العدد: 9293
الأحد-17-2-2019
(الإشاعة هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع و تُتداول بين العامة ظناً منهم أنها صحيحة، دائماً ما تكون هذه الأخبار شيّقة و مثيرة لفضول المجتمع والباحثين وتفتقر هذه الإشاعات عادةً إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلّة على صحة الأخبار، وتمثّل هذه الإشاعات جُزءاً كبيراً من المعلومات التي نتعامل معها، وفي إحصائية أن 70% من تفاصيل المعلومة يسقط في حال تناقلها من شخص إلى آخر حتى وصولها إلى الخامس أو السادس من مُتواتري المعلومة).
التقديم السابق مقتبسٌ من التّعريف العلمي للإشاعة، التي بدأت تغزو كثيراً من مناحي حياتنا، العامة والخاصة، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية و. .، وهذه الأخيرة طالت كثيراً من فنّانينا، وأثّرت في مجرى يومياتهم، ما اضطرّهم إلى تكذيبها وتفنيدها والردّ عليها، وأخذت حيّزاً كبيراً من وقتهم واهتماماتهم، ما دفعهم إلى اعتلاء المنابر وإصدار البيانات الصحفية هنا وهناك، وإثبات حقيقة وجودهم على قيد الحياة، إذ إنّ إشاعات موتهم هي الأكثر تداولاً وانتشاراً.
فكم مرّة سمعنا خبر وفاة القديرين دريد لحّام، وأسعد فضّة، وأيمن زيدان، ومنى واصف، ومؤخراً نادين وأنطوانيت نجيب، وكذلك حال المطربين، إذ فاق عدد إشاعات موت الكبير جورج وسّوف عدد أغانيه، وغيرهم كثيرين؟
مطلقو هذه الإشاعات، أهدافهم وغاياتهم باتت معلومةً ومعروفةً للجميع، إيذاءٌ جسديّ ونفسيّ، بقصدٍ وعن سابق إصرارٍ وترصّد، يريدون بها تدمير الفنان وشغله عن جمهوره وأعماله، وخلق حالةٍ من الأخذ والردّ، غاياتها دنيئة كأصحابها ومروّجيها، والطّامة الكبرى انتشارها انتشار النّار في الهشيم، وعدم القدرة على اكتشاف مطلقها الأول، وعدم كبح جماحها ووءدها في أرضها.
الوعي والتّحقق من صحّة الإشاعة وموثوقيّتها مطلوبٌ وبشدّة من الجمهور، وعدم الالتفات إليها، إلا إذا كانت من المصادر الرسمية، لاسيّما ما يتعلّق منها بحياة الناس ويؤثّر في مجرى يومياتهم وتقرير مصيرهم، ونقصد هنا الاجتماعية والاقتصادية بخاصّة، وعدم الانجرار وراء إسقاطاتها وتداعياتها.
فالإشاعة فعل إعلامي، منه السّالب ومنه الموجب، ويا ليتها كلّها تصدق وتكون إيجابية، تحقّق الصدى المأمول منها وتعمّ فوائدها على الكلّ لا على الفرد.
ريم جبيلي