العـــــدد 9485
الإثنين 9 كانون الأول 2019
أحدثت جمعية الرجاء بالقرار رقم 312 عام 2003 تتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومديرية الشؤون في طرطوس، وهي أول جمعية لذوي الاحتياجات الخاصة تشهر في مدينة بانياس الجمعية الأم جمعية الرجاء في دمشق وقد أكدت مديرة الجمعية الآنسة سحر قداح أن هدف الجمعية تدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة حتى عمر ال١٥ عاماً ويمكن تجاوز ذلك لعمر ال١٧ حسب الحالة (إعاقة ذهنية، إعاقة بسيطة، إعاقة شديدة، متلازمة داون، توحد بكل أطيافه، إعاقة سمعية) وقد بلغت الجمعية أوجها منذ عام 2003 حتى عام 2010 من خلال نشاطاتها كالحفلات التي كانت تقام بالمركز الثقافي العربي في بانياس ( يوم المعاق العربي والعالمي، عيد الأم، عيد الشهداء وغير ذلك) والفطور والغذاء الخيري وبما أنها كانت أول جمعية فقد كان لها دور كبير في مدينة بانياس فيما شكل عام 2011 صدمة كبيرة بسبب تقطع أوصال بانياس وعلى الرغم من الألم الشديد في بانياس بقيت جمعية الرجاء تفتح أبوابها ومصدر للأمان بالنسبة للأهالي وبالطبع هذا يعود لوفاء المعلمات واستمرارهن بالعمل والأعضاء والآنسة فريدة الياس، أما في ما يخص النشاطات التي تقوم بها الجمعية فقد أكدت الآنسة سحر بأن النشاطات تكون بشكل أسبوعي وذلك كل يوم خميس من خلال نشاط للأطفال كالطبخ أو الخياطة أو الرسم أو الصدف وغيرها كما يوجد خلال الأسبوع حصة فنية بالإضافة إلى رحلة إما على حديقة بانياس أو على شاطئ البحر، وتقوم الجمعية بتدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات ضمن مناهج تعليمية وبورتج وتخضع المعلمات لدورات في المجلس الفرعي للإعاقة في طرطوس كل عام وكانت فيما سبق تقام في دمشق لأن المعلمات يجب أن يكون لديهم أسلوب للتعامل مع هؤلاء الأطفال، أما في ما يتعلق في الصعوبات التي تواجهها الجمعية فقالت قداح بأن الخوف من الغد لأن اعتمادنا على ذوي الهمم الذين يقدمون يد العون لذا نتمنى مساعدتنا كل حسب استطاعته، وبالنسبة للصيانة فهناك تقرير شهري تقدمه الجمعية للشؤون ونطالب فيه بأجهزة إسقاط ووسائل تعليمية وترفيهية ونتمنى أن يكون هناك آنسة موسيقى ولو مرة في الأسبوع وبالإضافة إلى ذلك نتمنى وجود متطوعين للعمل في الجمعية، كما تمنت الآنسة سحر أن تنال الجمعيات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة الاهتمام والرعاية، ونوهت أن الكشف المبكر هو طريق النجاة للطفل والأهل لذا انصح كل أم أن تتابع طفلها فهناك عدة تصرفات سلوكية تدل على وجود مشكلة لدى الطفل كسره الشديد أو الانطواء أو عدم اللعب عدم الانتباه وغيرها ولابد عندها اللجوء الى مختصين في هذه الحالة، وفي الختام قالت قداح لابد أن نشكر الأم الرؤوف والحنون الآنسة فريدة الياس الأمين العام للجمعية ولأعضاء الجمعية (بانا هارون، منى رفقة، خالد حيدر، جورج الياس، زينب هوشي، ثائر خليل وغيرهم….)، كذلك مدير الشركة السورية لنقل النفط الأستاذ نمير مخلوف لتقديمه وسائل النقل، ونتمنى أن يلقى ذوي الاحتياجات اهتماماً أكبر ونعمل على دمجهم مع المجتمع و نزرع ثقافة تقبلهم ونشعر بألم الأم.
وفي لقائنا مع الآنسات الموجودات قالت الآنسة بلسم معمار وهي معلمة إعاقة سمعية ( إشارة و نطق) عضو في المجلس الفرعي للإعاقة: نقوم بتدريب ناقصي السمع ونقص سمع شديد (صم بكم) وبالطبع يكون التعامل مع ناقصي السمع من خلال النطق أو قراءة الشفاه وهنا نحاول الابتعاد عن الإشارة مع موجود معين (السماعة) أما الصمم التام نتعامل معهم بثنائي اللغة الإشارة مع النطق إذا أمكن ولكن التواصل بالإشارة هو الأهم بالنسبة للصمم التام، وتكون البداية من خلال برنامج تعديل السلوك وذلك بالحب أولاً وعدم التعامل بقسوة وذلك لزرع حب الجمعية في الطفل، ثم نقوم باختبارات لفظية وسمعية لمعرفة مدى استجابة الطفل ثم يتم العمل على نقاط الضعف وتقوية نقاط القوة وكل حسب نقص السمع الموجود لديه، ويعتبر تعاون الأهل خطوة أساسية لنجاح المعلمة وذلك لأنها غير قادرة على إنجاز أي تقدم وتحسن بدون تعاون الأم، وأكدت أنه يجب العمل مع الأطفال بشكل دائم على النطق ولو بكلمة واحدة كلمة ماما فقط ونبذل جهوداً كبيرة حتى لا تحرم الأمهات من هذه الكلمة وعند العجز نلجأ إلى لغة الإشارة.
كذلك قالت الآنسة رائدة علي وهي مسؤولة عن الإعاقة الذهنية: نستقبل الأطفال من عمر 3 إلى 12 سنة ونبدأ بتعديل السلوك لأنها الخطوة الأهم وذلك يوازي تعليم مهارات النظافة الشخصية وننتقل بعدها إلى النطق إن كان قادراً على ذلك وإن كان قادراً على استقبال الصوت وفي حال عدم قدرته على النطق نلجأ الى اللغة الإيمائية، أيضاً نعمل على التكيف الاجتماعي حتى لا يكون مصدر إزعاج في أي مكان يوجد فيه وهو أهم من التعليم الأكاديمي، وبعدها نبدأ بالتعليم الأكاديمي من خلال مهارات علمية ورياضيات بسيطة وتكون اللغة عبارة عن أحرف وأرقام وفي أغلب الأحيان لا يتجاوز الطفل الذي يعاني من إعاقة ذهنية الصف الرابع وهذا شيء موثق عالمياً، أيضاً يتم تعليمهم المهارات المهنية وذلك بعد 12 سنة كالأشغال اليدوية والرسم والصدف النحت والرياضة وتزداد صعوبة التعامل مع هؤلاء الأطفال كلما كان عمرهم أكبر لذلك يجب اللجوء إلى المختصين بعمر مبكر للحصول على نتائج أفضل لذا نوضح للأمهات ضرورة الكشف المبكر عن المشاكل التي يعاني منها أطفالهن لأن الأهل المتعاونين هم الأساس وأخيراً أود أن أقول أن هذا العمل لا يستطيع أن يقوم به إلا من أحبه فكل تقدم من الطفل هو ثمرة تشعرنا بالسعادة وتجعلنا ننسى تعبنا.
كذلك هناك من فريق العمل الآنسة سها ديب وهي المسؤولة عن الإعاقة الذهنية للأطفال الذين تجاوزت أعمارهم 12 عام، و الآنسة فاديا حواط المسؤولة عن نظافة الأطفال أكدتا أن هؤلاء الأطفال بحاجة إلى الحب والاهتمام والرعاية.
وفي ختام زيارتنا أكدت الآنسة سحر على ضرورة العمل على تأمين عمل لأطفال ذوي الاحتياجات القادرين حتى لا يكونوا عبأ على أهاليهم و ذلك من خلال تعاون كافة الجهات كأن نستثمر لهم محلات أو كولبات.
رنا ياسين غانم