قبل أن نكتب

العدد: 9293

الأحد-17-2-2019

 

 

نفتّش كثيراً، ونبحث طويلاً، نكتب ثم نشطب فنمحي، أنكتب عنوان المقال أو الزاوية من كلمة واحدة أم من كلمتين أم من ثلاث. .؟
جملة أم شبه جملة؟ اسمية أم فعلية؟ لماذا نكتب، وعمّن ولمن؟ كل هذا وذاك يجب أن نكتبه أولاً في رأسنا، في ذهننا . . لكن ما يثير الدهشة أنّ الموضوع الذي كنّا نفكر فيه، ليس هو المكتوب على الورق.
إذ أن ذلك هو بداية على كل حال لنفكر في أثناء بحثنا في الشيء الذي سنكتب عنه، والكلمات والجمل التي تستحق أن نأخذ بها.. والأهم من هذا كله، أن يروق الموضوع لنا ويستدعي الكتابة . .
نقطة محورية يدور حولها الموضوع المطروق، هي أن نتفاعل مع كل ما هو مشوّق وممتع وجدير بالكتابة والاستهداف، ومن هنا يبدأ سعينا للأسلوب، فحين نسطر الكلمات فوق الورق، مطلوب التركيز في المقدمة على الأسلوب والعبارات التي تتميز بها وتؤدي الغرض بانسجام واتساق دون تنافر أو تناقض.. والدقة في التراكيب والجمل وصحة الأسماء والأرقام إن وجدت وصحة ما نستشهد به، والحفاظ على تألق الحدث في خاطرنا في أثناء نموّ الفكرة إلى لحظة سكبها على الورق، مع إمكانية تحقيق عنصري الجذب والتشويق لإحالة الموضوع العادي إلى موضوع غير عادي، نابض حيّ غنيّ بالأحداث والمشاهد. . .
التفكير قبل أن نكتب هو خاصية موجودة داخل كل إنسان فينا، تكشف هذه الخاصية نفسها بجلاء ووضوح لتعبّر عن التميّز والتفرد فيما نريد صياغته والتعبير عنه وكتابته، ليصبح ذلك بتدوينه وتسجيله أسلوبه يترك بصماته الشخصية في العمل.
الجيد فيما نطرحه ونكتبه له إيقاعه المتميز وتدفّقه وانسيابه وتناغمه المنسجم في النهاية، ينبغي أن ندرك جيداً ما نحن بصدده ونفكر به جيداً حتى نجيد عمله.

بسام نوفل هيفا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار