تباريح الأفول

العـــــدد 9498

الإثنين 30 كانون الأول 2019

 

يبرحني الشوق إلى لقياك، خيط حنين يشدني إلى الوراء، هل يقوى وجهي على مفارقة طيفك؟ بعدما عانقت روحك روحي؟
أعصافير الدوري عششت في فؤادي لا ترحلي، إن كنت قد أزمعت السفر ضعي جانباً جواز الحدود والمسافات.
إن أقسمت على ذلك فتريثي، ستهجر الأعشاش ويبقى المحبون يأملون اللقاء تحت المطر آن شتاء، بلا موعد منتظر، لكنما أنا ألتقيك بلا ترتيب، وحدها الأمنيات، القصائد، الأغنيات، تقربنا دون تذكرة دخول، أو موعد سابق..
شبيهان نحن بالعام يأفل، يحتضر، لكنا وقبل ابتراد رماد الاحتراق كما العنقاء نقوم، نكفر بالعجز.
الأيام تركض مهرولة إلى المدى البعيد، تحث خطاها نحو اللانهائي، تحمل على كتفيها برودة الساعات ولدغات عقارب الثواني واللحظات، تجلد أعمارنا بسياطها تنكئ جروح خيباتنا خلال عام قارب على الانهزام والانصرام، تدمينا بشظايا انكسارات أرواحنا وقد تحطمت على صخرة الأحلام المؤودة قبالة البحر، المشلوح مبعثراً كسبحة قطع خيطها كأصداف أو محارات بلا لؤلؤ قيعان البحر.
وحده صوت قادم من صدفة محارة متآكلة بفعل الزمن وقد شاخت ذوائبه طلع صبح الأمواج.
تأخذني الأيام للماضي من عمري، يحضرني طفل السنوات العشر القابع في ذاكرتي الهرمة فأحمل محارة ولدت للتو من ماء مالح أنصت للصوت الهادر من عمق الصدفة، تتماوج في أذني الأصوات، تتهادى إلي أرتلها كالصلوات: يا عاماً أوشك ينصرم، اهترأت كل ملابسه، بليت، بهتت ألوان الفرح فيه، ضحكات طفولته، وحدها أعياد رجال الوطن، حماة الدار أهدوا الأولاد فرحاً رغماً عن أنف إرهاب الأشرار، يا عاماً طفق يهل علينا كفيت خيراً مدرار، أكمل فرحتنا، أهدنا إكليل النصر، وتاج الغار.

خالد عارف حاج عثمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار