أقامت جمعية العاديات، فرع اللاذقية محاضرة حملت العنوان (الكارما وفلسفة الجزاء) للدكتورة سوسن الضرف، تحدثت فيها عن فكرة الكارما كمصطلح قائلة: من الواضح أنه أصبح متداولاً بين الناس عن قصد أو غير قصد، والجميع يعي معناه العام و (الصحيح) حسب فهمهم وما يتضمنه من معانٍ.
وشرحت د. الضرف مفهوم الكارما وهو ملتصق تماماً بالديانات الشرق آسيوية، وهو جزء أساسي فيها، لكننا وبعيداً عن هذه الديانات نناقش معنى الكلمة وعمقها ومدى صلاحيتها في حياتنا اليومية إذ تبين الدراسة أن للكارما عدة أشكال وعدة أنواع: كارما فردية تخص شخصاً بالذات، وكارما جماعية يخضع لها مجتمع بأكمله أو طائفة أو مذهب أو زمرة معينة، كما أن الكارما طاقة وبذلك هي إما سلبية وتعني (عقاباً) أو إيجابية وتعني (ثواباً)، وبكل أشكالها ومعانيها المتفاوتة (وليس المختلفة) بين ديانة شرقية وأخرى، فإنها حتمية تبدو وكأنها المشغّل الوحيد للكون وللوجود، وكأنها بحد ذاتها اختصار للذات الإلهية الغائبة عن هذه العقائد الشرقية.
وبينت د. سوسن أن هناك قوانين خاصة تخضع لها الكارما وتتمحور بالكامل حول الإنسان (الفرد) الذي يظهر كعمود وكمحور للحياة، وتظهر الكارما عبر تعليقاتها بأن من يقررها ويستدعيها هو (الفعل) الذي يحدث فيلقى ردة فعل نسميها (الجزاء).
هذه التداولية التي تحيط بالإنسان تجعل من الحياة الاجتماعية والإنسانية (إعادة تدوير) آلية يغيب فيها الخالق.
كما تطرقت المحاضرة لنظرة الأديان التوحيدية للكارما ومدى تقبلها لها، فبغض النظر عن رأي وموقف الديانات التوحيدية من مفهوم الكارما (كونه يرتبط بشكل وثيق بالتقمص) نجد أن جميع الأديان تتفق على مبدأ الثواب والعقاب الذي يشكل لب مصطلح الكارما.
إننا، وبإصرار، ننسجم ونتفق تماماً مع معنى المفهوم وإن رفضنا السياق الذي وُجِد فيه.
وختمت محاضرتها قائلة: المعنى الدقيق والحرفي للكارما يحث على العمل الإيجابي والسليم ويسعى لبناء مجتمع نقي بعيداً عن الشر.