العدد: 9479
الأحد: 1-12-2019
الكثير من عمال الوطن يعانون من إصابات العمل المؤسفة والأمراض المهنية, ومع أن العمال هم عماد الإنتاج والبناء والإعمار, لايزال الكثير منهم يمارسون أكثر الأعمال خطورة ويفتقرون إلى أدنى مستويات الحماية ما يخلف واقعاً مأساوياً نتيجته الحتمية المزيد من الخسائر والضحايا والمعاقين والعاجزين.
تتكاثر حالات الإصابة والوفاة والإعاقة الدائمة أو المؤقتة بين عمال الكهرباء الناتجة عن الصعق والأخطاء البشرية, وسقوط عمال الصرف الصحي في الريكارات وغيرهم, إصابات تخلق الكثير من المشكلات الفردية والأسرية والاجتماعية, ففي مطلع هذا الشهر فجعت المؤسسة لكهربا اللاذقية بوفاة اثنين من خيرة عمالها بحوادث صعق مؤسفة أدت إلى الوفاة.
العمل بدون توفير أسباب الصحة والسلامة الآمنة يشبه الألعاب البهلوانية المفتوحة على جميع الاحتمالات, علينا نشر الوعي الصحي والمهني والارتقاء به وتوفير ظروف عمل صحية وسليمة وآمنة لجميع العاملين في جميع القطاعات الحكومية والمشتركة والخاصة وتضافر جميع الجهود للحد من إصابات العمل المؤسفة وتزويد عمال المهن الخطرة بأجهزة الوقاية الخاصة وتضافر جميع والسلامة أثناء العمل وتدريبهم وتوعيتهم بشروط الصحة والسلامة المهنية.
بغية الوصول إلى أفضل مستويات السلامة والصحة المهنية والتقليل من المخاطر الناتجة عن طبيعة العمل في القطاعات الإنتاجية والخدمية, يجب خلق ثقافة وقائية وزيادة تدريب وتأهيل مفتشي الصحة المهنية وحماية حقوق العمال وتأمين كافة خدمات الوقاية والفحص والكشف الطبي والعلاج المجاني للمصابين.
لقمة العيش الكريم والظروف المادية الصعبة تجبر الإنسان على القيام بالأعمال الخطرة ملزماً لا مخيراً لتأمين مورد عيش كريم له ولأسرته, والمطلوب إصدار التشريعات القانونية اللازمة لحمايتهم وضمان حقوقهم وعدم ضياعها.
نعمان إبراهيم حميشة