الشركة العامة لتجارة وتخزين وتصنيع الحبوب مطحـــــنة اللاذقية عمــــــال بلا آلات .. وهمــــــوم ومطــــــالب عمالية بالجملة

العدد: 9476

الثلاثاء: 26-11-2019

 

 

الشركة العامة لتجارة وتخزين وتصنيع الحبوب هي وليدة دمج ثلاث شركات معاً هي: الشركة العامة للمطاحن، والشركة العامة للصوامع، والمؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب، وفي الشركة الوليدة حديثاً عمال يعملون كأسرةٍ واحدةٍ متفاهمة ومتناغمة يشتغلون بجدٍ ونشاطٍ، يعرضون حياتهم لمخاطر الآلات القديمة والتي صار عمرها أكثر من ستين عاماً، آلات باتت بحاجة إلى تنسيق فقد أكل الزمان عليها وشرب ولأنها قديمة جداً فأعطالها كثيرةٌ ومتكررةٌ وبالتالي لا يتجاوز إنتاجها اليومي من الدقيق أربعين طناً، إلى مطحنة اللاذقية دخلنا بصحبةِ مديرها المهندس ياسر ملحم وهناك تجولنا في جميع الأقسام وتحدثنا إلى العمال وبدورهم فضفضوا عن أوجاعهم ومطالبهم فكان الحديث الآتي:

 

وليم سلطان، عامل فني (صويل): مطحنة اللاذقية من أقدم المطاحن في سورية ولأنّ آلاتها قديمة فالعمل فيها شاقٌ ومضنٍ وحياة العمال معرضة للكثير من المخاطر وبالمقايل فالإنتاج قليل لذلك نطالب أولاً بتحديث الآلات علماً أنّ الوعود بتحديثها من قبل الجهات المعنية قديمة جداً ولكن ما زلنا على الوعد يا كمون كما نطالب بتصنيفنا ضمن عمال الأعمال الشاقة وإعطائنا كرت الوجبة الغذائية علماً أن قيمة الوجبة الغذائية اليومية لا يتجاوز (30) ليرة سورية وهذا المبلغ غير كافٍ لشراء قطعة واحدةٍ من البسكويت وبالنسبة للحوافز فمنذ حوالي سنتين ونصف لم نقبض أي نوع من الحوافز وعندما نسأل عن السبب يأتينا الرد دوماً بوجود أخطاء في الجداول المرسلة إلى الإدارة العامة في دمشق.
العامل إبراهيم زوزو، قسم الطحن: نطالب بمنحنا كيس الطحين العمالي والذي كنّا نحصل عليه قبل دمج الشركات الثلاث وعندما نسأل عن سبب عدم منحنا كيس الطحين العمالي يكون الجواب أن الموافقة من الإدارة العامة من دمشق كما نطالب بمنحنا الحوافز العمالية والتي لم نأخذها من حوالي سنتين ونصف ونطالب بزيادة طبيعة العمل والتي لا تتجاوز (140) ليرة سورية والأهم من هذا وذاك تحديث آلات المطحنة ذات الضجيج المرتفع والتي أصيب معظم العمال بمشاكل في الأذن بسببها بالإضافة لأعطاها المتكررة والكثيرة وعدم شعور العامل بالأمان وهو يعمل عليها.
صفوان قرقوع فني كهرباء وأسامة شيخ يوسف فني ميكانيك: نطالب بمنحنا الحوافز التي تشجع العامل على العمل والعطاء كما نطالب بكرت الوجبة العمالية حيث يُعطى هذا الكرت لأقسام دون أخرى فمثلاً يحصل عمال قسم الطحن على هذا الكرت بينما لا يحصل عمال قسمي الميكانيك والكهرباء عليه، كما أنّ قدم آلات المطحنة يسبب التعب والإرهاق للعامل بسبب زيادة العمل والجهد أما الإنتاج فهو قليل مقارنة مع الجهد علماً أننا كعمال صيانة وميكانيك نقوم بإصلاح أعطال الآلات في أي وقت يطلب منا ذلك وبعد أن استمعنا لمطالب العمال في مطحنة اللاذقية سألنا المهندس ياسر ملحم مدير المطحنة والذي كان برفقتنا في هذه الجولة عن تلك المطالب ودوره في تحقيقها فأجاب: بالنسبة لطبيعة العمل والتي لا تتجاوز (140) ليرة وكرت الوجبة الغذائية والحوافز وكيس الطحين العمالي فهي مطالب محقةٌ لجميع العمال لأنها تحفزهم على العمل والإنتاج ولكنها من اختصاص الإدارة وليست من اختصاصي أما فيما يتعلق بتحديث الآلات وتطويرها أين أضم صوتي إلى صوتي كل عامل طالب بذلك فمطحنة اللاذقية عمّال بلا آلات عمال يضعون أرواحهم على أكفهم وهم يعملون وهناك الكثير من الإصابات في صفوف العمال بسبب قدم هذه الآلات لذلك يجب تنسيقها وإبدالها بآلات حديثة ذات أسوة بالمطاحن الحديثة إنتاجٍ عالٍ فإنتاج هذه الآلات من الدقيق يومياً يتراوح بين 30-40 طناً في حين يصل هذا الإنتاج إلى 90 طناً فيما لو كانت الآلات حديثة وقد قامت الإدارة الحالية بعد دمج الشركات الثلاث بإعداد دفتر شروط وتمّ إرساله إلى الإدارة المركزية في دمشق وسيتم التنفيذ في مطلع عام 2020 علماً أن تحديث مطحنة اللاذقية كان مطروحاً منذ عام 2008 كما التقينا السيد ربيع مروة مدير الشركة العامة لتجارة وتخزين وتصنيع الحبوب وسألناه عن مطالب العمّال وكيف السبيل لتحقيقها فأجاب: وردتنا شكوى عمالية من عمال مطحنة جبلة وهي شاملة لجميع عمال المطاحن عن طريق الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش بموجب كتابٍ رسمي فقمنا بالاتصالات اللازمة مع الجهات والأطراف التي لها علاقة بالموضوع سواء الاتصال بإدارة فرع المطاحن سابقاً قبل الدمج أو على مستوى الإدارة العامة قبل وبعد الدمج كما تواصلنا مع مدير الانتاج ومدير التخطيط في الإدارة العامة وجاء الرد أن المشكلة قبل دمج الشركات معاً أي أن المشكلة بدأت عام 2016 والسبب الرئيسي في عدم منح العمال الحوافز هو عدم إجراء تصفية لمادة النخالة في المستودعات حيث بقيت هذه المادة متراكمة لمدة ثلاث سنوات وكان سبب هذا التراكم إلغاء الوزارة لبعض العقود الخاصة باستجرار مادة النخالة الأمر الذي جعلنا غير قادرين على تصفية ودراسة الحوافز بشكلٍ كاملٍ ونهائي بالإضافة إلى بعض المراسلات والتي كانت تأخذ وقتاً طويلاً بين الإدارة العامة في دمشق والإدارة الفرعية باللاذقية وبعض التعليمات الواردة إلينا من الإدارة العامة والتي لها علاقة بدمج الأرباح خلال السنة ثم قامت المسؤولة عن الحوافز التكنولوجية بمتابعة الموضوع حيث تم إرسال لجنة مختصة من دمشق لدراسة الحوافز التكنولوجية في فرع اللاذقية وقد عملت هذه اللجنة لمدة أسبوع على إنجاز الجداول ومهمتنا انتهت هنا وصارت الكرة في ملعب الإدارة العامة بدمشق وبناءً على طلب الإدارة العامة تمّ أتمتة كامل الجداول في الربع الرابع من عام 2016 وحتى الربع الرابع من عام 2018 وتمّ إعداد جميع الجداول المؤتمتة خلال شهر حسب طلب الإدارة العامة ولكن ونتيجة ضغط العمل وكثافته وقصر الوقت وقعت أخطاء كتابية كثيرة ثم أعيدت الجداول إلينا للتصحيح من جديد حيث انتهينا من التصحيح والآن الموضوع بمتابعة الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش والعمل جارٍ بشكل مستمر لإنجاز الموضوع وحصول العمال على حقوقهم كاملة: ولا بد أن أشير هنا إلى الزمن الطويل الذي تستغرقه المراسلات بين المركز والفرع سألنا السيد مروة عن سبب التأخير في تحديث آلات المطحنة فأجاب:
إنّ ظروف الحرب التي تتعرض لها البلاد والقائمة على تخريب البنى التحتية ومراكز الخدمة الرئيسية للمواطن وحاجاته الأساسية حيث تمّ تدمير عدد من المطاحن في باقي المحافظات وبالتالي لم تستطع تلك المحافظات تلبية حاجاتها الأساسية من الدقيق يومياً وكان الاعتماد الأكبر على مطحنة اللاذقية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير أجور النقل وفي المراحل القادمة سيتم تحديث جميع المطاحن حسب الأولوية.

كما التقينا السيد حسين شعبان رئيس لجنة نقابة العمال بالمطاحن سابقاً وحالياً أمين سر لجنة نقابة العمال فقال:
لم يحصل العمال على الحوافز منذ عام 2017 حتى تاريخه علماً أن دراسات الحوافز جاهزة وقد أرسلت إلى الإدارة العامة بعد الدمج حيث اكتشفت بعض الأخطاء في دراسة الحركة التكنولوجية لمطحنة الساحل وتمّ إعادة هذه الحركة إلى فرع السورية للحبوب لإعادة تدقيقها وتصحيحها وبالفعل تمّ تدقيقها من قبل فرع السورية للحبوب وأعيد إرسالها إلى الإدارة العامة بدمشق وهي الآن قيد التدقيق ليصار إلى صرفها أصولاً.
ما بين الكلمات:
عمال مطحنة اللاذقية لا يشعرون بالأمان أثناء التعامل مع آلاتهم بسبب قدمها، وأعطال كثيرة ومتكررة، وإنتاج أقل بكثير من جهد وتعب العمال فلماذا يضيع هذا الجهد سدى؟ والوعود بتحديث المطحنة قديم(منذ عام 2008) ودفاتر الشروط تعدّ وترسل إلى الإدارة العامة بدمشق ومسؤولون يزورون المطحنة بين الفينة والأخرى ويستمعون بشغف بالغٍ إلى معاناة العمال والمهندسين ولمّ يتم تحديث المطحنة حتى الآن والسؤال في مرمى الإدارة العامة:
لماذا هذا التأخير في تحديث آلات المطحنة؟ هذا من جهة ومن جهة أخرى ما ذنب العمال في تلك الأخطاء التي ارتكبها بعض الموظفين عند إعداد الجداول ليحرموا من حوافزهم كل هذه الفترة الطويلة ثم لماذا لا يجدوا المعنيون آلية معينة للمراسلات بين المركز والفرع تختصر الوقت وتضمن للعامل حقه بالسرعة القصوى.

ربا صقر
حليم قاسم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار