الطريقة المثلى للتعليم

العدد: 9477

الأربعاء:27-11-2019

 

هناك دائماً قاعدة ذهبية في التعليم وهي (لا يوجد طريقة مثلى للتعليم) لأنّ ما يحدد الطريقة هو المحتوى العلميّ وأنماط المتعلمين وأنواع ذكاءاتهم والبيئة وما يتواجد فيها من إمكانيات.
وتُرك الباب مفتوحاً أمام المعلمين ليسجلوا بصماتهم ويتركوا أثرهم وقد لا حظنا أنّ الكثير من المعلمين يقومون بتقليد طريقة العلم أثر بهم وترك في ذاكرتهم معلماً لا يمكن محوه.
وهناك نشاط نقوم به عند التدريب على المناهج وهو العودة بالذاكرة إلى الماضي البعيد لاستنهاض ذكرى العلم ترك أثراً (سلبياً كان أم ايجابياً) فكانت الإجابات تأتي مع ابتسامة تارة أو مع غصة وندبه وأثر سلبي وكنت أختم نشاط الرحلة التخيليّة بالسؤال: لماذا لا نكون كالذين تركوا فينا الأثر الطيب وجعلونا نحب تلك المادة أو هذا المجال(علمياً أمن أدبياً)؟
وما تمّ في وزارة التربية ومركز تطوير المناهج من عمليات لبناء المناهج وتطويرها وفق كفايات القرن الحادي والعشرين يشهد على العقلية الواعية المنظمة والتي عملت على البناء بطريقة غير تقليدية فجاءت تشاركية، مجتمعية، وطنية بامتياز وقد بنت المناهج متجهة من القاعدة إلى القمة مبتعدة عن القوالب الجاهزة والإملاءات الجامدة وتركت للميدان مرونة التقييم والتدقيق عن طريق تقديم الملاحظات والمقترحات ضمن قنوات أصولية لتصل إلى اللجان المختصة.
وقد شهد الميدان التربوي بعد الانتهاء من المرحلة الثالثة والأخيرة للتأليف استقراراً وهدوءاً يشير إلى الفهم الصحيح وملاءمة ما تم لظروفنا وواقعنا ويشير أيضاً إلى انسحاب أصحاب المنهج السلوكي التلقيني وإعلانهم الهزيمة أمام المدّ الواعي من المدافعين عن التطوير قولاً وعملاً والذين أيقنوا أن تغيير الأدوار وإعطاء الدور للمتعلم ليكون مشاركاً حقيقياً في التعليم وتفعيل التعلم وفق أسس علمية منطقية صحيحة هو الخلاص وهو الحّل لبناء أجيال تمتلك مهارات إيجاد الحلول والبدائل ومهارة حلّ المشكلات لصناعة مستقبل عامر وغد ناصع لسوريتنا التي ناضلت وصمدت وانتصرت.
انطلقت في جميع مديريات القطر مبادرات خلاقة أغنت المناهج وأثرتها سأذكر منها مبادرتي في إطلاق مسابقة بالتشارك والرعاية ما بين وزارة التربية ومركز تطوير المناهج وهي( مسابقة إنتاج مواقف تعليمية داعمة للمناهج المطوّرة والتي تستهدف المبدعين في إنتاج المواقف التعليمية من مدرسين ومعلمين.
وهناك مبادرة قامت بها معلمة مبدعة من فريقي من مديرية تربية طرطوس(نغم علي) وهي إحدى مبدعات الوطن وأنغامه العذبة التي تطرب الأطفال فقد عملت على تحويل دروس اللغة العربية لغتي للصف الأول إلى أناشيد وأغان مستخدمة مهاراتنا في العزف والغناء والتلحين لتقدم بذلك مصدراً إثرائياً للمناهج أمتع المتعلمين وأعطى شرارة التنافس لأقرانها المعلمين لتقديم المزيد وبذل الجهد وتحوّل الميدان إلى ساحات يتسابق فيها المتسابقون لترك بصماتهم الإبداعية.
وسيذكر التاريخ أنّ المبدعين في وطني نهضوا ونفضوا غبار الحرب وعزموا على أن يكونوا الرديف الحقيقي لجيشنا الباسل وشاركوا في إعادة إعمار سورية وانتصارها.
والآن يمكنني أن أذكر الطريقة المثلى لزملائي المعلمين كي يكونوا في ركب المشاركة وقافلة المسير نحو صناعة المستقبل ولاستثمار الأهم والأعلى ( الاستثمار في العقول ):
– انشروا المحبة والثقة والقيم لأنّ كلّ ما نقدمه من معارف ومعلومات سينتهي إلى سلة النسيان ويبقى ما تقدمه من حبّ وقيم واحترام .
-كونوا صانعي للرسالة بدل حامليها , اخرجوا من الصندوق ومن عقلية الموظف الذي ينتظر راتبه آخر الشهر بل انظروا إلى بريق عيون الأطفال واحصدوا الفرح منها .
– واكبوا تطورات القرن واسعوا إلى تطوير مهاراتكم وكفاياتكم المهنية والشخصية والمعرفية.
– تمثلوا القدوة الحسنة في القول والعمل لأن هناك من يقتدي بكم .
– قوموا بدور المرشد والمشجع والمحفز ودور المعاقب والضابط للسلوكيات غير المرغوبة لتكون إدارتكم فعّالة.
-تواصلوا مع الناجحين ومع أصحاب الوفرة والطاقة الإيجابية وابتعدوا عن أصحاب الندرة والطاقة السلبية.
– افتخروا بسوريتكم وترابها الذي عجن بدماء أطهر الخلق افتخروا بأننا أبناء الشمس التي لن تأفل والتي ترسل في كل يوم نوراً ودفئاً يعطي الكون الطاقة والحياة .

باسم إبراهيم شرمك

تصفح المزيد..
آخر الأخبار