السحر والخروج عن الواقع والضغوط وكل ما يرغبون به مسموحاً ومن حقهم، وقد تبين لهم أن عطلتهم ستتجاوز ما كان لهم من أيام معدودات، ويكون لهم أيام أخر، عنونتها الأعياد التي أرخت عليهم البهجة والسرور بعام جديد قادم، فالكلّ مشغول بعد الاجتهاد بفحص دام لأسبوع ونصف كيف سيمضي عطلته؟ وتنسل الفوضى في نفوسهم وسلوكياتهم وأوقاتهم فلا مواعيد استيقاظ ولا دراسة ولا مدرسة، ويتساءل الأهل: كيف لهم أن يستثمروا أوقات أولادهم بما يؤتي ثماراً ويدر عليهم نفعاً ؟

 

الأبناء يشكون والآباء يستنكرون ..
* سيرين متوج، صف عاشر: لا أعرف لماذا الأهل يخططون ويسألون عما يمكننا فعله في العطلة؟ لماذا لا يريحون أنفسهم ويريحوننا؟ فمنذ اليوم الأول في العطلة تجدينهم يلاحقوننا بمخطط وبرنامج لعطلتنا، وكأننا آلة يشغلونها على أوقاتهم وبمزاجهم، ألا يشعرون بأننا بحاجة لوقت راحة واستجمام ولقاء الأصدقاء خاصة بعد الفحص والامتحان وقد كنا معظم الوقت بين الكتب والدروس الخصوصية، حتى أن الآلة تتعطل وتحتاج لوقت راحة، نناشدهم أن يتركونا على راحتنا ونحن نعدهم بأن نكون من المتفوقين ونقوم بكل واجباتنا فليتركوا لنا مساحة من الحرية للمغامرة والاستكشاف، ولا يكون لنا عندهم حسابات ومخططات وعلى مسافات النهار وساعاته، ليريحوا أنفسهم.
* نهى وكرم خوري، في الابتدائي،
يؤكدان أنهما يستيقظان باكراً لأجل أن يحضرا مع (الماما) ما يلزمهم للعيد من ملابس وحاجيات وغيرها من الحلوى والشوكولا بعد أن وضعا شجرة الميلاد وعّلقا عليها الزينة التي شاركا والدتهما في شرائها وكان لهما بعض الوقت ليساعداها في تزيينها وكان ذلك في عطلة الامتحان، وسيكون لهما في العطلة زيارة الجدة والأقارب وتمضية معظم الوقت في فرح العيد وبعضه في القراءة التي تدفعهم إليها الوالدة.
* سامر جديد، بكالوريا يؤكد أنه لا يوجد في جدوله مشاريع لغير الدروس الخصوصية، وفيها يلاقي الأصدقاء وبين الفنية والأخرى لهم بعض الحكايات والكلام، وليس بغير الدرس والمنهاج، والأهل يواظبون على قولهم (روح ادرس) ويلحون بأن هذه السنة مصيرية وتحدد المستقبل، ولا يمكن تضييعها بمشاريع وتسالي بعيداً عن الدرس والجد ولو كان قارئاً ومجتهداً، مع أن العطلة هي بمثابة هدنة بين الأهل والطالب، وفيها بعض راحة محارب جال وصال طيلة فصل دراسي وقبله الفصل الثاني من العام الفائت، حيث بدأ بالدورات التعليمية والدروس الخصوصية في منهاج البكالوريا ليلحق بدراسته كما كل الرفاق، ويقول: كما أنه في الفصل القادم ليس فيه دوام غير ليومين أو بضعة أيام حيث لا تجدين أستاذاً أو طالباً غير في بيوتهم وقد انتقلت الصفوف بهما إلى البيت، فلما كل هذه العجلة أليس من حقنا عطلة بلا مشاريع أو مخططات وأهداف؟
أما الآباء فهم على الضفة الأخرى من الرأي وليس عندهم غير الدرس والاجتهاد واستثمار الوقت بما يفيد، وقد وضعوا لأبنائهم العدة والمشاريع..
* السيدة شريفة، مدرّسة: أشارت أنها لا يمكن أن تجلس مكتوفة الأيدي وولدها في الشهادة الإعدادية وابنتها سابع، لقد وضعت جدولاً بالساعة والدقيقة لابنها مجد فيه تحدد له ساعات دراسته والدروس الخصوصية وساعات النوم والطعام وفيها استراحته، ليشكو ويصرخ (بالتاسع هيك ..كيف بالبكالوريا) أما ابنتها جنى ستقضي معظم ساعات يومها في المكتبة العمومية للأطفال حيث نشاطات في الرسم والعزف وغيرها في المهارات والتدريبات، فلا ينفع أن تبقى جالسة في البيت وتستقبل الرفيقات في كلام لا ينفع كما أنه غير مضر في بعض الأوقات، إن الأولاد يستحلون الفوضى والعبث والتسلية وليس عندهم تنظيم لهذا علينا نحن الآباء أن نرتب دواخلهم قبل كل شيء وننظم أوقاتهم ونستثمر طاقاتهم بالشكل الأمثل والصحيح، إن التنظيم والتخطيط المسبق للاستفادة من العطلة وقضاء وقت ممتع ومفيد يهيئ لهم جواً مريحاً ويدفعهم بنشاط لفصل دراسي آخر.
* السيدة وعد، موظفة: أولادها صغار في الصف الأول والثاني، ولا تزيد عليهما ولا تفرض الدرس والمثابرة فيه، ولهما نصيب في العطلة والترفيه والمشاوير بشكل أكبر من الأولاد الذين هم في مراتب الشهادات الإعدادية والثانوية ويحتاجون إلى تغذية راجعة لدروسهم ولا يجب هدر الوقت ولا يفوتهم يوم بلا درس يكتنزونه في التعلم والدروس الخصوصية والدورات، وحتى أن صغارها لا تفوت لهم يوماً بغير قراءة القصص وبعض الكتب المسلية وأيضاً الرسم والعزف على البيانو الذي تحبه وقد تعلمته وهي صغيرة.
لا يمكن أن أنسى أنني كنت بقمة السعادة حين أنتهي من الامتحان وتكون عطلتي في النوم وملاقاة الأصدقاء والتسلية، لكنها لم تكن تكتمل بغير تعلم العزف على البيانو وزيارة المسرح والسينما مع والدي ولهما مكانة في نفسي، لهذا ستكون مشاريعي اليوم لصغيري.
* روان إبراهيم، طالبة ثانوي: بعد انقضاء الفصل الدراسي الأول بمثابرة واجتهاد لا بد من وقت قصير أو استراحة دون قيود والتخفيف من معاملة الأهل لنا كطلاب والاستيقاظ باكراً والالتزام بكل قواعد الدراسة سأحاول تعويض ساعات النوم لأني محبة للنوم جداً، وكذلك سأزور صديقاتي ونذهب إلى النادي، ومساعدة أهلي قدر الإمكان في أعمالهم وأتمنى لو تكون العطلة كما أيام زمان تستحق أن يقال عنها إجازة بين فصلين دراسيين.
* خليل: العطلة وقت مخصص لراحة وهو بمثابة جرعة نشاط من أجل الحفاظ على التوازن الجسدي والعقلي، ولتكون ناجحة ومسلية لا بد من وضع بعض النقاط الهامة على الرغم أنها فترة قصيرة جداً وباعتباري طالب شهادة هذا العام لن أهتم لوجود العطلة وسأتابع دروسي الخصوصية والاستفادة من الوقت الضائع، و سأحاول التعويض لترسيخ المعلومات وحصولي على نتائج ممتازة.
* السيدة رنا، مدرسة: باعتبار العطلة لي ولأولادي، وهي بمثابة استراحة قصيرة وفي هذه الظروف الجوية الصعبة إذ لا يمكننا السفر سأبقى في المنزل برفقتهم وأحضر لهم الأكلات المحببة لهم، طبعاً لا تخلو من استعادة بعض المعلومات وخاصة الهامة التي ترافقهم طوال فترة دراستهم والذهاب إلى الحديقة ومن الضروري اللعب مع أولاد الجيران.
* أم أسعد، موظفة: أنا لا أحب العطلة لأن أولادي في الابتدائية والروضة وهم أطفال لا يمكنهم الاعتماد على أنفسهم أو تركهم بمفردهم وجميع الأهل بعيدون جداً ولا يمكنني ترك ثلاثة أولاد عند الجيران لذلك العطلة تشكل بالنسبة لي عرقلة كبيرة لذلك أضطر لأخذ إجازة والبقاء معهم في المنزل.

هدى سلوم- معينة جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار