غيــــاب ثقافـــة التشاركـيـــة يبــــدد جهــــود عمـــــال النظافــــــة في اللاذقيــــــــــة

العـــــدد 9485

الإثنين 9 كانون الأول 2019

 

من قال إن النظافة رهن بعمالها فقط ، فالنظافة قبل كل شيء سلوك وثقافة إذا ما ترسخت في الوجدان فستبقى المعادلة مختلّة، وأي كان الجهد المبذول سيبقى قاصراً عن تحقيق نظافة المدينة إذا ما غابت الحالة التشاركية بين المواطن وعمال النظافة.
إذاً لكل دوره في ذلك وما أكوام القمامة التي شاهدناها في حي الزقزقانية والمشروع العاشر والسابع والثامن سوى مؤشر على غياب التشاركية المطلوبة.

لاحظنا في الآونة الأخيرة تحسناً ملحوظاً في واقع النظافة سببه نشاط يومي لدائرة النظافة التي أحسنت توزيع عمالها واستثمار جهودهم ومتابعة عملهم اليومي، ولكن هذا لم يرضِ المواطنين الذين أعربوا عن استيائهم من تردي الحالة في أحياء المدينة وذلك عبر مجموعة من الشكاوى وردتنا من بعض أحياء المدينة حيث يقول أهالي المشروع العاشر إن عمليات التنظيف والترحيل تظهر في الشوارع الرئيسية فقط في حين تبقى الشوارع الخلفية مهملة لدرجة لا تطاق كما أشار آخرون إلى النقص الكبير في عدد الحاويات مما يؤدي إلى تراكم القمامة جانب الحاوية وترك هذا الوضع على حاله لأيام ما يشوه مظهر الحي و يسبب الأمراض بسبب انتشار البعوض والحشرات والجرذان.

والتقى معهم في الهّم أهالي المشروع السابع والثامن وسكان حي الزقزقانية وإليكم بعض هذه الشكاوى:
* سهير عباس تقطن في حي الزقزقانية تقول: الوضع سيء جداً في الحي لناحية تراكم القمامة والتأخر في ترحيلها مما يسبب انبعاث الروائح وانتشار البعوض والقطط ما يسيء لصورة الحي.
* وتخالفها ابنتها الرأي فتقول: ازداد عدد سكان الحي بشكل كبير وبسبب غياب ثقافة النظافة عند كثير من قاطنيه نرى البعض يرمي القمامة جانب الحاوية وأحياناً في الطريق أيضاً.
* وتؤكد أم منهل إن حي المشروع السابع يحظى باهتمام واضح من مديرية النظافة حيث تقوم ورشات التنظيف التي يعمل بها رجال ونساء بتنظيف الحي وكنس شوارعه أحياناً.
* أما زوجها أبو منهل فأشاد بعمل ورشات التنظيف ولكنه لفت إلى أن عمل هذه الورشات ينتهي عند جمع القمامة بالحاوية ولكن المشكلة تكمن في تراكم هذه القمامة لأيام وعدم ترحيلها خاصة أمام الحديقتين في المشروع السابع وبجانب مدرسة أنيس عباس أيضاً.

* هذه الصورة نقلناها إلى رئيس دائرة النظافة الجديد م. أحمد فضة الذي أفادنا بالتالي..
يقول المهندس فضة: وضعنا خطة عمل جديدة لتحسين واقع النظافة في اللاذقية رغم قلة الآليات واتخذنا قراراً بضم قطاع من المدينة الذي يسبب ضغطاً كبيراً على عمل دائرة النظافة وهو قطاع الرمل الجنوبي حيث خصصنا له شركة قطاع نقل عام تقوم بترحيل النفايات كمت باشرت شركة الإنشاءات العسكرية عملها فيه بداية من ساحة اليمن وصولاً للشيخ ضاهر ومسبح الشعب ومنطقة الرمل الجنوبي ككل الأمر الذي انعكس إيجابياً على عملنا حيث تم توفير آليات للعمل بمناطق أخرى كالدعتور باعتبار أن منطقة الرمل الجنوبي كانت تستهلك نصف آليات المديرية والآن نخدم بها القطاع الشمالي من المدينة كالدعتور وبساتين الريحان والمنتزه وسقوبين وغيرها.
ولفت م. فضة إلى أن العمل مستمر لعلاج مشكلة القمامة حول الحاوية حيث تقوم ورشات الكنس الآلي بعملها على أكمل وجه.
أما بالنسبة للضواغط قال فضة: سجلنا قائمة بالأليات المعطلة وسنعمل على إصلاحها بالسرعة القصوى لتتمكن من تخديم المدينة بشكل كامل.
ونوه م. فضة إلى مشروع undp الذي بدأ عمله منذ 3 سنوات حيث حدد آلية تنظيم أعمال النظافة مناطق معينة ولفترة محددة حيث ترصد مبالغ مالية لذلك ولكن هذه الأعمال تتوقف بمجرد انتهاء هذا التمويل ما يؤدي إلى تراجع واقع النظافة في تلك المناطق ومنها المشروع السابع وحي الادخار وسكنتوري وأحياء أخرى.
وأشاد فضة بعمل هذه الورشات قائلاً: غالباً ما تلقى هذه الورشات ترحيباً من الأهالي حيث يعمدون بعض الأحياء فيعمد إلى إكرام العمال وتحفيزهم على العمل ولكن للأسف هناك أحياء أخرى يقوم الأهالي برمي القمامة في الطرقات قصداً ليقوم عمال النظافة بإزالتها، ولفت م. فضة إلى تعاون المديرية مع بعض الجهات الحكومية والأهلية في إطلاق حملات نظافة تشمل كل أنحاء المدينة حيث تمدهم مديرية النظافة باللاذقية بالأليات والأدوات اللازمة لتنفيذ المهمة.
وأضاف: آخر حملة قمنا بها في منطقة دمسرخو حيث ساهم فيها المجتمع الأهلي وأمناء الفرق الحزبية ومدرسة الثانوية والابتدائية.
كما أكد أن هناك مقومات لتحسين واقع النظافة في اللاذقية وهي زيادة عدد العمال والعمل على إصلاح الآليات المعطلة حيث وجه رئيس مجلس المدينة بالإسراع في عملية الإصلاح وقد تم وضع قائمة بعدد الآليات المعطلة وجدول زمني لإنهاء عملية الإصلاح كما تشارك undp بعقود لإصلاح لبعض الآليات ويبقى موضوع الحاويات مشكلاً الهم الأكبر كونها تحتاج إلى تمويل كبير حيث سيساهم بعض المستثمرين في تقديم بعض الحاويات بالإضافة لتنفيذ عقد من موازنة المستقلة للمحافظة بهدف شراء حاويات، لنغطي كل احتياجات المدينة حيث يلزمنا لتحقيق هذه الغاية أكثر من 200 حاوية.
واستطرد فضة: فيما يخص موضوع الإنفاق فقد خصصنا صهاريج لتنظيف نفق دوار هارون ونفق ساحة اليمن وسيبدأ العمل فيها بداية الشهر كما نسير جولات تفقدية للاطلاع على واقع النظافة فيها.
وختم م. فضة قائلاً: يبقى المواطن هو الشريك الأهم لتحسين واقع النظافة وقد قمنا بمراسلة الوزارة لتعديل قانون النظافة من حيث آلية التحصيل والغرامة.

ياسمين شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار