حمـــاوات الـــيوم …. لاحــــبّ ولا كراهــــية!

العدد: 9477

الأربعاء:27-11-2019

تغيّرت الصورة التقليدية عن (الحماة) الشرسة التي تفتعل المشكلات لتأكيد حضورها كطرف في الحياة الزوجية لابنها أو ابنتها وهي الصورة التي كانت تقدمها الفنانة الراحلة ماري منيب التي اشتهرت بدور (الحماة الشريرة) في قالب كوميدي ظريف! 

فهل مازالت صورة الحماة التقليدية موجودة في حياتنا حتى الآن؟ أم أن تطور الحياة نفسها أدى تلقائياً إلى تطوير صورة الحماة وموقعها في الأسرة؟ بعض الزوجات يؤكدن أن الدور التقليدي للحماة لا يزال قائماً ويمثل تهديداً للاستقرار الزوجي.

فالحماة لا تثق بزوجة ابنها أو زوج ابنتها ولذلك تتدخل كطرف ثالث في العلاقة يفرض نفسه في إثارة المشكلات بدلاً من معالجتها وحلها! ولكن غالبية الزوجات هذه الأيام يؤكدن إن أسطورة ( الحماة الشريرة) تراجعت بصورة شبه كاملة بعد خروج المرأة إلى العمل وعدم وجود أوقات فرغ التي تساعد على اندلاع المشاجرات بين (الكنة) والحماة أو بين الرجل وحماته ،بل إن الصورة الحديثة للحماة تكاد تكون أقرب إلى ( الملاك) حسب تعبير البعض الذين يجدون في الحماة أم ثانية تقف إلى جانبهم في الظروف الصعبة من أجل استقرار وسعادة ابنها فهي الأم المثالية التي استطاعت أن تمحو الصورة القاسية للحماة التي نسمع عنها ونشاهدها في الأفلام إذ أننا نسمع اليوم عن حماوات لهم مكانة رفيعة عند كناتهم يقفون معهم مواقف نبيلة من رعاية لأطفالهم ومساندتهم قلباً وقالباً في أي مشكلة يواجهونها وخصوصاً عندما تكون الزوجة تعمل خارجاً.
أما في الجانب الآخر هناك من يشتكين تدخل الحماة في مالا يعينها ويتهمونها بأنها تسببت في هدم حياتهم وقتلت الحب في قلوبهم وسيطرت الحماة على ابنها بالكامل إلى حد إنها تتسبب في الطلاق سؤالنا هنا هل تبدلت الصورة القديمة وأصبحت بعيدة عن تصرفات الحماة الشريرة أم مازالت موجودة بيننا وترتدي ثوباً جديداً تمارس من خلاله نشاطها التقليدي والمعروف في تدبير المقالب وبث المشكلات بين الأزواج؟
مما لا شك فيه أن صورة الحماة الشريرة التي تدس المكائد للتفرقة بين الزوجين قد تراجعت بشكل واضح.
وهذا يرجع إلى عدة أسباب أهمها الظروف الاقتصادية التي تحيط بالأسرة على جميع المستويات.
فالزوج أو الزوجة كل منهما يحاول استرضاء حماته لأنها في معظم الأحيان تساعد في تحمل ولو بجزء من مسؤولية الأسرة مادية كانت أو معنوية وإن كانت المادة هي العامل المحوري في العلاقة بين الحموات وزوجات أو أزواج الأبناء هذه الأيام ،فإذا ساعدت الحماة مادياً أولادها أصبحت مقبولة من جميع الأطراف حتى لو كانت من النوع المتسلط وهناك نوعية من الحماوات تساعد بطريقة أخرى فهي التي تتحمل مسؤولية رعاية الأحفاد بدلاً من ( الشغالة) أو (دور الحضانة) وهذه النوعية من الحماوات تقوم بدور (جليسة الطفل) ومن دون مقابل خاصة بعد خروج الزوجة للعمل وعدم وجودها في المنزل لفترات طويلة ومن هذا المنطلق أصبح وجود الحماة وتقبلها ضرورة يفرضها الواقع والحالة الاقتصادية قد أدت إلى وجود هدنة بين الحماوات وزوجات الأبناء أو أزواج البنات إلا أن الفجوة مازالت موجودة وهناك نوع من الرفض المتبادل بين هذه الأطراف ولكن هذا الرفض غير معلن ومع ضغوط الحياة اليومية ولعدم توافر الوقت للجدل والنقاش ظهرت مشاعر جديدة بين الحماوات والزوجات أطلق عليها حالة اللاحب واللاكراهية.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار