التربية الاجتماعية في محاضـرة بالجمعية العلميـة التاريخيـة بجبلــة

العـــــدد 9475

الإثنين 25 تشرين الثاني 2019

 

ألقى الأستاذ محمد حميد علي محاضرة حول التربية الاجتماعية في مقر الجمعية بجبلة تناولت المحاضرة أربعة محاور: الأول مرحلة ما قبل الروضة والروضة، وركز فيه المحاضر حول كيفية تربية الطفل والعناية به وتحضيره لدخول الروضة والتعرف على عالم وبيئة جديدين والتعايش مع أقرانه والتركيز على اللعب وضرورة إشباع رغباته من كل شيء وكذلك ضبطها ومسايرتها ولم يغفل المحاضر عن ذكر كم هي حساسة هذه المرحلة.
المحور الثاني: الالتحاق بالمدرسة وهي مرحلة متصلة مع ما قبلها والتأقلم مع الزملاء والمعلمات ومتابعة الدراسة والاهتمام واللامبالاة واحترام الكادر التدريسي والمحافظة على المدرسة والأثاث، والتواصل المستمر بين الأسرة أي المنزل والمدرسة للوقوف على وضع الأبناء ومعرفة مستواهم الدراسي وسلوكهم أيضاً، كذلك معرفة من يرافق ابنهم، ومع من يقضي وقته إذا ما خرج إلى الشارع، وإغراء الشارع له، مع من يلعب في الشارع وكيف ومتى؟ كيف يجب أن يشبع رغباته في اللعب، يفرغ طاقاته، مراقبة اهتماماته ومساعدته في تنميتها وإن لزم الأمر تسجيله في معاهد ودورات تصقل مواهبه وتنميها.
فعندما تقوم الأسرة بدورها على أكمل وجه بهذه المرحلة ينمو التلميذ بجو من الطمأنينة والحب والاهتمام و يكون تحصيله العلمي أفضل وسلوك بعيداً عن الأخطاء ويكون إنسانا طبيعياً، لتأتي بعدها مرحلة سن المراهقة وهي المرحلة الأخطر والأصعب للأهل والابن معاً وقد تعددت الدراسات والأبحاث التي أجريت حول آلية التعامل مع الأبناء في هذه السن لكن العفوية والفطرة واعتبارهم أصدقاء هي الأنسب معهم كي لا ينفروا ويبتعدوا عنا إذا ما دققنا وشددنا المراقبة أو بالغنا في أسئلة: إلى أين أنت ذاهب ومع من وماذا ستفعل وكيف ستعود إلى آخره من الأسئلة بل نمنحه الثقة ولا نترك له الحبل على الغارب .نعتمد الوسطية والاعتدال أي لا تفيد القسوة، بل بالتوجيه والتشديد على عنصر الحوار.
بعدها تأتي المرحلة الجامعية وهذه أيضاً مهمة جداً حيث تكون تبلورت شخصية الأبن وصار يعرف ماذا يريد وكيف ينتقي أصدقاءه بالجامعة ولكن قبل ذلك مساعدته في انتقاء الفرع الذي سيدرسه طبعا مع ما يناسب علاماته وألا نجبره على دخول فرع لا يحبه لأنه للأسف هناك أهل يفرضون على أبنائهم ويجبرونهم على دراسة اختصاصات لا يرغبونها وهذا مقتل للطالب ولرغباته وتحصيله وسيلاقي الفشل والأهم من ذلك كله هو مراقبة سلوكه ومعرفة رفاقه لأن رفقة السوء تضيع الأبن ويمكن أن تؤدي لضياعه دراسياً واجتماعياً وهذه الأيام نعاني كثيراً من انتشار عادات تضر بالنشء كالمخدرات والمشروب والإدمان على مواقع تواصل اجتماعي بعينها تكون مدمرة.
كما وعرج المحاضر على تعلق هذا الجيل وإدمانه بكل الأعمار على الموبايل ووسائل التواصل الاجتماعي وتأثيره السلبي عليهم صحياً ودراسياً وكيفية التعامل معهم وتوجيههم ليكون دوره إيجابياً أي وسيلة تعلم لا تسلية فقط .
وقد أغنى الحضور – الذي بمعظمه من الأسرة التربوية – المحاضرة بالنقاش والحوار وطرح الكثير من الأمثلة والحالات الإيجابية والسلبية التي تأثرت نتيجة التربية الاجتماعية للأبناء.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار