قساوة العيش

العدد: 9479

الأحد: 1-12-2019

 

لا خيار لنا بوجودنا في هذه الحياة، إنها إرادة الخالق سبحانه وتعالى، وحتى بعض الخيارات الأخرى التي تحدث لنا بعد مجيئنا بأمور عديدة، كالاسم الشخصي، واسم العائلة، والانتماء الديني والوطني والقومي، وأشياء أخرى كلها خيارات خارجة عن إرادتنا، لأنها تحدث لنا ونحن في مرحلة الطفولة، ونحن قاصرون عن فعل تلك الأشياء، أو حتى التدخل بها.
أما تربيتنا المنزلية فهي من اختصاص ومهام الأهل الذين التزموها مع التنشئة والحماية لأننا كنا نتاج أفعالهم التي تتم أحياناً بدون وعي وبدون تفكير، لكن المهم جئنا وكبرنا ودرسنا والخدمة الإلزامية أدينا، ثم كغيرنا فكرنا بتكوين أسرة، والقيام بأفعال اللاوعي لزيادة عدد أفراد هذه الأسرة، وبعدها تبدأ المسؤوليات وتتراكم الهموم، وتتعدد الواجبات، فإما أن تكون قاسية تفوق إمكانيات رب الأسرة، وإما أن تكون عادية ضمن إمكانياته وفي كلا الحالتين هي مسؤوليات وأعمال ليست سهلة الإنجاز، إضافة إلى متاعب أخرى داخلية من الأسرة نفسها (زوجة نقاقة أو ولد عاق) وخارجة من زملاء العمل الوظيفي (حسد ونميمة) وقد تكون الهموم والمتاعب حقيقية على أرض الواقع، يسعى الإنسان لإيجاد الحلول المناسبة لها، وإما أن تكون وهمية تتراكم في ذهن الشخص نتيجة التفكير الزائد فيها، ولا وجود لها على أرض الواقع، وحتى لا مبرر لها، لأنها تؤثر على حياة الشخص أكثر من غيرها.
وفي كل الأحوال طالما جئنا إلى هذه الحياة وكبرنا وقبلنا تحمّل المسؤوليات، علينا أن نتحمل الظروف الحياتية والمعيشية، أكانت قاسية أو عادية، فاضحك للدنيا تضحك لك.
يجب أن تعلم عزيزي القارئ: أنك لست الوحيد الحزين في هذه الدنيا، وليس كل الناس سعداء كما تظن، فالثوابت تنعدم في هذه الحياة.

حسن علان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار