العدد: 9295
19-2-2019
لا مكان, لا زمان, فقط هو أنت أيّها الإنسان, أنت مَن يملأ الزّمان وأنت مَن يملأ المكان بما تمتلك من مقدرات على الوجود في حيّز الوجود الذي يأخذ الأشياء ويُعطي المفهوم معناه الحقيقيّ الذي يجعله حيّاً بالمثال وليس تعريفاً بالكلام, فالمرء بما امتلك قادر أنْ يعيش كيفما شاء ومتى شاء.. نعم متى شاء. وباستطاعته أنْ يحدّد الزّمن الذي سيكون فيه حيّاً , أي بمقدور المرء أنْ يجعل حياته زمناً مضى فقط لا جديد فيها ولا تغيير, كما باستطاعته أنْ يجعلها حاضراً قائماً, أي بمقدور المرء أنْ يجعل حياته يوماً حاضراً يعيشه بلا ماضٍ ينطلق منه, وأمّا المرء الذي يمتلك القدرة على أنْ يعيش الحياة مستقبلاً فلا يجعل الموت المعنويّ قادراً على النّيل منه – كلّنا أموات بالمادّة الجسديّة- مهما قصُر به العمر أو طال فهو القادر على تحويل وتغيير الأزمنة , نعم باستطاعته أنْ يأتي بالمستقبل ليجعله حاضراً وكذلك هو القادر أنْ يستحضر الماضي للآخرين كي يأخذوا الدّروس والعِبر منه.
وهنا أجد المكان مناسباً على هذه الصّفحات البيضاء بياض قلوب بني الإنسان وأجدها فرصة مناسبة ونحن نعيش فرحة الحياة بما فيها من حلاوة الحبّ والعمل والنّجاح وحلاوة الأشياء التي تجعلنا قادرين على العطاء والاستمرار, من هنا أقول إنّه لمنَ الجميل, والأمر الذي يجعل الإنسان سعيداً أنْ نعمل على الحياة مستقبلاً بعيداً عن الموت الماديّ الجسديّ الذي يأخذ الإنسان إلى الفناء عن العيش ولنعمل على أنْ نأتي بالزّمن المستقبليّ ونجعله حيّاً بين أيدينا عبر الصّنيع الحَسَن الذي لن يضيع بين النّاس وفي قادمات الأيّام,وعبر قول الكلمة الطّيبة التي تُشعر الإنسان بالرّاحة والطّمأنينة بأنّ هناك إنساناً يَشعر بوجوده ويُشاركه بعض تفاصيل حياته, عبر رسم الابتسامة البيضاء على وجوهنا تلك الابتسامة التي تسلب الألم والوجع من قلوبنا المرهقة ونفوسنا المتعبة, وعبر القلوب النّابضة بالحبّ الذي يملأ الحياة ويشغل الكون الإنسانيّ بالحبّ والأمل ويُجدّد الحياة, الحب الذي يجعل للحظة القادمة المعنى الجميل.
ولعلّ خلاصة ما أريد أن أقوله هنا إنّه لمن الجميل أن يكون بمقدورنا توضيح المفهوم ونقله من مجرد كلمات تقوم على التعريف إلى سلوك يقوم على المثال والتمثّل
نعيم علي ميّا